تقرير أممي جديد يكشف بالأرقام التحيز ضد المرأة.. تفاصيل

عقد دون تقدم... الأحكام المسبقة بحق النساء ما زالت "راسخة بعمق"

تقرير أممي جديد يكشف بالأرقام التحيز ضد المرأة.. تفاصيل


15/06/2023

رغم الحملات القوية عالمياً ومحلياً لمناصرة حقوق النساء، لم تظهر البيانات التي تتبع التحيز ضد المرأة أيّ تقدّم خلال العقد المنقضي، وما تزال الأحكام المسبقة راسخة بعمق في المجتمع، وذلك وفق ما كشفه تقرير نشرته الأمم المتحدة.

وأشار التقرير، الذي نُشر الإثنين، إلى أنّه بين كلّ من الرجال والنساء تنتشر الأعراف الاجتماعية الجندرية المتحيزة في جميع أنحاء العالم: نحو 90% من الناس لديهم تحيز واحد على الأقلّ من بين التحيزات الـ (7) التي حللها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

يرى نحو ربع سكان العالم أنّ ضرب الرجل لزوجته مبرّر، ويعتقد 28% أنّ التعليم الجامعي أهم بالنسبة إلى الرجال

وأوضح التقرير أنّ هذه الأحكام المسبقة "منتشرة بين الرجال والنساء، ممّا يوحي بأنّها راسخة بعمق، وتؤثر على الرجال والنساء بدرجات مماثلة".

وحدّدت الوكالة الأممية "مؤشر الأعراف الاجتماعية الجندرية"، الذي يأخذ بالاعتبار مقاييس السلامة السياسية والاقتصادية والتعليمية والجسدية، باستخدام بيانات من مشروع "المسح العالمي للقيم"، الذي يدرس كيف تتغير القيم والمعتقدات حول العالم.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: إنّ المؤشر يظهر عدم تحسّن التحيز ضد النساء خلال عقد (…)، رغم الحملات القوية عالمياً ومحلياً لمناصرة حقوق النساء مثل حركة "مي تو" (أنا أيضاً) المناهضة للتحرش الجنسي.

أعاقت الأعراف الاجتماعية المتحيزة وأزمة التنمية البشرية الأوسع نطاقاً التقدم في القضاء على عدم المساواة

وعلى سبيل المثال، ما يزال 69% من سكان العالم يعتقدون أنّ الرجال يمكنهم أن يكونوا قادة سياسيين أفضل من النساء، ويؤمن 27% فقط من سكان العالم بضرورة أن تكون للنساء والرجال الحقوق نفسها من أجل بناء ديمقراطية.

ويعتقد نحو نصف سكان العالم (46%) بأنّ للرجال حقاً أكبر في الحصول على وظيفة، كما يعتقد 43% بأنّ الرجال هم قادة أعمال أفضل من النساء.

ويرى نحو ربع سكان العالم أنّ ضرب الرجل لزوجته مبرّر، ويعتقد 28% أنّ التعليم الجامعي أهم بالنسبة إلى الرجال.

ولفت التقرير إلى أنّ الأحكام المسبقة تخلق "عقبات" للنساء تتجلّى في تفكيك حقوق النساء في أنحاء كثيرة من العالم.

وقال التقرير: "إذا لم نتطرّق إلى الأعراف الاجتماعية الجندرية المتحيزة، فلن نحقق المساواة الجندرية أو أهداف التنمية المستدامة".

الأحكام المسبقة تخلق "عقبات" للنساء، تتجلّى في تفكيك حقوق النساء في أنحاء كثيرة من العالم

ويأتي عدم إحراز تقدم بشأن التحيز الجندري في الوقت الذي تشير فيه الأمم المتحدة أيضاً إلى تراجع مقاييس التنمية البشرية بشكل عام وارتباط ذلك خصوصاً بجائحة كوفيد - 19.

وعلى الرغم من الطفرة في أنشطة جماعات حقوق المرأة والحركات الاجتماعية مثل "تايمز أب" و"مي تو" في الولايات المتحدة، أعاقت الأعراف الاجتماعية المتحيزة وأزمة التنمية البشرية الأوسع نطاقاً، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد - 19 مع فقد العديد من النساء دخلهن، أعاقت التقدم في القضاء على عدم المساواة.

وفي تقريره الأحدث، تتبع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي القضية من خلال مؤشر المعايير الاجتماعية الجنسانية، والذي يستخدم بيانات من مسح القيم العالمية "دبليو.في.إس"، وهو برنامج للبحث الدولي. ويعتمد المسح على مجموعات البيانات الممتدة من 2010 إلى 2014 ومن 2017 إلى 2022 من بلدان ومناطق تغطي 85% من سكان العالم.

ووفق تقرير للأمم المتحدة بعنوان "إنهاء العنف ضد النساء والفتيات... التقدم المحرز والتحديات الباقية"، تم على مدى الأعوام الـ (25) الماضية إحراز تقدم كبير نحو القضاء على العنف ضد المرأة، لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. 

وأشار التقرير إلى أنّ حركات حقوق المرأة وتنفيذ الإطار الدولي لحقوق الإنسان للمرأة وتطوره أدّيا إلى زيادة الفهم بأنّ العنف ضد المرأة قائم على النوع الاجتماعي، وهو شكل من أشكال التمييز، ويُعدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية