تنظيم داعش الإرهابي يتعافى في سوريا والعراق وإفريقيا.. ما دلالات ذلك؟

تنظيم داعش الإرهابي يتعافى في سوريا والعراق وإفريقيا.. ما دلالات ذلك؟

تنظيم داعش الإرهابي يتعافى في سوريا والعراق وإفريقيا.. ما دلالات ذلك؟


14/04/2024

يحظى التوسع الكبير لتنظيم "داعش" في أفريقيا باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، إذ تنشط المجموعة الآن في أكثر من 20 دولة عبر القارة، حيث بدأت في ممارسة السيطرة الإقليمية في بعض تلك الدول وتنفيذ أشكال صارمة من الحكم. 

علاوة على ذلك، أنشأ "داعش" خطوط تجنيد وخطوطا لوجستية ومالية تمتد من أفريقيا إلى أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. وعلى وجه التحديد، قامت الكيانات المالية لـ"داعش" في غرب وشرق أفريقيا بتحويل مبالغ كبيرة ومتكررة من المال إلى تنظيم ولاية خراسان في أفغانستان لدعم عملياتها محليا ودوليا.

ووفقاً لما كتبه الصحفي المقيم في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة تشارلز ليستر، فإنه منذ منتصف 2023، يمارس "داعش" نفوذا غامضا ويسيطر أحيانا على مناطق ريفية في شمال شرق وشرق ووسط سوريا.

 

أنشأ "داعش" خطوط تجنيد وخطوطا لوجستية ومالية تمتد من أفريقيا إلى أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا

 

وفي حين أن التقدم في العراق يوفر أسبابا للتفاؤل، فإن التصعيد الأخير في سوريا المجاورة يثير قلقا عميقا، فقد شهدت البادية السورية الخاضعة لسيطرة النظام، والمناطق الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، تصاعدا ملحوظا في هجمات تنظيم "داعش"، بحسب المصدر ذاته.

هذا وتشير التقارير الصادرة عن "قوات سوريا الديمقراطية" إلى زيادة شهرية بنسبة 30-40 في المئة في هجمات "داعش" في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/أبريل، بإجمالي زاد على 115 حادثة. وبالمثل، شهد الربع الأول من عام 2024 ما لا يقل عن 135 هجوما لتنظيم "داعش" في المناطق الصحراوية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 170 في المئة عن الربع السابق. 

وسجل شهر آذار/مارس وحده ما لا يقل عن 69 هجوما بقيادة "داعش" في الشمال الشرقي الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية"، وهو أكبر عدد في شهر واحد منذ زوال "داعش" ككيان إقليمي، حسب رويترز.

وتتجلى عودة تنظيم "داعش" ليس فقط في تواتر الهجمات، ولكن أيضا في تطورها النوعي وجرأتها. ففي حين كانت الهجمات المعزولة بالعبوات الناسفة هي السمة السائدة لهجمات "داعش" في السنوات الأخيرة، فقد شهد عام 2024 ارتفاعا في الهجمات المجمعة الأكثر تعقيدا، والكمائن المنسقة، والغارات المسلحة، وحتى استخدام نقاط التفتيش المزيفة على الطرق السريعة للقبض على أهداف العدو واستجوابها وتنفيذها. 

 

قامت الكيانات المالية لـ"داعش" في غرب وشرق أفريقيا بتحويل مبالغ كبيرة ومتكررة من المال إلى تنظيم ولاية خراسان في أفغانستان لدعم عملياتها محليا ودوليا

 

علاوة على ذلك، زادت بشكل ملحوظ عمليات الاغتيال التي تستهدف المسؤولين المحليين، مما يوضح جرأة التنظيم المتزايدة وقدراته العملياتية.

إلى ذلك، تشير عمليات "داعش" الأخيرة إلى تحول استراتيجي كبير، مما يدل على أن القيود المفروضة على القوى البشرية لم تعد تشكل مصدر قلق ملحا للجماعة. وقد أدت هذه الجرأة المكتشفة حديثا في إشراك مقاتليها بشكل مباشر في القتال إلى شن هجمات أكثر جرأة وفتكا. ولا تعزز مثل هذه التكتيكات الروح المعنوية داخل صفوف "داعش" فحسب، ولكنها فوق ذلك تقوض ثقة خصومهم.

وذكر تشارلز ليستر أنه منذ منتصف عام 2023، كانت هناك زيادة ملحوظة في التقارير التي تفيد بأن تنظيم "داعش" يمارس نفوذا غامضا ويسيطر أحيانا على مناطق ريفية في شمال شرق وشرق ووسط سوريا. ثم ينطلق من تلك المناطق ليشن على نحو متزايد عمليات داخل البلدات والمدن الكبرى، مما يدل على التركيز المتعمد على التسلل إلى المناطق الحضرية. 

وتشير معلومات استخباراتية حديثة إلى أن تنظيم "داعش" تمكن من فرض سيطرته أثناء الليل على أجزاء من مدينة دير الزور والانخراط في أنشطة مسلحة سرية في الميادين، وكلاهما يقع في قلب خطوط سيطرة متعددة وصراع مستمر.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية