بهذه الطريقة تحاول حكومة أردوغان إخفاء عجزها

بهذه الطريقة تحاول حكومة أردوغان إخفاء عجزها


04/08/2021

اجتاح وسم "استقالة طيب أردوغان" موقع "تويتر" بأكثر من 360 ألف تغريدة، حتى ظهر أمس، وقد انتقد عبره مغردون ونشطاء أداء حكومة الرئيس التركي تجاه الحرائق، وتأخرها في طلب الدعم الأجنبي من الدول بحجة أنّ تركيا قوية.

في سياق متصل، هدد المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي مراسلي القنوات المحلية الذين ينقلون أخبار الحرائق، قائلاً إنّ "بعض القنوات تحاول خلق الفوضى".

وقال المجلس في بيان أمس: إنّ حرائق الغابات يتم إخمادها بنجاح من قبل فرق مكافحة الحرائق، وإنّ لقطات بث المناطق المحترقة "ستخدم أولئك الذين يبحثون عن الفوضى".

وسم "استقالة طيب أردوغان" تجتاح موقع "تويتر" بتغريدات تنتقد أداء حكومة أردوغان تجاه الحرائق

وأضاف البيان أنّ العديد من المذيعين والمراسلين يبثون تقارير من شأنها أن تثير الفوضى والقلق بين الناس، مضيفاً أنّ التقارير الواردة من الأرض تحبط معنويات الناس وفرق الإطفاء، وأشار في نهاية البيان إلى فرض عقوبات شديدة على المراسلين الذين لا يلتزمون بقواعد المجلس.

وقد ردّ وزير الداخلية سليمان صويلو أول من أمس على الانتقادات الموجهة إلى الحكومة قائلاً: "لا يمكنني إطفاء النيران بيدي، واجبنا هو تقديم الدعم اللوجستي".

ويستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاولة تضليل شعبه بالترويج لمؤامرات تستهدفه شخصياً مع بلاده كلما واجه أزمة ما، سواء أكانت داخلية أم خارجية، حتى إنه لم يستبعد سيناريو "المؤامرة" في الحرائق التي اندلعت الأسبوع الماضي في عدّة غابات تقع بمناطق مختلفة داخل تركيا.

أردوغان ووسائل الإعلام المقربة منه يروجون لسيناريو "المؤامرة" في الحرائق، وأحزاب معارضة تؤكد أنّ الحكومة تخفي عجزها

وفي هذا الإطار، أعلنت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية عن إحباط السلطات التركية مطلع الأسبوع الجاري محاولة لافتعال حريق في غابة تقع بالقرب من ثكنة عسكرية في ولاية إزمير الواقعة غربي البلاد، لكن مع ذلك لم يتمكن رجال الشرطة من إلقاء القبض على أولئك الذين كانوا يحاولون إشعال النيران في غابات تلك المنطقة، بحسب ما أفادت الوكالة.

وشككت أحزاب المعارضة التركية بالرواية التي روّجت لها وكالة "الأناضول"، متهمة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يقوده أردوغان بالاهتمام بالبنى التحتية في العاصمة أنقرة وإسطنبول، ثاني كبرى مدن البلاد، مقابل تجاهل المناطق الأخرى التي ساهم الإهمال في خسارتها لمساحات خضراء شاسعة بعد الحرائق التي عجزت السلطات المحلية فيها عن السيطرة عليها.

مشكلة الحرائق التي شهدتها تركيا تشبه الكثير من الأزمات التي واجهتها أنقرة في ظل حكم أردوغان الذي عادة ما يلجأ إلى تحميل الآخرين مسؤولية ما يجري.

وبحسب مصدرين في أكبر حزبين معارضين، وهما "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، فإنّ الترويج لرواية وكالة "الأناضول" حول افتعال الحرائق يهدف لإخفاء عجز حكومة الرئيس التركي عن القيام بمهامها في حماية ممتلكات المزارعين والفلاحين والمستثمرين، لا سيّما أنّ الحرائق اندلعت في بعض المناطق بالقرب من المنتجعات السياحية فاضطر أصحابها إلى إخلائها وإغلاق أبوابها أمام روّادها الأجانب، وفق صحيفة "زمان" التركية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية