تستهدف المواطنين والمهاجرين والمنظمات الإغاثية... ميليشيات الحوثي تواصل جرائمها

تستهدف المواطنين والمهاجرين والمنظمات الإغاثية... ميليشيات الحوثي تواصل جرائمها


14/03/2021

واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية جرائمها الوحشية بحقّ المواطنين الأبرياء والمهاجرين العالقين، هذا بالإضافة إلى استهداف منظمات الإغاثة الإنسانية، في ظلّ صمت دولي مطبق، سمح للميليشيات الإرهابية بالتمادي وارتكاب جرائم غير محدودة واستهداف دول الجوار والملاحة البحرية.

حقوقيون يمنيون وأمريكيون يطالبون الإدارة الأمريكية بإعادة النظر بإلغائها ميليشيا الحوثي من لائحة الإرهاب

وما تزال تفاصيل آخر جرائمهم، التي وقعت الأسبوع الماضي بأحد مراكز احتجاز المهاجرين الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي في صنعاء، تظهر شيئاً فشيئاً، فقد أفاد ناشطون يمنيون أنّ الحوثيين عمدوا خلال الساعات الماضية إلى دفن المهاجرين الذين قتلوا جرّاء الحريق الذي نشب في المركز على عجل، وسط تكتم حول عدد القتلى.

ونقلت وسائل إعلام محلية وعالمية شهادات مروعة عمّا يعانيه المهاجرون في سجون الحوثي من تعذيب وابتزاز.

وكشفت مهاجرة إثيوبية ثلاثينية من عدن كيف تبتز ميليشيات الحوثي هؤلاء المهاجرين المحتجزين، قائلة لشبكة "دويتشه فيله": إنها كانت على تواصل مع أقارب لها يتواجدون بالسجن في صنعاء، لكنّ الاتصال انقطع قبل أيام عدة، بعد أن طالبت الميليشيات بمبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم.

وأكد المهاجر الإثيوبي علي مصطفى أنه اضطر للاتصال بأهله من أجل الحصول على مبلغ مالي قدره 5 آلاف ريال سعودي، ليقدّمه إلى الميليشيات مقابل إطلاق سراحه من سجن في العاصمة اليمنية.

الحوثيون عمدوا إلى دفن المهاجرين الذين قتلوا جرّاء حريق مركز المهاجرين في صنعاء وسط تكتم حول عدد القتلى

وأوضح أنه اعتقل لمدة 6 أشهر، تعرّض خلالها، إلى جانب عشرات المهاجرين الآخرين، للضرب والتعذيب بالكهرباء والحديد، لا سيّما بعد أن طلب منهم الحوثيون الانضمام إلى جبهات القتال، لكنهم رفضوا.

يُذكر أنّ المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة كانت قد أعربت قبل أيام عن خشيتها من أن يكون عشرات المهاجرين قضوا في الحريق، استناداً إلى تقارير منظمات محلية تعمل على ملف المهاجرين.

اقرأ أيضاً: الإرياني: بهذه الأسلحة ينفذ الحوثيون هجماتهم الإرهابية في البحر الأحمر

وقالت المنظمة في بيان صدر أوّل من أمس: إنّ "بياناً لمنظمة محلية للهجرة حدّد حصيلة القتلى عند 43 شخصاً"، وتابعت: "لكن يقدّر نظراء الآن أنّ الوفيات تتراوح بين 30-60 شخصاً، وقدّرت روايات أخرى لم يتم التحقق منها سابقاً عدد القتلى بالمئات".

وكرّرت دعوتها إلى السماح بالوصول "العاجل" لتقديم العلاج للمهاجرين الذين أصيبوا بجروح بالغة في الحريق، وتابعت: إنّ "الوصول إلى الناجين بات يشكّل تحدياً بسبب التواجد الأمني المتزايد في المستشفيات".

إلى ذلك، أضافت أنّ حوالي 350 شخصاً، معظمهم من إثيوبيا، كانوا يتواجدون في العنبر حيث اندلع الحريق.

أتى ذلك، بعد أن أصيب أكثر من 170 شخصاً، أكثر من نصفهم يعانون من إصابات بالغة، في الحريق الذي اندلع الأحد الماضي في المركز المكتظ في صنعاء، حسب المنظمة الدولية.

المهاجرون يتعرّضون للضرب والتعذيب بالكهرباء والحديد على يد الحوثيين إذا رفضوا الانضمام إلى ساحات القتال

ولم تتوقف جرائم الحوثيين عند المهاجرين، بل استهدفت في الآونة الأخيرة مشايخ قبائل يرفضون الانصياع لأوامرها ولتوجهاتها، فقد داهمت مجاميع مسلحة تابعة لميليشيات الحوثي أمس منزل "الشيخ محمد بن عسكر أبو شوارب" في شارع المطار في صنعاء، قبل أن تغتاله وتحرق جثته بمادة الأسيد (مادة كيماوية)، في أحدث جريمة وحشية تشير إلى استمرار الاغتيالات الممنهجة لزعماء القبائل، وفق ما أورد موقع المشهد اليمني.

اقرأ أيضاً: الجيش اليمني يعيد الأمل لضحايا الحوثيين من الأطفال... ماذا فعل؟

ويُعدّ "أبو شوارب" أحد زعماء قبيلة "خارف" وهي أحد بطون قبائل "حاشد" الـ4 التي تستوطن محافظة عمران (50 كيلومتراً شمال صنعاء)، ويملك صلة قرابة بالشيخ "صادق أبو شوارب" القيادي في ما يُسمّى "اللجنة الثورية العليا" لميليشيات الحوثي.

وكشف مصدر قبلي آخر، فضل إخفاء هويته، أنّ الشيخ محمد عسكر تعرّض لجريمة اغتيال منظمة داخل منزله، فقد تمّت مداهمة منزله وإطلاق الرصاص الحي على رأسه، ما أدى إلى مقتله على الفور.

ثم قامت عناصر ميليشيات الحوثي باستخدام أسيد بطارية منظومة الطاقة الشمسية في المنزل وعمدوا إلى حرق جسده بالكامل، مؤكداً أنّ الحمض تسبب بإذابة غالبية أعضاء جسده، وما زالت بقايا الرصاصات واضحة في رأسه.  

ميليشيات الحوثي تواصل تصفية زعماء القبائل، وجميعهم من الموالين‫ لها وشاركوا في عملية الانقلاب أواخر 2014

وعقب مغادرة مجاميع الميليشيات التي نفذت العملية، ويعتقد أنها تتبع ما يُعرف بـ"الاستخبارات الحوثية"، وفقاً للمصدر، تدخلت دوريات أمنية أخرى تتبع ما يُسمّى "المباحث الجنائية" التابعة لحكومة الانقلاب بزعم التحقيق في الجريمة.

وتأتي التصفيات الحوثية ضد زعماء القبائل عقب تهديدهم من قبل رئيس ما يُسمّى "الاستخبارات العسكرية" للميليشيا الإرهابية "أبو علي الحاكم"، بهدف العمل لصالح المخابرات الحوثية من خلال التواصل مع أبناء القبائل في مأرب لسحبهم وإعادتهم الى مناطق سيطرة الانقلابيين، ضمن مخطط لإضعاف جبهات الجيش اليمني.

هذا، واغتالت ميليشيات الحوثي الإرهابية الشهر الماضي 3 زعماء قبليين، أحدهم الشيخ "مهلهل ضبعان"، وتمّت تصفيته في مكان الاغتيال نفسه الذي اغتيل فيه أبو شوارب بشارع المطار بصنعاء.

واغتالت الشيخ أبو نشطان داخل منزله وأعدمته مع 3 من أبنائه وشقيقته في صنعاء، ضمن تصفيات لزعماء القبائل الموالين لها.

ويشير تقرير رسمي حديث إلى تصفية ميليشيات الحوثي 24 زعيماً قبلياً خلال العامين الماضيين، جميعهم من الموالين لها، وشاركوا في عملية الانقلاب أواخر 2014، وقد أثارت عملية اغتيالهم غضباً شعبياً ضد الحوثيين.

الحوثيون ارتكبوا في عام 2020 نحو 1700 انتهاك يتعلق بالاستهداف المباشر للمدنيين، في المناطق التي تخضع لسيطرتهم

وفي سياق متصل بجرائم الحوثيين، أصدرت مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان" تقريراً بعنوان "اليمن... حلقة مُفرغة من الانتهاكات"، أكدت فيه ارتفاع عدد جبهات القتال بين أطراف النزاع في اليمن من 36 جبهة في عام 2019 إلى نحو 50 جبهة قتال في مطلع عام 2021، كان آخرها تصعيد جماعة الحوثيين غير المبرر في مأرب شمال اليمن، وهو التصعيد الذي يهدد حياة آلاف المدنيين، فضلاً عن تهديد 800 ألف نازح في المدى القريب، كنتيجة مباشرة لتصاعد الأعمال العدائية من قبل جماعة الحوثي.

اقرأ أيضاً: قاآني يعترف: هذه علاقة الحرس الثوري بالحوثيين

ويشير التقرير الذي نُشر عبر الموقع الإلكتروني للمركز إلى ارتكاب الحوثيين في عام 2020 نحو 1700 انتهاك يتعلق بالاستهداف المباشر للمدنيين، في المناطق التي تخضع لسيطرتهم؛ فقد قتل 712 مدنياً، من بينهم 122 طفلاً و66 امرأة، وأصيب نحو 940 مدنياً، من بينهم 247 طفلاً و113 امرأة.

وقال التقرير: إنّ جماعة الحوثي جنّدت منذ بداية النزاع أكثر من 30 ألف طفل، من بينهم 4600 طفل في عام 2020، في تجاهل واضح للحظر المفروض على تجنيد الأطفال، بموجب القانون الدولي الإنساني والمعاهدات والأعراف الدولية.

وقال أيمن عقيل رئيس مؤسسة "ماعت": إنّ تعنت جماعة الحوثيين ورفضها لوقف كافة دعوات إطلاق النار، والتي كان آخرها رفضها لخطة مبعوث الولايات المتحدة إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ لإيقاف الحرب في اليمن؛ هذا العنت يفاقم من الوضع البائس لحالة حقوق الإنسان في اليمن. وقال شريف عبد الحميد مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة ماعت: إنّ اليمن، ونتيجة للنزاع المسلح، يشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم خلال الوقت الحالي؛ حيث إنّ أكثر من 24 مليون يمني من أصل 30 مليوناً يحتاجون إلى كلّ شكل من أشكال الحماية والمساعدات، فضلاً عن 20 مليوناً يعانون انعدام الأمن الغذائي، في وقت تُرجح فيه هيئات الأمم المتحدة بأنّ 5 ملايين يمني على شفا حفرة من المجاعة.

جماعة الحوثي جندت منذ بداية النزاع أكثر من 30 ألف طفل، من بينهم 4600 طفل في عام 2020

إلى ذلك، أعلن مركز حقوقي يمني، غير حكومي، عن توثيقه 53 حالة انتهاك طالت مدنيين في محافظة تعز خلال شهر شباط (فبراير) الماضي، ارتكبتها ميليشيات الحوثي بشكل مباشر ومتعمد، واحتلّ الأطفال والنساء صدارة المشهد؛ من حيث الضحايا الذين سقطوا على يد ميليشيات الحوثي.

 وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تقريره الشهري، وصل "حفريات" نسخة منه: إنّ فريقه الميداني استطاع توثيق مقتل 9 مدنيين، بينهم 4 أطفال، فقد قتل طفل واحد بشظايا القذائف، إضافة إلى قتل طفلين برصاص قناص تابع لميليشيات الحوثي، وقتل طفل برصاص مباشر، وقتل مدني بانفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي.

ووثّق الفريق الميداني للمركز حالة اختطاف وإخفاء قسري نفذتها ميليشيات الحوثي، ووثّق أيضاً قيام ميليشيات الحوثي بتهجير 10 مدنيين قسرياً، بينهم امرأة، من مزارعهم ومنازلهم في منطقة الحيمة العليا بمديرية التعزية.

وفي السياق، أكد حقوقيون يمنيون وأمريكيون تضاعف جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية، عقب خطأ الإدارة الأمريكية الجديدة بإلغائها من لائحة الإرهاب، مطالبين بإعادة النظر في القرار ومواصلة العمل لإنهاء الانقلاب.

وأشار الحقوقيون، خلال ندوة فكرية ونقاشية، إلى الممارسات الحوثية التي لا تختلف عن ممارسات التنظيمات والجماعات الإرهابية الدولية، وفق ما أوردت وكالة "سبأ" الحكومية.

مركز حقوقي يمني وثق 53 حالة انتهاك طالت مدنيين في محافظة تعز خلال شهر شباط الماضي

ولفتوا إلى أنّ إلغاء قرار تصنيف الحوثيين إرهابيين شجّع الميليشيا على التصعيد العسكري، وتكثيف حملات الاعتقال بحق حقوقيين وناشطين في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا.

وفي الندوة التي نظّمتها مؤسسات ومنظمات أوروبية متحالفة من أجل السلام، وائتلاف النساء المستقلات، على هامش الدورة الـ46 لمجلس حقوق الإنسان، طالب الحقوقيون اليمنيون والأمريكيون الولايات المتحدة بالتفكير مجدّداً حول إزالة ميليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية