بعد حادثة (الكحالة)... هل خسر حزب الله "الغطاء المسيحي"؟

بعد حادثة (الكحالة)... هل خسر حزب الله الغطاء المسيحي؟

بعد حادثة (الكحالة)... هل خسر حزب الله "الغطاء المسيحي"؟


13/08/2023

أسقطت حادثة (الكحالة)، التي كادت تودي بالبلاد إلى مواجهات أهلية ـ طائفية، ما يُسمّى "الغطاء المسيحي" عن "حزب الله"، الذي اعتمده في إبعاد الصبغة المذهبية عن تواجده المسلح وإعطائه بعداً وطنياً، لا سيّما حين كان يخوض اشتباكاً سياسياً وعسكرياً مع البيئات الأخرى، وخاصة السنّة في لبنان، ولاحقاً في سوريا، بحسب مقال تحليلي لموقع (الحرة).

ويُعبّر مصطلح "الغطاء المسيحي" في القاموس السياسي اللبناني عن تحالفات "حزب الله" مع الأحزاب المسيحية، وعلى رأسها "التيار الوطني الحر"، الذي أسسه ميشال عون، ويرأسه جبران باسيل، والتي يستمد منها "شرعية وطنية" لتواجده كميليشيات مسلحة في لبنان، تحت مسمّى "المقاومة".

يُعبّر مصطلح "الغطاء المسيحي" في القاموس السياسي اللبناني عن تحالفات "حزب الله" مع الأحزاب المسيحية، وعلى رأسها التيار الوطني الحر.

وكانت أبرز مفاعيل التقارب مع البيئة المسيحية في "اتفاق مار مخايل"، عام 2006، وهو تفاهم سياسي بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي كان الحزب المسيحي الأكثر انتشاراً وتمثيلاً في لبنان في ذلك الحين.  

كما خدم هذا "الغطاء" مصالح حزب الله على مدى ما يقارب (17) عاماً، تخللها حرب مع إسرائيل عام 2006، وحرب في الداخل (7 أيار)، انتهاء بحرب خارجية في سوريا حوّل خلالها حزب الله لبنان إلى قاعدة خلفية له.  

خدم هذا "الغطاء" مصالح حزب الله على مدى ما يقارب (17) عاماً، تخللها حرب مع إسرائيل عام 2006 وحرب في الداخل (7 أيار).

يُذكر أنّ الاشتباكات وقعت في 10 آب (أغسطس) 2023، بين أعضاء من حزب الله وسكان بلدة مسيحية في لبنان، تدعى (الكحالة)، تلت حادثة انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله تحمل ذخيرة، ممّا أسفر عن سقوط قتيلين؛ أحدهما عضو في (حزب الله)، والثاني مواطن مسيحي.

وتتداول مصادر لبنانية مسيحية معطيات عن أنّ ما جرى في (الكحالة) "محاولة مسيحية للقول لحزب الله إنّهم لن يسمحوا بأن تكون مناطقهم مساحة مفتوحة لنقل السلاح والعتاد لخصومهم".

في السياق، ذكرت (الحرة) أنّ أولى مظاهر انكشاف "الغطاء المسيحي" بدأت بعد الانهيار المالي والانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان أواخر عام 2019، فقد عبّر المجتمع المسيحي، على وجه الخصوص، عن نقمة عارمة على الصيغة القائمة في الحكم، والأثمان التي دفعها لبنان من علاقاته الدولية والعربية واقتصاده وأمنه نتيجة خيارات (حزب الله) المحلية والإقليمية، التي تحقق المصالح الإيرانية حصراً.  

أولى مظاهر انكشاف "الغطاء المسيحي" بدأت بعد الانهيار المالي والانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان أواخر عام 2019.

وقد تصاعدت النقمة أكثر بعد الدور الذي لعبه (حزب الله) في قمع الاحتجاجات من جهة، وعدم تقديم تنازلات سياسية من جهة أخرى لصالح حليفه الذي كان على رأس الحكم مع عهد رئيس الجمهورية وقتها ميشال عون.  

وجاء انفجار مرفأ بيروت عام 2020، ليفجّر العلاقة بين حزب الله والبيئة الشعبية المسيحية، الأكثر تضرراً من الانفجار، حيث رأت بأشكال متعددة مسؤولية "حزب الله" فيما جرى، سواء فيما يخص فرضية استفادة الحزب من تخزين نيترات الأمونيوم لاستخدامها في سوريا، التي ما تزال رائجة في لبنان، أو لدور الحزب في عرقلة التحقيقات بالانفجار فيما بعد، للتغطية على مسؤولية شخصيات سياسية حليفة له، أو محسوبة عليه، في وقوع الانفجار.

وكانت "أحداث الطيونة" التي شهدها لبنان عام 2021 أول ترجمة فعلية للتصادم بين البيئة المسيحية و(حزب الله)، على خلفية التحقيقات في انفجار المرفأ، إذ تخللتها اشتباكات مسلحة أودت بضحايا من الطرفين.

المصدر ذاته لفت إلى أنّ أحداث (الكحالة) الأخيرة كشفت عدم قدرة (التيار الوطني الحر) على تغطية سلوك حزب الله، واستباحته للأراضي اللبنانية في سبيل أهدافه العسكرية، خاصة في ظل النقمة الشعبية الكبيرة في الساحة المسيحية، واضطراره لمجاراة هذا التوجه الشعبي، من خلال تصريحات لاذعة لمسؤولين فيه عالية اللهجة تجاه (حزب الله).



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية