بنكيران يروي طريقة انتمائه إلى تنظيم الإخوان... ما علاقة سيد قطب؟

بنكيران يروي طريقة انتمائه إلى تنظيم الإخوان... ما علاقة سيد قطب؟

بنكيران يروي طريقة انتمائه إلى تنظيم الإخوان... ما علاقة سيد قطب؟


29/07/2023

تحدّث عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ذراع الإخوان في المغرب) عن مساره السياسي وحياته منذ بداية السبعينيات، وعن نقطة التحول التي دفعته للانتماء إلى الحركة الإسلامية في وقت كان فيه الفكر اليساري مهيمناً على الساحة السياسية والجامعية.

وقال بنكيران في الحلقة الأولى من "ذكريات لا مذكرات"، التي شرع في بثها على صفحته الثلاثاء: إنّه كان يعيش حياة مواطن عادي، يمارس حياته مع الشباب ذكوراً وإناثاً بقدر متواضع من التدين، قبل أن يتعرف على أعضاء "الشبيبة" في أحد المساجد بالرباط، متحدّثاً عن وقائع جمعته مع أفراد منتمين إلى الشبيبة الإسلامية.

بنكيران كان يعيش حياة مواطن عادي، يمارس حياته مع الشباب ذكوراً وإناثاً، قبل أن يتعرف على أعضاء "الشبيبة" في أحد المساجد بالرباط.

وقد تأسس تنظيم الشبيبة الإسلامية بالمغرب في أعوام السبعيينات على نمط تنظيم الإخوان المسلمين بمصر، لا سيّما أنّ هذه الشبيبة تأثرت إيديولوجيّاً بالتنظيم المصري، واعتمدت الكثير من أفكاره، غير أنّ التنظيم تفرّق في المغرب بعد اغتياله لزعيم اشتراكي هو عمر بنجلون عام 1975.

كان الشباب الذين التقى بهم بنكيران يتحدثون عن الإسلام كنظام للحياة، وبعد التردد على المسجد وعلى بعض لقاءاتهم تحدث إليه أحدهم ذات مرة عن الثورة والدولة، فردّ بنكيران بقول، يعتقد أنّه يعود للملك الراحل الحسن الثاني،: "المغرب لا تصلح له إلّا الشيوعية أو الحكم الفردي"، فأجابه الشاب "الإسلامي": "الإسلام لي غيصلاح ليه إن شاء الله"، وذلك وفق ما نقله عنه موقع (هسبرس) المغربي.

بنكيران قال في الحلقة التي بثها: "كنت مقتنعاً بالإسلام كنظام للحياة، لكن كنت أعتقد أنّني الوحيد الذي يملك هذه القناعة، بينما الناس كانوا متوجهين نحو الليبرالية أو الاشتراكية، حسب ما كنت أتخيل، في ظل وسط يهيمن عليه الفكر اليساري، والاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والاتحاد الاشتراكي، ومنظمة إلى الأمام، و23 آذار (مارس)... والشبيبة الاستقلالية بشكل محدود".

لم يوافق زعماء الشبيبة الإسلامية على التحاق بنكيران بالتنظيم في بداية الأمر، إلى حين حضوره أحد اللقاءات التي جمعتهم بشخصية مسيحية مهمة، فتدخل بنكيران أمام الضيف المسيحي، مدافعاً عن الإسلام والقرآن، فكان تدخله حافزاً لزعماء الشبيبة من أجل قبول التحاقه بهم، واستقبلوه بأحد المنازل بالرباط في الليلة نفسها.

كتاب (معالم في الطريق) لسيد قطب كان هدية الشبيبة لبنكيران الذي عكف بحسبه على إنهاء صفحاته طيلة ساعات تلك الليلة ليقرر في الصباح الانتماء إلى التنظيم الإسلامي.

كتاب (معالم في الطريق) لسيد قطب، كان هدية الشبيبة لبنكيران الذي عكف بحسبه على إنهاء صفحاته طيلة ساعات تلك الليلة، ليقرر في الصباح الانتماء إلى التنظيم الإسلامي بعد تأثره بمضامين الكتاب، وفق ما قال بنكيران ونقله موقع (هسبرس).

وكان بنكيران قد أكد، في تصريحات سابقة أنّ دخوله إلى عالم الإخوان بتنظيم الشبيبة الإسلامية، وهو التنظيم الأم الذي خرجت منه مجموعة من قيادات حزب العدالة والتنمية، أتى بعد قراءته لكتاب (معالم في الطريق) لسيد قطب، إذ تحوّل إلى شخص آخر بعد مطالعته لهذا المؤلف.

وحكى بنكيران كيف حدثه محمد الساسي عن جماعة الإخوان المسلمين، مضيفاً: "قال لي وجدت الجماعة التي ستصلح لنا، وهي جماعة الإخوان المسلمين؛ فرغم أنّه كان متأثراً بالفكر اليساري كانت لديه خلفية دينية، وكان قد ألقى محاضرة في ثانوية مولاي يوسف عنوانها اشتراكية الإسلام، وكانت قد أثارت حفيظة يساريين انتقدوه، وكاد ينتهي الأمر بعراك.

وقال رئيس الحكومة السابق: إنّ تجربته مع اليسار كانت محزنة، موضحاً أنّه "كان يرغب في النضال وسط اليساريين رغم عدم اتفاقه مع بعض مظاهر الانحلال من الدين، إلا أنّهم كانوا يتهمونه بأشياء غير منطقية سيرويها في ما بعد".

يُذكر أنّ حزب (العدالة والتنمية) المغربي قاد الحكومة لمدة (10) أعوام كاملة من خلال ولايتين؛ الأولى ترأس فيها الحكومة عبد الإله بنكيران، والثانية ترأسها خلفه سعد الدين العثماني.

وشهدت مشاركة (العدالة والتنمية) في الانتخابات التشريعية الأخيرة، أيلول (سبتمبر) 2021، هزيمة مدوية، إذ تبوأ الحزب مراتب متأخرة، وفقد عشرات المقاعد في البرلمان، ولم يعد له فريق برلماني كامل، ممّا أحدث رجة كبرى في المشهد السياسي بالبلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية