بعد بريغوجين... ما مصير فاغنر؟

بعد بريغوجين... ما مصير فاغنر؟

بعد بريغوجين... ما مصير فاغنر؟


24/08/2023

 بعد إعلان وكالة الطيران الروسية أنّ يفغيني بريغوجين كان على متن الطائرة المنكوبة التي تحطمت قرب موسكو، أكدت قناة على تلغرام مرتبطة بفاغنر أمس مقتل زعيمها.

وقال منشور لقناة (جراي زون) على تلغرام: "رئيس مجموعة فاغنر... بطل من روسيا، وطني حقيقي لوطنه الأم، يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين قتل نتيجة أفعال خونة لروسيا".

عدد من قادة الميليشيا كانوا على متن طائرة إمبراير-135 التي تحطمت، ومن ضمنهم بريغوجين وساعده الأيمن ديمتري أوتكين.

وأضاف المنشور "لكن حتى في الجحيم سيكون الأفضل! المجد لروسيا!".

 إلى هذا، أكّدت هيئة النقل الجوي الروسية أنّ قائد مجموعة فاغنر كان على متن الطائرة الخاصّة التي تحطّمت الأربعاء في روسيا، وقُتل كلّ من كان على متنها.

وقالت الهيئة: "وفقاً لشركة الطيران، فإنّ عدداً من قادة الميليشيا كانوا على متن طائرة إمبراير-135 التي تحطمت، ومن ضمنهم بريغوجين وساعده الأيمن ديمتري أوتكين.

في الأثناء، أعلنت دائرة المناوبة الموحدة في بلدية بولوغوفسك بمقاطعة تفير أنّ المنقذين الذين وصلوا إلى موقع تحطم الطائرة، التي كان يفغيني بريغوجين على متنها، انتشلوا (7) جثث من حطام الطائرة، وفق ما نقلت وكالة (سبوتنيك).

رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز: منظمة المرتزقة التي بناها بريغوجين، جرى احتواؤها أولاً، ثم قطع رأسها.

يشار إلى أنّ بريغوجين (62) عاماً قاد تمرداً ضد قيادات الجيش الروسي يومي 23 و24 حزيران (يونيو) ، وهو تمرد قال عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّه كان ليلقي بروسيا في هوة حرب أهلية.

وانتهى التمرد بالمفاوضات، وباتفاق مع الكرملين فيما يبدو، تضمن موافقة بريغوجين على الانتقال إلى بيلاروسيا المجاورة، لكنّه ظهر وهو يتحرك بحرية داخل روسيا بعد الاتفاق.

يشتهر يفغيني بريغوجين بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.

ويظهر في إحدى أشهر صوره وهو يقدّم طبقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد عُرف الرجل فيما بعد بلقب "طباخ بوتين".

ينحدر كل من بريغوجين وبوتين من مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، وتعود علاقتهما ربما إلى التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان بوتين يعمل في مكتب عمدة سان بطرسبرغ، وكان يتردد حينها على مطعم بريغوجين الذي كان يحظى بشعبية بين المسؤولين المحليين.

هذا، واهتمت جميع الصحف البريطانية بلا استثناء بخبر مصرع بريغوجين، وجميع من كانوا معه، وكتبت الصحف في افتتاحيتها وعنونت في مواضيع أخرى عن قائد المجموعة وتاريخها ومصيرها بعد وفاة قائدها وتأثير ذلك عليها.

وقد نشرت صحيفة الغارديان مقالاً تحليلياً بعنوان "ما مصير مجموعة فاغنر بعد مقتل يفغيني بريغوجين؟".

وأكدت أنّه في أعقاب "المسيرة التي قام بها بريغوجين إلى موسكو" قبل شهرين، توقع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، في منتدى أسبن للأمن في تموز (يوليو)، أن يأخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وقته في الانتقام.

شبكة سكاي نيوز: إذا كانت مجموعة فاغنر هي يفغيني بريغوجين، فمن الصعب جداً أن تنجو، إنّها النهاية كما نعرفها.

واضافت أنّه في حين أن تفاصيل ما حدث بالضبط ما تزال غامضة في أعقاب وفاة زعيم المرتزقة في حادث تحطم طائرة، فإنّ الأمر الواضح هو أنّ فاغنر - منظمة المرتزقة التي بناها بريغوجين - جرى احتواؤها أوّلاً، ثم قطع رأسها.

وأشارت صحف غربية إلى أنّ فاغنر لم تعد موجودة كما كانت في السابق، فالمئات من مقاتليها الذين نُفوا إلى قواعد في بيلاروسيا غادروها، وانتقل آخرون للعمل في غرب أفريقيا، وانخفض عدد القوة هناك من أكثر من (5) آلاف إلى نحو الربع.

وأضافت أنّ عمليات المجموعة توقفت خلال الشهرين الماضيين، وقد خرجت فاغنر من أوكرانيا بعد نشر مقاتليها كوقود للمدافع في معركة باخموت. وعلى الرغم من أنّ الأسماء التي ذكرت على سبيل التخمين كبدائل محتملة لبريغوجين، فإنّ قدرة أيّ منهم على شغل مكانه أمر غير مؤكد.

ووفق مقال تحليلي نُشر عبر شبكة سكاي نيوز: "إذا كانت مجموعة فاغنر هي يفغيني بريغوجين، فمن الصعب جداً أن تنجو، إنّها النهاية كما نعرفها".

ومنذ عام 2014 شاركت فاغنر في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، ولا سيّما في سوريا وفي العديد من البلدان في أفريقيا.

ويقال إنّ المجموعة تشارك في الأعمال العسكرية في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية فيها. فعلى سبيل المثال ذُكر أنّ عناصر المجموعة تحرس حقول النفط التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مقابل الحصول على نسبة من عائدات تلك الحقول.

في ليبيا قاتلت فاغنر إلى جانب الجنرال خليفة حفتر عندما حاول الأخير الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، وتم تمويل المرتزقة من الدخل الناتج عن صناعة النفط في البلاد.

وفي جمهورية أفريقيا الوسطى تقف المجموعة إلى جانب الحكومة الحالية في مواجهة المسلحين الإسلاميين المتشددين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية