بعد إقصاء سراج الحق... نعيم الرحمن ينجح في الهيمنة على إخوان باكستان

بعد إقصاء سراج الحق... نعيم الرحمن ينجح في الهيمنة على إخوان باكستان

بعد إقصاء سراج الحق... نعيم الرحمن ينجح في الهيمنة على إخوان باكستان


14/04/2024

سلّط الكثير من وسائل الإعلام المزيد من الضوء على حافظ نعيم الرحمن عقب انتخابه أميراً جديداً للجماعة الإسلامية (ذراع الإخوان المسلمين) في عموم دولة باكستان في 4 نيسان (أبريل) الجاري، خاصة بعد أن كان تنظيم الإخوان من أوّل المهنئين له، وقد نشرت الجماعة بياناً عبر موقعها الإلكتروني (الإخوان أون لاين) ممهوراً بتوقيع القائم بعمل المرشد العام للجماعة محمود حسين.

وتقدمت الجماعة في بيانها بخالص التهنئة إلى الداعية الإسلامي "حافظ نعيم الرحمن" على انتخابه أميراً جديداً للجماعة الإسلامية في عموم دولة باكستان.

ودعت الجماعة الله تعالى أن يوفقه في مهمته الجديدة، وأن تكون استمراراً لمسيرته الدعوية والوطنية الكبيرة، وأن يهيئ لإخواننا في الجماعة الإسلامية وفي باكستان وللدعوة الإسلامية كل خير.

 

تنظيم الإخوان كان من أوّل المهنئين له، وقد نشرت الجماعة بياناً عبر موقعها الإلكتروني (الإخوان أون لاين) ممهوراً بتوقيع القائم بعمل المرشد العام للجماعة محمود حسين.

 

حافظ نعيم الرحمن شغل منصب أمير الجماعة في كراتشي، مركز الثقل الإخواني في باكستان، وهو مثقف موسوعي، حصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية، ثم درس التاريخ الإسلامي، وحصل فيه أيضاً على درجة الماجستير من جامعة كراتشي.

ووفق ما نقل سابقاً موقع (حفريات)، فقد انخرط نعيم الرحمن ضمن أنشطة الجماعة الإسلامية منذ دراسته الجامعية، وتدرج في المناصب داخل التنظيم، حتى أصبح الأمين المساعد، فالأمين العام، ثمّ نائب أمير كراتشي، قبل أن يصبح أمير الجماعة في أبرز دوائرها الانتخابية في العام 2013، قبل عام واحد من ولاية سراج الحق.

وكانت كل الأنظار تتجه نحو حافظ نعيم الرحمن، قبل أن يقتنص سراج الحق منصب الأمير، إثر منافسة مكتومة بين الطرفين، ومع الحراك الهائل الذي مارسه سراج الحق، حاول نعيم الرحمن مجاراة الأمير الجديد، فقام بتنظيم اعتصامات وتظاهرات حاشدة في كراتشي، حول مختلف القضايا العامة، بما في ذلك الكهرباء والمياه، ونظم اعتصاماً تاريخياً في السند، اعتراضاً على تخفيف أحمال الغاز والكهرباء، وأجبر حكومة الولاية على التراجع، كما قام بنشاط إغاثي هائل إبّان الفيضانات التي ضربت البلاد في آب (أغسطس) 2022.

ورغم كل جهوده، ظل سراج الحق وحده في دائرة الضوء، يجتذب أجهزة الإعلام، وأحلام المهمشين، بوعوده المخملية وزخم خطابه الديني الحامل لجملة من التصورات المشهدية لدولة الرفاه الإسلامية. لكنّ محاولات رجل الظل لم تنقطع، وكاد يقتنص منصب عمدة كراتشي في الانتخابات البلدية الأخيرة التي حققت فيها الجماعة تقدماً مباغتاً، لكنّ ترتيبات الأحزاب الكبيرة قتلت حلمه في اللحظات الأخيرة.

 

نعيم الرحمن شغل منصب أمير الجماعة في كراتشي، مركز الثقل الإخواني في باكستان، وتدرج في المناصب داخل التنظيم.

 

مع الوقت، أصبح نعيم الرحمن وكأنّه يتبع خُطا سراج الحق دون أن يدري، ومع تفاقم الخلافات بين الرجلين، وفق تقارير محلية، انتهز أمير الجماعة في كراتشي أحداث المحرقة الصهيونية في قطاع غزة، ليعلن عن وجوده هو الآخر، ففي 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي شنّ هجوماً حاداً على نواز شريف وحزب الرابطة الإسلامية، قائلاً: "اسألوا نواز شريف الذي يعتبر نفسه ملكاً، هل أدان إسرائيل وأمريكا؟"، وتجلّت بوضوح مفردات الخطاب السياسي لسراج الحق في أحاديث حافظ نعيم الرحمن، وبات رجل الظل بمثابة صدى صوت للرجل الأول داخل الجماعة.

ومع الطفرة السياسية التي تحققت إثر زيارة سراج الحق للشرق الأوسط، والمسيرة التي شارك فيها لنصرة فلسطين في إسطنبول، شارك نعيم الرحمن في مسيرة في كراتشي تحت رعاية منظمات المجتمع المدني في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي للتعبير عن التضامن مع حماس وشعب فلسطين، وعلى الرغم من أنّ المسيرة تتبع منظمات المجتمع المدني في كراتشي، إلّا أنّ نعيم الرحمن أصرّ على الظهور بشكل مثير للدهشة، حيث تقدم الصفوف بصحبة نائبه قاضي صدر الدين، قبل أن تتفاجأ به الجموع يهتف بشعارات حماسية، أقرب إلى أجواء التظاهرات الطلابية، كما حرص على الظهور أمام وسائل الإعلام بمداخلات لمختلف الصحف والمواقع التي قامت بتغطية مسيرة التضامن مع فلسطين.

في 2 كانون الأول (ديسمبر) خرجت مسيرة من مكتب نقابة المحامين في كراتشي، وقاد المسيرة حافظ نعيم الرحمن، إلى جوار رئيس نقابة المحامين في كراتشي أمير سليم، وحمل الرجل الثاني في الجماعة الإسلامية لافتة كتب عليها "تحية لمجاهدي حماس، أنا أقف مع الأقصى، أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة، أين الأمم المتحدة؟".     

 

الأنظار اتجهت نحو حافظ نعيم الرحمن، قبل أن يقتنص سراج الحق منصب الأمير، إثر منافسة مكتومة بين الطرفين.

 

تصريحات نعيم الرحمن أغضبت أمير الجماعة، الذي وجد فيها تجاوزاً من الرجل الثاني، ممّا جعله يتجاهل دعوته إلى المشاركة في القوافل الانتخابية التي تجوب كل ولايات باكستان بشكل مستمر.

وكعادته، حرص نعيم الرحمن على الخروج بتصريحات لوكالات الأنباء، في أعقاب المسيرة، قائلاً في خطاب شعبوي، حاكى به مفردات سراج الحق بصياغة مختلفة: "إسرائيل دولة غير شرعية، ولن يتم الاعتراف بها تحت أيّ ظرف من الظروف، وفلسطين دولة واحدة فقط".

وفي أعقاب إعلان لجنة الانتخابات عن الجدول الانتخابي، فإنّ نعيم الرحمن باغت سراج الحق بتصريحات مفاجئة، ورحب بلسان الجماعة الإسلامية، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي، بقرار اللجنة الانتخابية، وطالب بضمانات للتأكد من شفافية الانتخابات، وإشراف السلطة القضائية بالكامل على العملية الانتخابية، مؤكداً أنّ الجماعة الإسلامية ستشارك في كل الولايات بقوائم كاملة.

ويُعتبر حافظ نعيم الرحمن الأمير السادس للجماعة الإسلامية في باكستان خلفاً لسراج الحق الذي تولى إمارة الجماعة في 2013، وسبقهما إلى تولي هذه المسؤولية منور حسين (2008-2013)، وقاضي حسين أحمد (1987-2008)، وميان طفيل محمد (1972-1987)، ومؤسس الجماعة وأوّل أمير لها أبو الأعلى المودودي (1941-1972).




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية