حزب تواصل... نموذج فاشل للإخوان في موريتانيا

 حزب تواصل... نموذج فاشل للإخوان

حزب تواصل... نموذج فاشل للإخوان في موريتانيا


05/09/2023

أعادت استقالة الرئيس السابق لحزب (التجمع الوطني للإصلاح والتنمية–تواصل)، محمد جميل ولد منصور، أعادت الحزب المحسوب على تيار الإخوان المسلمين إلى الواجهة، من حيث التساؤلات التي طرأت حول الأسباب الفعلية للاستقالة.

ووفق تحليل للسياسي الموريتاني الدكتور سيدي محمد ديب أحمد معلوم، عبر موقع (أقلام)، فإنّ قرار استقالة ولد منصور يعود إلى مجموعة من الاختلالات المتعلقة أساساً بعجز الحزب عن "تعزيز القوة المؤسسية الذاتية"، وعن "إدارة التنوع القيادي"، وكذلك عجزه عن التعاطي مع   "التنوع الحزبي وإشكالاته المختلفة".     

وأضاف معلوم أنّ قيادات الحزب السياسية الحالية اتبعت نهجاً سياسياً قائماً على الإقصاء والإبعاد، لافتاً إلى أنّ المعضلات في حزب الإخوان كانت موجودة إلى وقت قريب في الممارسات الاعتيادية للأعضاء والقادة على مستوى البنية الفوقية للحزب، وأنّ علاجها لم يكن من أولويات الجماعة، هذا بالإضافة إلى تعدد الولاءات والمصالح الضيقة للقادة.

معلوم: استقالة ولد منصور بسبب الاختلالات المتعلقة أساساً بعجز الحزب عن "تعزيز القوة المؤسسية الذاتية"، وعن "إدارة التنوع القيادي"، و"عن التعاطي مع التنوع الحزبي"

ووفقاً للمعلوم، فإنّ مصير حزب (تواصل) أصبح معروفاً لدى الكثير من القادة، خاصة أنّ شخصيات وازنة أعلنت أنّها ستنشق عن الحزب، وأنّها سوف تؤسس حزباً جديداً.

ويُعدّ التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الواجهة السياسية للإخوان المسلمين، وأبرز أحزاب المعارضة في موريتانيا، تأسس عام 2007، وهو ثاني أكبر حزب سياسي ممثل في البرلمان بعد حزب الإنصاف الحاكم.

ترأس التجمع لولايتين متتاليتين محمد جميل ولد منصور، أحد رموز التيار الإخواني في موريتانيا، والمقرب فكرياً من مدرسة راشد الغنوشي، وفي عام 2018 تنحى ولد منصور عن الرئاسة، ثم استقال رسمياً من الحزب في آب (أغسطس) 2023؛ بسبب ما وصفها بـ "أخطاء حدثت داخل الحزب".

ويتكون الحزب من (3) أجهزة رئيسة: مجلس الشورى، والمكتب السياسي، واللجنة التنفيذية، ويعقد مؤتمره العادي كل (5) أعوام، ويبلغ عدد أعضائه المسجلين أكثر من (130) ألف عضو "إحصاء 2022"، ويرأسه حالياً حمادي ولد سيدي المختار.

ويعتمد الحزب في استراتيجيته التواصلية لحشد الأنصار واستقطاب أعضاء جدد على البعد القبلي/ الجهوي، والخطاب الديني (الإخواني)، والعمل الخيري.

عرف الحزب ابتداء من أواخر عام 2019 موجة من الخلافات والانشقاقات بين قياداته؛ بسبب الموقف من وصول الرئيس محمد ولد الغزواني إلى الحكم، وقد اصطف بعضهم إلى جانب الرئيس الجديد، بينما اختار آخرون البقاء في المعارضة. وآخر المنشقين كان عضو المكتب السياسي السالك ولد سيدي محمود الذي استقال في كانون الثاني (يناير) 2023، وزينب بنت التقي، النائب في البرلمان عن الحزب لدورتين متتاليتين، والتي استقالت في شباط (فبراير) 2023، ومريم دافيد، وهي من القيادات النسوية البارزة في الحزب، والتي أعلنت استقالتها في آب (أغسطس) الماضي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية