بعد تصريحاته حول الإخوان... هل أنهى طنطاوي مشواره السياسي؟

انسحب عدد كبير من حملة عضو مجلس النواب السابق أحمد طنطاوي، الذي أعلن عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية؛ بسبب تصريحات تتعلق بعودة جماعة الإخوان  المسلمين.

وأكد مصدر، نقل عنه موقع (صدى البلد)، أنّ هناك مجموعة من الشباب داخل الحملة رفضوا الاستمرار في العمل؛ بسبب رفضهم القاطع لعودة الإخوان.

انسحاب عدد كبير من حملة طنطاوي، الذي أعلن عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية؛ بسبب تصريحات تتعلق بعودة جماعة الإخوان المسلمين.

وأكد المصدر ذاته أنّ هناك مشاورات تمّت بالفعل بين مسؤولين في الحملة وعدد من أقطاب الإخوان، وهو ما يؤكد أنّه يستند إلى دعم الجماعة له في حملته الانتخابية.

جدير بالذكر أنّ هذه التصريحات حول عودة الإخوان لاقت معارضة شديدة، وأثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا، ورسمت تصريحات طنطاوي بعد إعلان انفتاحه رسمياً على التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة بقرار قضائي والمصنفة تنظيماً إرهابياً والتي باتت منبوذة من قبل أغلب المصريين، رسمت نهاية طموحه السياسي، فقد تبرأت منه عدة أحزاب كان أحد أقطابها. 

هناك مشاورات تمّت بالفعل بين مسؤولين في الحملة وعدد من أقطاب الإخوان، وهو ما يؤكد أنّه يستند إلى دعم الجماعة له في حملته الانتخابية.

واعتبر متابعون، نقل عنهم موقع (ميديل إيست أون لاين)، أنّ طنطاوي يهدف إلى إثارة الجدل في الوقت الذي تتهيأ فيه مصر لانتخابات رئاسية مقررة نظرياً في ربيع العام 2024، حيث أعلنت بعض الشخصيات نيتها خوض السباق كـ "مرشحين محتملين".

وأجمع غالبية الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على رفض فكرة عودة الإخوان، واعتبروا أنّه لا يمكن قبول المصالحة مع جماعة تسببت بإراقة الدماء في البلاد، وكادت تودي بها إلى حافة الهاوية.

وتحدث رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الخلفية السياسية لطنطاوي، واستعادوا مواقفه وتصريحاته السابقة، ومنها لقاؤه مع أيمن نور السياسي المقرب من الإخوان والمقيم في تركيا.

تصريحات طنطاوي حول الإخوان رسمت نهاية طموحه السياسي، فقد تبرأت منه عدة أحزاب كان أحد أقطابها.

وأبدى سياسيون ورؤساء أحزاب رفضهم المطلق لدعوة طنطاوي، وقال رئيس حزب المستقلين الجدد هشام عناني: إنّ عودة جماعة الإخوان إلى المشهد السياسي أمر مرفوض على الإطلاق، وهو يتنافى مع النصوص الدستورية.

بدوره، قال المحامي الحقوقي والباحث في الإسلام السياسي صبرة القاسمي: إنّ مغازلة المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي لجماعة الإخوان "عبث"، مضيفاً أنّ هناك ملاحظة قانونية مهمّة هي أنّه لم يحصل على صفة مرشح رئاسي فعلي حتى الآن، وذلك لأنّ الهيئة الوطنية للانتخابات لم تفتح باب الترشح بعد، وبالتالي فالحديث عن وجود مرشح أو حملة يتم بعد هذه الخطوة وليس قبلها.

وأكد المحامي الحقوقي والباحث في الإسلام السياسي أنّ أحمد طنطاوي وقع في فخ التلميح بعودة جماعة الإخوان تحت ستار تقنين وضعهم كجمعية حقوقية أو تحت أيّ وصف آخر، معتبراً أنّه يغازل المجهول، لأنّ الجماعة ليس لها الوجود المتخيل في مصر، فليس هناك جماعة تعرف بالإخوان رسمياً، وإنّما فلول لجماعة وصفها القانون بأنّها جماعة إرهابية، كما أنّها لا تمتلك القوة الكافية لكي تدعم مرشحاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا عن الخلفية السياسية لطنطاوي، واستعادوا مواقفه وتصريحاته السابقة، ومنها لقاؤه مع أيمن نور المقرب من الإخوان.

ووصف أحمد طنطاوي بأنّه محاولة استنساخ لتجربة أيمن نور مع الرئيس السابق محمد حسني مبارك، مع وجود اختلاف في المواقف والظروف، مضيفاً أنّه يطمح لأن يُحرز ما أحرزه أيمن نور مع الرئيس السابق، وهذا لن يحدث.

وانفتاح طنطاوي على الإخوان لم يكن مفاجئاً، فقد سبق أن دعا إلى الحوار مع التنظيم الذي يقبع كبار قادته في السجن، بينما يتحصن آخرون بالفرار في قطر وتركيا وبريطانيا، لكنّ ترحيبه بعودتهم في دعاية لحملته أشبه بإعلان الوفاة، أو الانتحار السياسي.

وآنذاك، أصدر تحالف الأحزاب المصرية الذي يضم (40) حزباً بياناً في عام 2019 أعلنوا فيه رفضهم التام لمبادرة طنطاوي لما سمّاه "الإصلاح السياسي"، واعتبروا أنّها "محاولة مكشوفة يتستر خلفها من يسعون لهدم الدولة المصرية، وخاصة جماعة الإخوان التي يبدو أنّ أحمد طنطاوي تحالف معهم ويتحدث بلسانهم، متجاهلاً رأي الشعب المصري، متمسكاً برأي الخونة والإرهابيين".