تلميحات عودة الإخوان للحياة السياسية في مصر "مرفوضة قطعاً"

انتقد سياسيون مصريون تلميحات البرلماني السابق أحمد الطنطاوي والمرشح المحتمل للرئاسة المصرية، حول طي صفحة الماضي مع جماعة الإخوان الإرهابية وإمكانية عودتها للحياة السياسية مجدداً، وذلك بعد أن أبدى النائب السابق خلال اجتماع مع بعض أعضاء الحركة المدنية عدم ممانعته للمصالحة مع عناصر الجماعة الإرهابية وعودتهم للمشهد بشكل قانوني وفق اشتراطات محددة.

وتسببت تلك التلميحات السياسية بحسب مراقبون سياسيون في حالة من الغضب الواسعة بين الدوائر السياسية والحزبية حيث يرفضون تماماً عودة جماعة الإخوان الإرهابية للحياة السياسية ولاسيما خلال جلسات الحوار الوطني التي تم انعقادها في الأسابيع الماضية.

قرار شعبي

وقال رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي إن قرار رفض عودة جماعة الإخوان الإرهابية للحياة السياسية يعد قرار الشعب المصري وليس حزب من الأحزاب من المصرية والجميع يرفض ذلك، وبالتالي هناك حالة استياء كبيرة من أي تلميحات تدعو لعودة الإخوان إلى الحياة السياسية مجدداً.
وأوضح الشهابي لـ24 أن الحركة المدنية ترحب بالبرلماني السابق أحمد الطنطاوي كمرشح للرئاسة لأنه لابد من وجود انتخابات تعددية ولكن يجب أن تحترم الإجماع الشعبي الرافض تماماً لعودة الإخوان للسياسية بعد كم الجرائم التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية في حق الشعب المصري منذ توليهم الحكم في عام 2012 ثم ما بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013 وممارسة أقصى أنواع العنف ضد المدنيين والشرطة والجيش.
وأكد رئيس حزب الجيل أن الحركة المدنية تدعم وجود العديد من المرشحين لتشهد الدولة المصرية انتخابات حرة ونزيهة ولكن دون التفكير مطلقاً في عودة جماعة الإخوان الإرهابية للحياة السياسية مرة أخرى.

فلسفة رافضة للإخوان

فيما أكد رئيس حزب الكرامة محمد سامي أن الحركة المدنية تعتمد على فلسفة واضحة وصريحة وهي رفض السماح لجماعة الإخوان الإرهابية خوض الحياة السياسية مجدداً وبناء عليه لن نسمح لأحد أن يطرح هذه الرؤية ونقبل بها تقديراً للإجماع الشعبي المصري.
وقال سامي لـ24 إن كافة القوى السياسية داخل المعترك السياسي منذ عقود ماضية كانت تختلف مع جماعة الإخوان الإرهابية والتي تنتهج أساليب عنيفة في الحوار وتنهيه دائما بصدام مباشر، وتساءل كيف نتعامل مع عقلية بها هذا الكم من الخلل والعنف المستقر في وجدانهم.

كما شدد سامي على انه لا يوجد أحد داخل الحركة المدنية والتي تم تأسيسها بناء على رفض العنف ومن انتهجوه للحياة السياسية مجدداً أن يسمحوا لهؤلاء العناصر بممارسة السياسة مرة أخرى والتغاضي عن الجرائم التي تم ارتكابها في حق الشعب المصري.
رئيس حزب الكرامة واحد مكونات الحركة المدنية ومرشح عنهم وجلسة حوار.

أمر حاسم ومرفوض

فيما شدد المقرر المساعد للجنة الأحزاب السياسية بالمحور السياسي في الحوار الوطني وعضو الحركة المدنية خالد داود أن الحركة موقفها صريح ولديها امر حاسم ومرفوض بشأن عودة جماعة الإخوان الإرهابية للحياة السياسية، وقال "نؤكد دائماً أن جميع المواطنين متساويين أمام القانون وعليهم الالتزام به وبالدستور" ولا يوجد أي فرصة لعودة الإخوان للسياسة مجدداً.

وأكد داود لـ24 أن الحركة المدنية نفسها وموقفها الرئيسي ينص على رفض التعامل مع المتورطين في الجرائم ويحاسبون بالقانون وبالتالي أي حديث عن عودة الإخوان للسياسية أمر غير مقبول ولا يمكن الموافقة عليه من الشعب المصري قبل الحركة المدنية السياسية.

وكان النائب السابق أبدى خلال اجتماع مع أعضاء في الحركة المدنية عدم ممانعته التصالح مع الإخوان وعودتهم إلى المشهد بشكل قانوني من خلال تأسيس جمعية بدلا من الجماعة، وتخضع تحركاتهم لقوانين تحكم علاقة الدولة بالجمعيات الأهلية.
وتدرك جماعة الإخوان الإرهابية عدم القدرة على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة سواء بمرشح خفي وغير معروف بانتمائه إلى الجماعة وذلك بعد كم الجرائم التي ارتكبتها على مدار السنوات الماضية.

عن موقع "24"