توسيع داعش لنطاق هجماته: هل كان مفاجئاً؟

توسيع داعش لنطاق هجماته: هل كان مفاجئاً؟


18/11/2021

من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا وأفريقيا وسّع تنظيم داعش الإرهابي من هجماته الانتحارية مع اقتراب نهاية العام 2021 وكأنه في سباق مع الزمن لتسجيل رقم قياسي في عدد عملياته الإرهابية ورفع عدد ضحاياه.

فقد قام انتحاريون بتنفيذ انفجارين قويين في وسط العاصمة الأوغندية خلال ساعة الذروة يوم الثلاثاء 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. وتبنى داعش هذا الهجوم في وقت لاحق حسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".

 

يبدو أنّ الخلافات الداخلية في قيادة التنظيم هامشية ولم تؤثر على قوة التنظيم في الدعاية والتجنيد والتمدد

وقال فريد إينانجا المتحدث باسم الشرطة إنّ ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 33 في الهجمات التي وقعت صباح الثلاثاء، التي وقعت على بعد حوالي 550 ياردة وثلاث دقائق من بعضها البعض في المنطقة التجارية في كمبالا التي تخضع لحراسة مشددة.  وقتل ثلاثة انتحاريين مشتبه بهم في الانفجارات،  كما أطلقت الشرطة النار على انتحاري رابع وأصابته في ضاحية شمال كمبالا، وأثناء تفتيش منزل المهاجم المزعوم عثرت على سترة ناسفة ومعدات أخرى لصنع القنابل، وبحسب تقارير إخبارية، وقع انفجاران قرب المقرّ العام للشرطة وقرب مدخل مبنى البرلمان تسبب أحدهما في اشتعال نيران بسيارات في محيط مبنى البرلمان في العاصمة كمبالا.

 ويأتي التفجيران بعد أسابيع قليلة من تفجير انتحاري استهدف حافلة في أوغندا، نُسب إلى "القوات الديمقراطية المتحالفة" أو (أي دي إف)، وألقت الشرطة باللوم في الهجوم على هذه الجماعة الإسلامية التي بدأت تمردًا ضد الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، في التسعينيات، وما لبثت في العام 2017 أن بايعت تنظيم داعش.

 

وسّع تنظيم داعش الإرهابي من هجماته الانتحارية مع اقتراب نهاية العام 2021 وكأنه في سباق مع الزمن

 من جانبه؛ أدان الأمين العام للأمم المتحدة بشدة الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوغندا  وأدت إلى سقوط ضحايا، كما أعربت الأمم المتحدة عن أملها في أن يتم تقديم جميع المتورطين في ارتكاب هذه الهجمات إلى العدالة على وجه السرعة.

 وفي تغريدة على حسابه على تويتر، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، إنّ الاتحاد الأفريقي يقف بتضامن تام مع شعب أوغندا وحكومتها في أعقاب الهجمات الإرهابية في كمبالا "التي أدين بأشد العبارات"، وقدم تعازيه الخالصة أيضاً لأسر الضحايا وتمنّى الشفاء التام للمصابين.

 

التنظيم تحت قيادته الجديدة على عكس كل التحليلات والتوقعات ماضٍ بتحديه للمجتمع الدولي

 إنّ سلوك داعش هذا سواء في سوريا والعراق أو أفغانستان وأفريقيا مؤشر خطير على أنّ التنظيم قد عاد إلى الهجمات الجماعية المنظمة. وهو ما قد يعكس استقراراً نوعياً في بنية التنظيم التي تهشمت خلال السنوات الخمس الماضية. إضافة إلى أنّ التنظيم تحت قيادته الجديدة على عكس كل تحليلات وتوقعات الأجهزة الأمنية والاستخبارية والكثير من المحللين والخبراء ماضٍ في تحديه للمجتمع الدولي وجهود مكافحة الإرهاب، وأنّ الخلافات الداخلية في قيادة التنظيم هامشية، ولم تؤثر على قوة التنظيم في الدعاية والتجنيد والتمدد.

 لقد بات من المؤكد اليوم أنّ عودة طالبان لحكم أفغانستان قد حفّزت وأذكت لدى تنظيم داعش روح المنافسة؛ فقد أفاد تقرير صادر عن شركة(control risks )  العالمية للاستشارات والمختصة في تقدير المخاطر الأمنية ونشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية 16 تشرين الثاني (نوفمبر) أنّ سقوط أفغانستان في قبضة طالبان خلق الظروف المناسبة لاستخدام الجماعات الإرهابية لشن هجمات في الخارج، في حين شهدت منطقة الساحل الأفريقي تصاعد حركة التمرد الإسلامي الأسرع نمواً في العالم.  وأدى انتصار الجماعات الإرهابية الإسلامية عبر الحدود إلى تشكيل تحالفات مسلحة جديدة في المناطق القبلية الباكستانية، ومن المرجح أن يستمر تصاعد الهجمات على قوات الأمن هناك، كما قالت الشركة التي رفعت تصنيف الإرهاب في تلك الأجزاء من باكستان من "مرتفع"  إلى "متطرف".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية