حزب الله يستنفر ذبابه الإلكتروني لحماية عرشه

حزب الله يستنفر ذبابه الإلكتروني لحماية عرشه


24/10/2019

ظهرت آخر استعمالات الذباب الإلكتروني في لبنان، حيث اتهم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حزب الله بتوظيفه لتشويه الحراك الشعبي الذي اندلع، احتجاجا على الفساد وتردي الأوضاع المعيشية.

وبينما كان هاشتاغا #كلن_يعني_كلن و#نصر_الله_واحد_منن، يتصدران الترند على تويتر في لبنان، والذي ينتقد عبره مستخدموه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، اختفى الهاشتاغان فجأة لصالح آخرين هما #السيد_نصرالله_ثقتنا و#مع_المقاومة_ومع_الثورة.

واتهم مغردون حزب الله باستخدام حسابات وهمية للمشاركة على الهاشتاغ الخاص بهم ومن ثمة رفعه إلى الهاشتاغات العشر الأكثر تداولا.

وقالت مغردة:

وبحسب موقع “بوتوميتر“ “Botometer“ لقياس الحسابات الآلية “البوتات” والكشف عنها وفقا لمعايير معينة، تبين أن الكثير من الحسابات التي شاركت في الهاشتاغ الأخير ما هي إلا حسابات مؤتمتة ومبرمجة.

واللافت في الهاشتاغ أن أكثر من تفاعل معه هم ناشطون من حزب الله، وبالأخص من الناشطين في ما يُعرف بالتنسيقية التابعة للحزب.

ووفق مواقع إلكترونية يمتلك حزب الله مجموعة إعلامية تدعى “التنسيقية” تدير الحملات الإلكترونية الدعائية لصالحه، وفقا لموقع “بيلينغ كات” البريطاني المتخصص في التحقيقات الاستقصائية.

ويقول بيان المجموعة إنها تهدف إلى مكافحة “التشويه” على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف ما يسمى بـ”المقاومة”، ذلك المصطلح الذي يستخدم للإشارة إلى حزب الله وحلفائه في لبنان.

وبجانب المواد الدعائية لصالح حزب الله وحسن نصرالله، فإن التنسيقية تنشر مواد مؤيدة للجيش اللبناني وحلفاء حزب الله السياسيين، مثل قائد حركة أمل نبيه بري، والرئيس اللبناني ميشال عون والحزب السوري القومي الاجتماعي.

بينما تقول التنسيقية إنها “لا تتلقى الدعم أو التوجيه أو الإشراف من أي جهة من حزب الله أو أي حزب آخر”، فإن هذه المجموعة من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي قد صرحت أيضا بأنها “فخورة بالانتماء إلى محور المقاومة”، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده إيران.

وإلى جانب نشر المواد المؤيدة لحزب الله على الإنترنت، تشير أنشطة التنسيقية في العالم الواقعي إلى ارتباطها بحزب الله، إذ حضر حسين رحال، رئيس وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله والنائب علي فياض، الجمعية العامة الافتتاحية للتنسيقية في سبتمبر 2015، وكان عنوانها “من العالم الافتراضي إلى الواقع”.

وكشف تحليل لوسائل التنسيقية والمقالات الإخبارية عن المجموعة وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن للجمهور الوصول إليها أن المجموعة تتكون من محترفين لبنانيين شبان، بمن فيهم الصحافيون المتعاطفون مع حزب الله.

ويقول موقع “بيلينغ كات” إن أنشطة التنسيقية مثال حي على التحديات التي تواجهها شركات التواصل الاجتماعي والتي تهدف إلى الامتثال للعقوبات الأميركية المفروضة على حزب الله. ويواجه فيسبوك وتويتر وغيرهما في السنوات الماضية بالفعل صعوبات في مواجهة وسائل الإعلام الرسمية لحزب الله.

والتنسيقية ليست جهازا إعلاميا رسميا لحزب الله، فهي تعلن استقلالها فيما تنشر في الوقت نفسه بمهارة دعاية لحزب الله وتدعم جهود جمع التبرعات للحزب.

ولم يتم إدراج التنسيقية في القائمة السوداء من قبل الحكومة الأميركية، كما أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لا تذكر حزب الله بشكل صريح. وعلى سبيل المثال، فالبحث عن مصطلح حزب الله في تغريدات التنسيقية العام الماضي لم ينتج عنه سوى سبع نتائج.

ويعتبر مراقبون التنسيقية بمثابة “مكبرات صوت للرسائل موجهة إلى قاعدة كبيرة من مؤيدي حزب الله، مما يعكس دور المنظمة كحزب سياسي رئيسي وجزء من النسيج الاجتماعي في لبنان”.

ونشر حساب التنسيقية على تويتر تغريدة جاء فيها:

من جانب آخر، يؤكد خبراء امتلاك كل أحزاب وسياسيّي لبنان جيوشا إلكترونية.

وبحسب الترتيب فإنّ جيش حزب الله هو الأقوى.

من جانبها زجت صحيفة الأخبار اللبنانية المملوكة لحزب الله بالسعودية في الحرب الإلكترونية القائمة في لبنان وقالت “(..) باتت محاولات حرف الاحتجاجات عن مسارها المطلبي إلى الهجوم على حزب الله في أكثر من منطقة واضحة”. وأضافت أنه تبيّن لعدد من محللي البيانات، الذين لم تسمهم الصحيفة، “أن ما يُعرف بـ’الذباب الإلكتروني’ التابع للنظام السعودي تولّى تنظيم هجوم على حزب الله، على مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة توحي بأن المتظاهرين اللبنانيين يقفون خلف هذا الهجوم. وأظهر التحليل أن غالبية التغريدات التي تضمّنت هجمات على الحزب مصدرها السعودية”.

من جانب آخر، كان واضحا تعمّد أنصار حزب الله الاندساس بين المتظاهرين والقفز للحديث أمام الكاميرات للدفاع عن تاج رؤوسهم نصرالله. وفي حال استمرار المتظاهرين على هذه الحال في الواقع وفي الفضاء الإلكتروني، فإنّ حزب

الله يرى في ذلك بداية نهايته الحتمية، خاصة بعد الرسالة المطلبية التي وجهها بعض المحازبين لنصرالله يبُثُّون فيها أوجاعهم المتراكمة منذ عقود، بالخصوص في الجانب الحياتي والمعيشي أمام ما يرونه من فساد في الدائرة التنظيمية الحزبية.

وقد صيغت الرسالة كشكوى مكتوبة لتُرسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنصرالله، جاء فيه “يا سيدنا (يقصدون حسن نصرالله)، لقد تبلغنا من المعنيين أن المشاركة في حراك الناس ممنوعة علينا، ونحن نشعر كأبناء ثورة الحسين أننا ننتمي إلى تلك الساحات”. وشكا أصحاب الرسالة من قسادات حزب الله التي اغتنت فجأة على حسابهم.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية