توني بلير: حرب أوكرانيا تُظهر احتضار هيمنة الغرب... ما علاقة الصين؟

قبل أيام من إتمام الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الخامس، رأى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أنّ حرب أوكرانيا تظهر أنّ هيمنة الغرب تقترب من نهايتها مع بروز الصين كـ"قوة عظمى" بالشراكة مع روسيا، في واحدة من أهم وأوضح نقاط التغيير في المشهد العالمي منذ قرون.

ونقل موقع "يو إس نيوز" الأمريكي عن بلير قوله: إنّ العالم في مرحلة تحول في التاريخ يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية أو انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن هذه المرة من الواضح أنّ اتجاه الغرب ليس صعودياً.

بلير: حرب أوكرانيا تظهر أنّ هيمنة الغرب تقترب من نهايتها مع بروز الصين كـ"قوة عظمى" بالشراكة مع روسيا

وحذّر بلير، في محاضرة بعنوان "ما بعد أوكرانيا... ما هي الدروس الحالية للقيادة الغربية؟"، من أنّ "العالم سيكون على الأقل ثنائي القطب، وربما متعدد الأقطاب"، بحسب نص خطاب ألقاه في المحاضرة ضمن منتدى لدعم التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا في ديتشلي بارك غرب لندن.

ورجّح رئيس الوزراء البريطاني السابق أنّ "أكبر تغيير جغرافي سياسي في هذا القرن سيأتي من الصين، وليس روسيا"، مضيفاً: "مكان الصين كقوة عظمى أمر طبيعي ومبرر، إنّه ليس الاتحاد السوفييتي".

وشدد بلير، الذي تولى رئاسة الحكومة البريطانية في الفترة من 1997 إلى 2007، على ضرورة ألّا يسمح الغرب للصين بالتفوق العسكري، مضيفاً: "علينا زيادة الإنفاق الدفاعي والحفاظ على التفوق العسكري، يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها متفوقين بما يكفي لتلبية أيّ احتمال أو نوع من الصراع وفي جميع المجالات."

بلير: العالم في مرحلة تحول في التاريخ يمكن مقارنتها بنهاية الحرب العالمية الثانية أو انهيار الاتحاد السوفييتي

وفجر 24 شباط (فبراير) الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية في العمق الأوكراني رداً على العقوبات الغربية ضد موسكو على خلفية الاعتراف باستقلال جمهوريتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا تسكنهما غالبية روسية يقول بوتين إنّهم يتعرضون للاضطهاد، الأمر الذي ردت عليه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بنحو (6) حزم من العقوبات يُنظر إليها على أنّها الأشد إيلاماً على الإطلاق للاقتصاد الروسي، غير أنّ الاقتصاد العالمي لم يسلم كذلك من ارتداداتها السلبية والعميقة، والتي قد تصل إلى أزمة عالمية جديدة أعمق من تلك التي حدثت في 2008، فضلاً عن أزمة غذاء طالت بالفعل عدداً من دول العالم، وأضرت بشدة دول القارة الأفريقية.