تأييد الأويغور لإسرائيل يطيح بتصورات الإخوان حول وحدة ساحات الجهاد الإسلامي

تأييد الأويغور لإسرائيل يطيح بتصورات الإخوان حول وحدة ساحات الجهاد الإسلامي

تأييد الأويغور لإسرائيل يطيح بتصورات الإخوان حول وحدة ساحات الجهاد الإسلامي


14/04/2024

كانت قضية المسلمين الأويغور في الصين واحدة من أبرز الأدوات التي استخدمتها الأذرع الإخوانية حول العالم، في سياق استراتيجية الوصاية الجهادية، ومقولات الدفاع عن حقوق المسلمين حول العالم. وتجلى ذلك بوضوح في المحيط الجغرافي المجاور للصين، حيث دشن الحزب الإسلامي الماليزي (باس) الذراع الإخوانية، عبر رئيسه عبد الهادي أوانج، حملات ممنهجة لإغاثة الأويغور والدفاع عن حقوقهم، والنهج نفسه اتبعه حزب العدالة والرفاهية الإخواني في إندونيسيا.

وكان الحراك الأكثر قوة ذلك الذي قامت به الجماعة الإسلامية في باكستان، من خلال تظاهرات اتسمت بالعنف، وإطلاق تهديدات طالت المصالح الصينية في البلاد، وهو الأمر الذي تكرر من خلال الجناح البنغالي للتنظيم الإخواني.

ومن جهته، كرّس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذراع المدنية للإخوان في الولايات المتحدة، جهداً كبيراً للدفاع عن الأويغور، وتحريض الإدارة الديموقراطية ضدّ الممارسات الصينية، وكذا تتبع أنشطة الكيانات الاقتصادية الأمريكية، التي زعم المجلس أنّها تتماهى مع الانتهاكات الصينية، ومن بينها مطاعم عالمية وسلاسل فنادق معروفة، وغيرها.

تضامن إخواني واسع

في أكثر من مناسبة أطلق الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين بيانات تستنكر ما وُصف بالصمت العربي والإسلامي، تجاه ما يتعرض له المسلمون في الصين، وخصص موقع (إخوان أونلاين) مساحات كبيرة لقضية الأويغور، مستعرضاً ما يتعرضون له من اضطهاد ممنهج على أيدي السلطات الصينية.

كانت قضية المسلمين الأويغور في الصين واحدة من أبرز الأدوات التي استخدمتها الأذرع الإخوانية حول العالم

وفي 26 كانون الأول (ديسمبر) 2019 شهد قطاع غزة تظاهرة تضامنية حاشدة مع المسلمين الأويغور، ورفع المشاركون في التظاهرة، التي نظمتها رابطة علماء فلسطين أمام مسجد الكتيبة، لافتات كُتب على بعضها: "خذلان المسلمين حرام شرعاً"، و"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله".

وقال مروان أبو راس رئيس الرابطة، في كلمة له على هامش التظاهرة: "ننظر لما يجري لمسلمي الأويغور في الصين من قبل السلطات الصينية، على أنّه اعتداء فاضح على أبسط معالم الحقوق الإنسانية، وقمع للحقوق الدينية"

في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، صدرت بيانات مفاجئة عن نشطاء الأويغور تدين الهجوم، وتعرب عن التضامن مع الشعب الإسرائيلي وأسر الضحايا

وقال الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذراع الدينية للإخوان المسلمين في قطر، أحمد الريسوني: إنّ الصين تعمل جاهدة على محو إسلام شعب الأويغور بكل الوسائل القسرية، ومنذ أعوام بدأت تقيم معسكرات تحشد فيها الملايين منهم لمحو كل أثر لثقافتهم وعقيدتهم وحياتهم الإسلامية. 

ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل أحرار العالم إلى مناهضة ما وصفه بـ "الحرب الاستئصالية، بجميع الوسائل الممكنة، بما فيها مقاطعة البضائع الصينية".

الأويغور يخذلون الإخوان

في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، صدرت بيانات مفاجئة عن نشطاء الأويغور تدين الهجوم، وتعرب عن التضامن مع الشعب الإسرائيلي وأسر الضحايا.

مؤتمر الأويغور العالمي أكّد أنّه يدين بشدة ما وصفه بـ "الهجمات المروعة التي شنتها حماس ضدّ المدنيين الإسرائيليين"، معرباً عن قلقه العميق إزاء احتمالات تصعيد الصراع، ووقوع المزيد من الخسائر في الأرواح. مضيفاً: "نحن نتضامن مع جميع الذين يعانون من الإرهاب والحرب، ونذكر جميع المتضررين من العنف في صلواتنا". وحث المؤتمر العالمي المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أرواح المدنيين.

 صالح حديار، مؤسس حركة الصحوة الوطنية في تركستان الشرقية: نقف مع إسرائيل ضدّ عدوان حماس

جدير بالذكر أنّه بعد ساعات قليلة فقط من "طوفان الأقصى"، أصدرت صحيفة (أويغور تايمز) بياناً أدان فيه مؤسسها طاهر أمين ما سمّاه "العمل الإرهابي الذي نفذته حماس ضدّ المدنيين الإسرائيليين". ونشرت صحيفة (أويغور تايمز) العديد من التقارير الإخبارية ومقالات الرأي التي تسلط الضوء على أعمال حماس الإرهابية، على حدّ وصفها.

بدوره، أصدر عمر كانات، المدير التنفيذي لمشروع حقوق الإنسان للأويغور، بياناً قال فيه: "إنّه لأمر مرعب أن نرى الهجمات الوحشية المتعمدة على المدنيين، بما في ذلك النساء والرجال والأطفال، من قبل حماس".

كما أصدر مشروع الدفاع عن حقوق الأويغور (URAP)، وهو مجموعة حقوقية مقرها كندا، بياناً أدان بأشد العبارات الممكنة "الهجمات الوحشية التي شنها إرهابيو حماس على الإسرائيليين الأبرياء"، بحسب تعبير البيان.

وقدّم المشروع تعازيه لعائلات وأصدقاء المئات الذين فقدوا أرواحهم، وأولئك الذين ما زالوا في الأسر في غزة، داعياً إلى الصلاة من أجل شفاء مئات الجرحى الآخرين، والعودة الآمنة لجميع الرهائن الإسرائيليين.

أصدر مشروع الدفاع عن حقوق الأويغور (URAP)، وهو مجموعة حقوقية مقرها كندا، بياناً أدان بأشد العبارات الممكنة "الهجمات الوحشية التي شنها إرهابيو حماس على الإسرائيليين الأبرياء"، بحسب تعبير البيان

وقال صالح حديار، مؤسس حركة الصحوة الوطنية في تركستان الشرقية: "نقف مع إسرائيل ضدّ عدوان حماس، المدعومة من الصين وإيران. وبينما تدعم الصين فلسطين، فإنّها تشن بلا هوادة إبادة جماعية، وتحافظ على احتلالها لتركستان الشرقية"، واتهم حديار الفلسطينيين بمساندة الصين في حربها ضدّ الأويغور. مضيفاً: "تقف فلسطين إلى جانب العديد من الدول الإسلامية، بلا خجل إلى جانب مضطهدينا".

وفيما يشبه الاتفاق الضمني، تجاهلت الأذرع الإخوانية تصريحات الأويغور، التي تغازل في مجملها التوجهات الأمريكية، والانحياز الغربي لإسرائيل؛ بعيداً عن شعارات الأخوة الإسلامية التي وظفها الإخوان وتاجروا بها، الأمر الذي يمثل صفعة لمبدأ الأمميّة الإسلاموية، ووحدة ساحات الجهاد الإسلامي المشترك الذي تقوم عليه الاستراتيجية الإخوانية.

وتكشف تصريحات الكيانات الرسمية التابعة للأويغور الدور الوظيفي الذي تلعبه، ضمن الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى الضغط على الصين، من خلال توظيف قضية مكوّن عرقي/ ديني مُضطهد، ضمن سياقات التنافس السياسي بين واشنطن وبكين.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية