تقرير دولي يوضح كيف دمر الحوثيون الطفولة باليمن

 تقرير دولي يوضح كيف دمر الحوثيون الطفولة باليمن

تقرير دولي يوضح كيف دمر الحوثيون الطفولة باليمن


18/09/2023

قال تقرير أمريكي، نشره معهد دول الخليج العربية في واشنطن: إنّه بغضّ النظر عن كيفية أو موعد انتهاء الصراع الحالي في اليمن، فإنّ الجنود الأطفال الذين جندتهم ميليشيات الحوثي الإرهابية لن يختفوا ببساطة، وإنّ هذه المشكلة ستؤثر على اليمن وجيرانه لعقود قادمة، كون هؤلاء الجنود الأطفال هم بذور حروب اليمن المستقبلية.

وأشار التقرير، الذي أعده العضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن الباحث جريجوري د. جونسن، ويشغل حالياً منصب المدير المساعد لمعهد الصراع المستقبلي في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية، أشار إلى أنّ حمل الأطفال للأسلحة ليس ظاهرة جديدة؛ ولعدة قرون كان الصبية الصغار، ممّن تتراوح أعمارهم بين (12 و15) عاماً، يحملون السلاح لحماية أسرهم أو الدفاع عن الأراضي القبلية؛ لكنّ ما يحدث في اليمن الآن أمر مختلف تماماً، وأكثر إثارة للقلق.

الجنود الأطفال الذين جندهم الحوثيون لن يختفوا ببساطة، والمشكلة ستؤثر على اليمن وجيرانه لعقود قادمة، كون هؤلاء الجنود الأطفال هم بذور حروب اليمن المستقبلية.

وأوضح أنّ الأطفال يتم استهدافهم وتجنيدهم وتدريبهم، ثم تحويلهم في نهاية المطاف إلى جنود، وقد تم إضفاء الطابع المؤسسي على هذه العملية، في الوقت الذي يتم فيه تمجيد الجنود الأطفال الذين تنتجهم.

ووفق جونسون، فإنّ معظم التقارير، بما في ذلك تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول "الأطفال والنزاع المسلح"، وتقارير فريق الخبراء المعني باليمن التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتقارير فريق الأمم المتحدة المنحل الآن، المكوّن من خبراء دوليين وإقليميين بارزين، توضح أنّ الحوثيين مسؤولون عن أكثر من ثلثي الأطفال الجنود في اليمن. ويرجع ذلك جزئياً إلى التاريخ الحديث، وقد يجادل الحوثيون بأنّ هذا مدفوع بالضرورة العسكرية، لكنّه كله متعمد.

في الثمانينيات أنشأ الحوثيون مخيمات صيفية في صعدة، كان الغرض منها تثقيف الجيل القادم حول أساسيات الزيدية، وتدريب الأطفال على استخدام الأسلحة.

وفي الثمانينيات، أنشأت الجماعة، التي أصبحت تعرف باسم الحوثيين، مخيمات صيفية في المرتفعات الشمالية في صعدة. وظاهرياً كان الغرض من هذه المعسكرات هو تثقيف الجيل القادم حول أساسيات الزيدية، الطائفة الشيعية السائدة في شمال اليمن، وتدريبهم على استخدام الأسلحة. وفي نهاية المطاف حكم الأئمة الزيديون شمال اليمن طوال معظم الألفية الماضية، إلى أن تمّت الإطاحة بهم في عام 1962. لكنّ العقيدة الزيدية كانت تشتمل دائماً على عنصر عسكري، والزيديون الذين شكلوا هذه المعسكرات الصيفية الأولى، بما في ذلك أفراد من عائلة الحوثي نفسها، أنشؤوا التدريب العسكري أيضاً.

وذكر تقرير معهد دول الخليج العربية في واشنطن أنّ خريجي تلك المعسكرات الصيفية شكّلوا نواة الحركة الحوثية في الفترة من 2004 إلى 2010، عندما قاتلت الجماعة حكومة الرئيس آنذاك علي عبد الله صالح، لافتاً إلى أنّه طوال النزاع الحالي الذي بدأ في عام 2014، دفع الحوثيون الأطفال باستمرار إلى الخطوط الأمامية، لا سيّما في الحديدة وما حولها في عامي 2018 و2019، وفي مأرب في عامي 2020 و2021، كوسيلة لتعويض نقص القوات، وقام الحوثيون بتجنيد واستخدام الفتيات الصغيرات لزرع الألغام الأرضية، ولأعمال الطهو والتجسس.

ولفت الباحث إلى أنّ الحوثيين يستخدمون نهج الدفع والجذب لتجنيد الأطفال، وبهذه العملية يعيدون تشكيل المجتمع اليمني، موضحاً أنّ الحوثيين يستغلون الفقر الذي يُعدّ الدافع الأكبر لتجنيد الأطفال في اليمن، إلى جانب الاقتصاد السيّئ في البلاد. كما أنّ الحوثيين استغلوا تفاقم معاناة العديد من الأسر وانعدام الأمن الغذائي، من خلال تقديم الوعد بتقديم سلال غذائية للعائلات التي تساهم بجنود، بما في ذلك الأطفال، لافتاً إلى أنّ الحوثيين استخدموا المساعدات الإنسانية كسلاح.

دفع الحوثيون الأطفال باستمرار إلى الخطوط الأمامية، لا سيّما في الحديدة ومأرب، كوسيلة لتعويض نقص القوات.

وبحسب التقرير، فإنّ الفرص التعليمية لهولاء الأطفال في اليمن تبخرت وتمّ تحويل المعلمين، الذين لا يحصل الكثير منهم على رواتبهم لعدة أشهر، للانضمام إلى جماعات الميليشيات. وفي حالات أخرى لم يتم إعادة بناء المدارس التي تعرضت للقصف، ممّا زاد الأمر سوءاً.

ولفت التقرير إلى أنّه، وفقاً لمقابلات مع أشخاص على الأرض، بدأ الحوثيون في فرض ما يرقى إلى ضريبة على الأطفال الملتحقين بالمدارس الحكومية. والمبلغ المضاف حوالي (1000) ريال يمني شهرياً، وهذا أثنى بعض الأسر عن إرسال أطفالها إلى المدرسة، موضحاً أنّ مجندي الحوثيين يقومون بالهمس في آذان الآباء: بدلاً من دفع الرسوم المدرسية، يمكن أن تتلقى العائلات دعماً في حال انضم أطفالهم للقتال فقط.

وفي نيسان (أبريل) 2022، وبالتزامن مع الهدنة الوطنية، وقّع الحوثيون اتفاقاً مع الأمم المتحدة ألزم الجماعة بالتوقف عن تجنيد الأطفال، ولكن على الرغم من هذا الاتفاق، وجد فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن أنّ الحوثيين "يواصلون التلقين والتجنيد، وفي بعض الحالات  التدريب العسكري للأطفال في المعسكرات الصيفية"، وفي الواقع زاد الحوثيون من جهودهم لتجنيد الأطفال وتدريبهم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية