بعد الزلزال.. ظاهرة خطف الأطفال تنتشر في سوريا وتركيا... من يقف وراءها؟

ظاهرة خطف الأطفال تنتشر في سوريا وتركيا... من يقف وراءها؟

بعد الزلزال.. ظاهرة خطف الأطفال تنتشر في سوريا وتركيا... من يقف وراءها؟


26/02/2023

انتشرت ظاهرة خطف الأطفال في سوريا وتركيا عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين في 6 شباط (فبراير) الجاري.

وعلى الرغم من أنّ اختطاف الأطفال لأغراض مجهولة بينها الاتجار بالأعضاء كان يتمّ في سوريا نتيجة الفوضى الأمنية التي تلت الحرب، إلا أنّ تلك الظاهرة انتقلت إلى تركيا على ما يبدو، فقد استغلت بعض العصابات "الفوضى التي حصلت خلال الزلزال" لخطف بعض الأطفال السوريين والأتراك من مستشفيات وملاجئ كانوا يقبعون فيها بعد خروجهم من بيوتهم، بحسب ما نقلت العربية عن مصدر من وزارة الخدمات الاجتماعية والأسرة في تركيا.

ولم يقدّم المصدر التركي أيّ إحصائية لعدد الأطفال المخطوفين، لكنّه أشار إلى أن ما لا يقل عن (1362) طفلاً فُصِلوا عن عائلاتهم نتيجة الزلزال، وقد وقع بعضهم في فخ العصابات التي كان أفرادها ينتحلون صفة الأقارب لاستمالة الأطفال، وسط انشغال السلطات الأمنية مع فرق الإنقاذ ومحاولاتها في إخراج العالقين من تحت الأنقاض.

عصابات تستغل الفوضى التي حصلت خلال الزلزال لخطف بعض الأطفال السوريين والأتراك، من مستشفيات وملاجئ كانوا يقبعون فيها بعد خروجهم من بيوتهم

وأفشلت الشرطة التركية مخططات (48) شخصاً على الأقل، عندما تمكّنت من اعتقالهم حينما كانوا يحاولون سرقة المنازل المهجورة جرّاء الزلزال، وأيضاً عند محاولاتهم نقل أطفال من ملاجئ ومستشفيات إلى أماكن أخرى، وفق ما ذكرت وكالة "الأناضول".

وأوضح المصدر المتعاون مع وزارة الأسرة أنّ الأطفال السوريين تشتت شملهم، خاصة أنّ أغلبهم يقيم مع والديه، في حين أنّه لا أقرباء لهم في الداخل التركي، وهو ما جعلهم فريسة سهلة لعصابات الخطف التي تمكنت منهم بفعل الفوضى الأمنية التي تلت الأيام الأولى بعد الزلزال.

ولا تقتصر ظاهرة خطف الأطفال السوريين على الجانب التركي فقط، ففي سوريا أيضاً انتشرت هذه الظاهرة خاصة في المناطق المتضررة من الزلزال والتي تتنوع فيها الجهات العسكرية المسيطرة عليها، كما حصل في مدينة عفرين، حينما حاولت قبل أيام مجموعة مسلّحة اختطاف الطفلة المعجزة التي وُلِدت تحت الأنقاض من مشفى داخل المدينة الواقعة شمال غربي البلاد، لكنّها فشلت في ذلك، وتمّ تسليم الصغيرة "عفراء" لاحقاً لأفراد من عائلتها.

ومع أنّ بعض حالات الاختطاف تفشل أحياناً، لكنّ العصابات تنجح في أحيان أخرى، مثلما حصل في مدينة حماة يوم 24 شباط (فبراير) الجاري، حين قامت امرأة بخطف طفل عقب ولادته بساعات من مشفى الأسد الطبي، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

(1362) طفلاً فُصِلوا عن عائلاتهم في تركيا نتيجة الزلزال، وقد وقع بعضهم في فخ العصابات التي كان أفرادها ينتحلون صفة الأقارب

وكانت منظمات حقوقية تركية وسورية، منها "مركز عدالة لحقوق اللاجئين"، قد حذّرت سابقاً من اختطاف الأطفال عقب الزلزال الذي ضرب كلا البلدين، إضافة إلى منظمات تهتم بالأطفال كمؤسسة "Save The Children" البريطانية غير الحكومية.

كما طلبت المنظمات المحلية والدولية من السلطات الأمنية والمستشفيات ضرورة التأكّد من هوية الأشخاص الذين ينوون اصطحاب الأطفال معهم من الملاجئ والمراكز الطبية عقب إخراجهم من تحت الأنقاض.

وكان مدير مركز "عدالة" لحقوق اللاجئين في تركيا أحمد قطيع قد حذّر من أمر خطير وخاصة في الشمال السوري، قد يتمثل باستغلال عصابات خطف الأطفال كارثة الزلزال.

ووجّه قطيع رسالة للأجهزة الأمنية في المناطق التي ضربها الزلزال في الشمال السوري، بوجود عصابات للاتجار بالبشر تقوم برصد وملاحقة واختطاف الأطفال ممّن لم يتم التعرف عليهم بحجة أنّهم من أقربائهم، وفق ما نقل موقع "تركيا بالعربي".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية