تهدد روسيا بعقوبات مدمرة وتتغاضى عن إيران... ما أسباب تناقض الموقف الأمريكي؟

تهدد روسيا بعقوبات مدمرة وتتغاضى عن إيران... ما أسباب تناقض الموقف الأمريكي؟


30/01/2022

موقف أمريكا الحازم من روسيا في ظل الأزمة الأوكرانية بالمقارنة مع موقفها المتساهل مع إيران أثار الكثير من التساؤلات، حيث خلص تقرير  تحليلي لمجلة "ناشونال إنترست" إلى أنّ الولايات المتحدة تكيل بمكيالين في التعامل مع أزمتي أوكرانيا والملف النووي الإيراني.

ووفقاً للتقرير، فإنّ البيت الأبيض يتعامل بشدة مع روسيا على خلفية تحركاتها على الحدود الأوكرانية، بينما هو أكثر استرخاء في التعامل مع طهران، رغم أنّها لا تبدو حتى الآن جادة في مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي مع الغرب، حسبما نقلت شبكة الحرّة.

"ناشونال إنترست": الولايات المتحدة تكيل بمكيالين في التعامل مع أزمتي أوكرانيا والملف النووي الإيراني

ووصف التقرير الموقف الأمريكي تجاه كلٍّ من ملفي الأزمة الأوكرانية والنووي الإيراني بـ"المتناقض"، إذ تُهدد إدارة الرئيس الأمريكي روسيا بـ"عقوبات مدمّرة" إذا أقدمت على غزو  جارتها كييف، ولكن ردّها على التسويف الإيراني يتّسم بـ"الصمت"، وفقاً للتقرير.

وذكرت المجلة مقارنة بين الحالتين الروسية والإيرانية توضح الشبه رغم تناقض الموقف الأمريكي، قائلة: "في الوقت الذي يُشكّل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديداً واضحاً للدول ذات السيادة في الكتلة السوفيتية السابقة، والمصالح الأمريكية والغربية عموماً، تواصل إيران الاعتماد منذ عقود على استراتيجية طويلة من الخداع والفوضى والعنف"، ويسعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لتحقيق الهيمنة الإقليمية، من خلال التدخل في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

وخلال الأشهر الماضية أصبحت "إيران أكثر عدوانية، وأكثر تطلباً"، خاصة في ظل ما تراه من "عدم اتساق" من جانب إدارة بايدن التي ترفض حملة الضغط الأقصى، والتغاضي عن انتهاكات إيران والصين للعقوبات الأمريكية.

البيت الأبيض يتعامل بشدة مع روسيا على خلفية تحركاتها على الحدود الأوكرانية، بينما هو أكثر استرخاء في التعامل مع طهران

وحتى الآن لم تتوصل المفاوضات مع إيران إلى نتيجة واضحة، وقد جرى تعليق المفاوضات التي تجري في فيينا بهدف إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

وبدأت المفاوضات في نيسان (أبريل) الماضي في فيينا، واستؤنفت نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد توقف لـ(5) أشهر.

وقد نصّ الاتفاق الذي وُقّع بين إيران من جهة وكلٍّ من ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا من جهة أخرى، على تخفيف كبير للعقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحدّ من برنامجها النووي.

لكنّ الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران، التي ردّت بتخلٍّ تدريجي عن التزاماتها التي نصّ عليها الاتفاق.

ويشارك الأمريكيون في المفاوضات في شكل غير مباشر، من دون أن يلتقوا الإيرانيين، ويضطلع الاتحاد الأوروبي والأطراف الأخرى بدور الوسيط.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية