تصاعد أزمة المازوت في لبنان وهذا رد فعل الجماهير الغاضبة

قطع سائقو الشاحنات الطريق عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا اللبنانية احتجاجاً على أزمة المازوت والوضع المعيشي المتردي، في ظل شلل سياسي وأنباء عن نية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاعتذار عن تشكيلها لحلحلة الأزمة.

ويعجز الحريري عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني منذ تكليفه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في ظل إصرار الرئيس اللبناني ميشيل عون على تسمية الوزراء المسيحيين، وهو ما يرفضه الحريري.

وقال عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس أمس: إنّ الأكثرية الساحقة من محطات المحروقات فارغة، ولهذا السبب لا تقوم ببيع البنزين أو المازوت، مشدّداً على أنّ طوابير السيارات أمام المحطات ستبقى؛ لأنّ هناك فرقاً كبيراً بين الارتياح والحل الجذري لهذا الموضوع، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

وقام محتجون غاضبون بقطع الطريق عند الأوتوستراد الشرقي في صيدا بالإطارات المشتعلة في الاتجاهين مقابل مطعم بول دور، وقطعوا الطريق أمام شركة الكهرباء في صيدا بمستوعبات النفايات.

عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس: الأكثرية الساحقة من محطات المحروقات فارغة، ولهذا السبب لا تقوم ببيع البنزين أو المازوت

وفي غضون ذلك، تطوّر إشكال فردي بين مجموعة من الشبان على أفضلية تعبئة الوقود أمام إحدى محطات الوقود، في بلدة المقيبلة في وادي خالد، تطور إلى عراك بالسكاكين، الأمر الذي أسفر عن إصابة نجل صاحب المحطة بطعنة سكين في ساقه.

وتدخّلت دورية للجيش وعملت على فرض الهدوء وفض الإشكال، ليعلن صاحب المحطة عن إقفالها حتى إشعار آخر لحين تأمين الحماية الأمنية اللازمة، ولضمان منع الإشكالات.

يذكر أنّ رئيس اللجنة العلمية الوطنية لإدارة ملف لقاح كورونا في لبنان عبد الرحمن البزري قد حذر ممّا وصفه بـ"العاصفة الشعبية"، لافتاً إلى أنه "من حق أي مواطن كريم أن يتمتع بالماء والغذاء والكهرباء والدواء، ونحن بعد توالد الأزمات كالفطر المسموم".

وحذّر البزري من التداعيات الخطيرة لفقدان أو انقطاع العديد من أصناف الأدوية العادية، ومنها الأساسية على وجه الخصوص، إضافة إلى التدني الشديد في نسبة اللقاحات الروتينية عند الأطفال، رغم جهود كل من دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة، والجمعية اللبنانية لطب الأطفال لتأمين هذه اللقاحات في العديد من العيادات الخاصة ومراكز الرعاية الصحية الأولية.

يشار إلى أنّ لبنان يعيش أزمة سياسية بسبب عدم الاتفاق بين السياسيين اللبنانيين على تشكيل الحكومة، الأمر الذي أثر على نواحٍ اقتصادية عديدة، خاصة بعد انهيار تاريخي في سعر الليرة اللبنانية.