حزب الإصلاح الإخواني يفسد فرحة اليمنيين: من جعلهم حراس الله في الأرض؟!

حزب الإصلاح الإخواني يفسد فرحة العيد: هل هم حراس الله في الأرض؟!

حزب الإصلاح الإخواني يفسد فرحة اليمنيين: من جعلهم حراس الله في الأرض؟!


02/07/2023

تحوّل مهرجان العيد في محافظة تعز اليمنية إلى ميدان للصراع بين أتباع لحزب الإخوان وأنصار العميد طارق صالح، وذلك عندما قام مسلحون يرتدون الزي العسكري بإطلاق نار كثيف في ختام الاحتفال بالفنان محمد محسن عطروش وتكريمه من قبل مكتب الثقافة في تعز. وقد أكدت مصادر إعلامية وشهود عيان إصابة عدد من المواطنين بجروح يُرجح أنّها بسبب التدافع؛ وأظهرت الصور والمقاطع المتداولة أعداداً غفيرة من الحاضرين وهم في حالة رعب وهلع، وهم يفرون من المكان الذي أقيم فيه الاحتفال، بينما آخرون منبطحون تفادياً للرصاص.

 وبحسب شهود عيان ومصادر إعلامية، فقد وقعت الحادثة عصر أمس في ختام الاحتفال، وقد بدأ النزاع بهتافات من قبل بعض الجماهير باسم العميد طارق صالح الذي رعى المهرجان، وهذا ما لم يعجب المحسوبين على حزب الإصلاح الإخواني الذي قيل إنّ قواته هي من افتعلت هذه الحادثة.

 ختامها رصاص

كانت إدارة المهرجان، ممثلة بمكتب ثقافة تعز، قد بدأت الإعلان والإعداد لمهرجان العيد لهذا العام قبل أيام من موعده. وقد خُصص هذا المهرجان -الذي أُقيم في ميدان الشهداء وسط مدينة تعز المحاصرة- للاحتفاء بالفنان الكبير محمد محسن عطروش، وبحضور عدد من الفنانين الشباب وجمهور كبير من عشاق الفنان. وعطروش من مواليد مطلع أربعينيات القرن الـ (20)، بدأ الغناء في عام 1958م، وله ألحان وأغانٍ مشهورة في تلك الفترة، وهو أشهر من غَنَّى الأغنية الوطنية ضد الاستعمار البريطاني لعدن في أغنية شهيرة مطلعها "بَرَّع يا استعمار بَرَّع... من أرض الأحرار بَرَّع."

الفنان عطروش على منصة الاحتفال به

 بعد حادثة إطلاق النار بقليل نشر عبد الخالق سيف، مدير عام مكتب الثقافة في تعز، تصريحاً عبر حسابه على (فيسبوك)، قال فيه: إنّ "الجميع بخير، بإذن الله، وقد تم التكريم والاحتفاء على أكمل وجه للكبير عطروش." وأضاف سيف: إنّ "افتعال ما حدث في آخر النجاح والمهرجان كان بسبب التحريض والتعبئة الظلامية، ومن الجنون أن يقوم بعض المتسللين من كتيبة المهام بافتعال هذا الجنون والتطرف ضدنا وضد جماهير المهرجان بسبب هتافاتهم من المدرجات باسم نائب رئيس المجلس الرئاسي أثناء تكريم فنان الشعب عطروش من قبل العميد طارق صالح، وبسبب ذلك كانت إصابة بعض الجماهير من قبل هؤلاء المنفلتين أخلاقياً". وقد ختم منشوره بدعوة الأجهزة الأمنية "لاتخاذ إجراءاتها الصارمة ضد من قاموا بذلك وضبطهم وضبط من يقف خلفهم، وإيقاف عجلة التحريض ضد بعض رموزنا الوطنية والسياسية وضد الفعاليات الثقافية وضد جماهير الحياة في تعز."

أظهرت الصور والمقاطع المتداولة أعداداً غفيرة من الحاضرين وهم في حالة رعب وهلع، وهم يفرون من المكان الذي أقيم فيه الاحتفال، بينما آخرون منبطحون تفادياً للرصاص

 كما نشرت وكالة (سبأ) خبراً ذكرت في مضمونه أنّ عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، أجرى اتصالاً مع محافظ تعز نبيل شمسان، للتحقيق في الحادثة، وملاحقة الجناة وإحالتهم إلى الجهات المختصة والاهتمام بالجرحى وعلاجهم.

 سبب النزاع

قال بعض المشاركين في المهرجان وعدد من شهود العيان: إنّ إطلاق النار، الذي أسفر عن إصابة (3) مدنيين، وقع بعد مشادة كلامية حصلت بين أشخاص مؤيدين ومعارضين لرفع صور عضو المجلس الرئاسي العميد طارق صالح، وقد تطورت المشادة الكلامية إلى إطلاق نار. وفي رواية أخرى قام المسلحون بتمزيق صور طارق صالح عقب رفعها من قبل بعض الحاضرين، ليعترض الأشخاص المؤيدون لرفع الصور مرددين هتافات باسم طارق.

 سبب الخلاف الرئيسي بين أتباع حزب الإصلاح الإخواني وأنصار العميد طارق صالح، ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، هو أنّ العميد طارق كان أول من شارك وساند بقواته ميليشيات الحوثي في حربها ضد مدينة تعز وحصارها لها، قبل أن ينقلب العميد على الحوثيين بعد مقتل عمّه بأيديهم في صنعاء في 2017. وما زال هناك اعتراض من قبل بعض أبناء المدينة على وجود طارق صالح في مدينة تعز، حتى بعد تعيينه مؤخراً عضواً في المجلس الرئاسي الذي شُكّل بدعم من السعودية والإمارات، بعد الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.

 تحرير الأرض والعقول

يبدو أنّ حزب الإخوان مهتم بتحرير تعز والمناطق التي يسيطر عليها ممّا يسميها رذائل، أكثر من اهتمامه بتحرير تعز من الحوثيين. ولو أنّ رفع صور العميد طارق صالح هو السبب لكانوا عملوا على إزالتها من كل شوارع المدينة، ولما كانوا استقبلوه ورحبوا به قبل أسابيع.

 الإخوان لا يريدون إقامة حفلات ومهرجانات فنية في تعز، ولا في أيّ مدينة يسيطرون عليها

 ويرى البعض أنّ الإخوان لا يريدون إقامة حفلات ومهرجانات فنية في تعز، ولا في أيّ مدينة يسيطرون عليها، مع أنّها نادرة للغاية، ممّا يدل على ذلك أنّهم حاولوا إفشال مهرجان العيد في تعز العام الماضي في قلعة القاهرة الشهيرة، بأن دُحرجت صخرة من الجبال المطلة عليها وادّعوا بأنّ ماعزاً يقف وراء الفعل. وهم من أجل تحقيق هدفهم لن يعدموا وسيلة لإفشال أيّ مناسبة تبهج الناس، وسبق لهم أن أطلقوا النار أمام الفندق الذي يقيم فيه الفنانون، وقبلها أحرقوا سيارة مدير مكتب الثقافة. وسياستهم في هذا الشأن تقوم على إخافة الناس وترويعهم لا بمنع استخراج تراخيص لهذا النوع من الاحتفالات مثلاً؛ لكي لا يدانوا بشكل مباشر. وإذا بحثنا عمّن يقف وراء هذا الإرهاب الفكري الذي يمارسه مسلحو حزب الإخوان، أو مسلحو محور تعز، فسنجده يصدر من بؤرة ظلامية واحدة هي الشيخ العديني الذي لا يكفّ عبر خطبه من منابر المساجد عن محاربة ما يسمّيه الرذيلة والفسوق.

يبدو أنّ حزب الإخوان مهتم بتحرير تعز والمناطق التي يسيطر عليها ممّا يسميها رذائل، أكثر من اهتمامه بتحرير تعز من الحوثيين

 هناك من يرى أنّ حزب الإصلاح الإخواني هو من يدير المدينة بشكل رئيسي، وهو المسؤول الأول عن أمنها، ولأنّه يملك ذخيرة، ولا يستطيع استعمالها لتحرير المدينة من حصار الحوثيين لها، ولأنّ الحزب يبحث عن انتصارات، فلم يعد بإمكانه تحقيقها إلّا ضد المواطنين المدنيين الأبرياء. والحرب التي يشنها الشيخ الإخواني العديني ضد جامعة تعز وضد المقاهي والكافيهات والأفراح والحفلات الفنية النادرة في المدينة تثبت أنّ أولوية حزب الإصلاح ورجاله هي الدفاع عمّا يعتقدون أنّها ممارسات ضد الدين! وأنهم حراس الله على الأرض!

 ما حدث في تعز مساء السبت ليس إلّا حلقة في مسلسل الصراع بين قوى منشغلة بالنزاع فيما بينها، فيما العدو الحقيقي للمدينة ولليمن ككل يحاصرها من كل مكان، وبينما يقف عدوها جبهة موحدة، تتنازع هذه القوى على كعكة لا تملكها، فيما الناس منقسمون بين هذه القوة وتلك، وقد كان الأجدر بهم أن يغنوا مع عطروش ضد الجميع: "بَرَّع يا استعمار بَرَّع... من أرض الأحرار بَرَّع."

مواضيع ذات صلة:

اليمن: الإخوان والحوثي والقاعدة... هل أصبح التخادم على المكشوف؟

لأي هدف يقاتل حزب الإصلاح الإخواني في اليمن؟

السلام في اليمن: هل ما زال ممكناً؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية