حزب الله يُعقد أزمة قرداحي بهذه الطريقة

حزب الله يُعقد أزمة قرداحي بهذه الطريقة


30/10/2021

دفع حزب الله اللبناني الأزمة اللبنانية- السعودية إلى مزيد من التعقيد، وذلك بتهديده باستقالة وزيريه من حكومة نجيب ميقاتي، إذا استقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي من الحكومة.

وقد تفجرت أزمة بين بعض دول الخليج، في مقدمتها السعودية، وبين لبنان، إثر إذاعة لقاء لقرداحي يهاجم فيه دول الخليج ودورها في حرب اليمن، في وقت دافع فيه قرداحي عن نفسه قائلاً: إنّ اللقاء قديم قبل توليه الحقيبة الوزارية.

ويرفض قرداحي حتى الآن الاستقالة، على الرغم من مطالبته من قبل ميقاتي والرئيس اللبناني ميشيل عون، ويعزز موقف حزب الله موقف قرداحي ويعرقل الحل.

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام لبنانية، بحسب "مرصد مينا"، أنّ حزب الله أبلغ رئيس الوزراء اللبناني مرة جديدة أنّ استقالة وزير الإعلام الذي تسبب بأزمة مع السعودية ستقابل باستقالة وزيري "حزب الله"، وهذا يعني تصعيداً سياسياً جديداً بين الجانبين.

حزب الله أبلغ رئيس الوزراء اللبناني مرة جديدة أنّ استقالة وزير الإعلام الذي تسبب بأزمة مع السعودية ستقابل باستقالة وزيري "حزب الله"

بالمقابل، نصحت مراجع سنيّة وحكومية سابقة ميقاتي بالاستقالة فوراً، لأنّه لا قدرة له أو لحكومته على تحمل أزمة مماثلة، وهو الموقف الذي أكد عليه الرئيس سعد الحريري، بحسب موقع "جنوبية".

وتشير المعلومات، بحسب المصدر نفسه، إلى أنه إذا لم يستقل قرداحي ولم يُقل، فسوف يتجه ميقاتي إلى الاستقالة، وأيضاً كلّ من وزيري الصحة والبيئة فراس أبيض وناصر ياسين، وبذلك تخسر الحكومة الميثاقية السنيّة، وقد ينضم إليهم وزيرا الداخلية بسام المولوي والاقتصاد أمين سلام.

من جانبه، قال ​سعد الحريري​: أن تصل العلاقات بين لبنان وبين المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي إلى هذا الدرك من انعدام المسؤولية والاستقواء بالأفكار المنتفخة، فهذا يعني بالتأكيد أننا بتنا كلبنانيين نعيش فعلاً في جهنم، لافتاً إلى أنّ "سياسات رعناء واستعلاء باسم السيادة والشعارات الفارغة قررت أن تقود لبنان إلى عزلة عربية غير مسبوقة في تاريخه".

واعتبر الحريري أنّ "المسؤولية أولاً وأخيراً تقع في هذا المجال على حزب الله، الذي يشهر العداء للعرب ودول الخليج العربي، وتقع أيضاً على العهد الذي يسلّم مقادير الأمور لأقزام السياسة ​والإعلام والمتطاولين على كرامة القيادات العربية"، مؤكداً أنّ "السعودية وكل دول الخليج العربي لن تكون مكسر عصا للسياسات الإيرانية في المنطقة، وسيادة لبنان لن تستقيم بالعدوان على سيادة الدول العربية، وتعريض مصالح الدول الشقيقة وأمنها للمخاطر المستوردة من إيران".

وتابع: "تريدون دولة ذات سيادة وكرامة وطنية، ارفعوا يد إيران عن لبنان، وأوقفوا سياسات الاستكبار ورفع الأصابع وتهديد اللبنانيين بوجود جيش يفوق عدة وعدداً جيش الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية".

من جهته، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة: "كفانا كوارث، أقيلوا هذا الوزير الذي سيدمر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان، إلى متى سيستفحل الغباء والتآمر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية؟".

بدوره، قال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع: ‏بعيداً عن كل التنظيرات الفكرية التي نسمعها من البعض في الوقت الحاضر، هناك أزمة متدحرجة كبيرة جداً بين دول الخليج والحكومة اللبنانية، وأضاف: إنّ الأكثرية الحكومية الحالية مدعوة إلى اتخاذ قرار سريع وحاسم وواضح لتجنيب الشعب اللبناني مزيداً من المآسي.

وتابع: يكفي أنّ الأكثرية الحالية قد عطلت الحكومة في أوّل مشوارها، لكن أن تذهب أبعد من ذلك، وتُعطّل كل علاقات لبنان بمحيطه العربي، فهذه مأساة كبرى ليس بعدها مأساة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية