خطايا "البنا والصباح"!

خطايا "البنا والصباح"!

خطايا "البنا والصباح"!


21/03/2024

وليد طوغان

الشيعة النزارية غير الإسماعيلية المستعلية. من المستعلية طائفة البهرة ومن النزارية «الحشاشين». على مواقع التواصل تساءل واحد من الذين الله لا يرجعهم: كيف تصادق الدولة المصرية البهرة الأغاخانية سلالة الشيعة الإسماعيلية وفى الوقت نفسه تهاجم الدراما «الحشاشين»؟.

جهل بعيد عنك أو غيظ من قدرة الدراما على كشف حقائق تاريخية عن طرق استغلال الدين فى السياسة واللعب بالسياسة على وتر الدين رغبة فى الوصول إلى الحكم والحكومة واكتساح البلاد وإخضاع العباد.

الشيعة المستعلية منهم البهرة.. والمستعليون لا يحبون النزاريين ولا يقرون عنفهم ولا تطرفهم.

البهرة أصحاب تجارة، صحيح هم على المذهب الشيعى، لكنهم طائفة لا يضمرون عداءً لأحد.. ولا يعملون على القتل وسفك الدماء ولا تكوين جماعات سرية تحت الأرض لاقتناص الحكم وفرض السيطرة.

والشيعة النزارية يؤمنون بالحلول، وهم الذين أدخلوا مفاهيم فارسية قديمة إلى الإسلام وخلطوها به لما دخل الدين أراضى فارس.. وآمن به أهالى فارس.

وفى مصر، نقل الفاطميون أفكاراً عن الحلول إلى المصريين، وللأسف انتقلت تلك الأفكار إلى بعض المتصوفة فآمنوا بفكرة عصمة الولى أو القطب أو شيخ الطريقة، كما آمنوا بحلول روح شيخ الطريقة فى ابنه وروح ابنه فى ابن ابنه.

بعض أفكار الشيعة أفسدت بعض أفكار التصوف دون أن يدرى المتصوفة ودون أن ندرى نحن أنهم لا يدرون.

أما فكرة الغيبة، فهى فارسية تراثية انتقلت هى الأخرى لبعض الطرق الصوفية.

الى اليوم يؤمن النزارية بغيبة الإمام نزار بن المستنصر، كما يؤمن الشيعة الاثنى عشرية بغيبة المهدى، الحفيد الثانى عشر من أبناء الحسين بن على، رضى الله عنه.

يقال إن المسلمين لما دخلوا فارس أنكروا تراث أهل البلاد الأصليين، وأوقفوا تعليم اللغات المحلية، وأرغموهم على عدم تسمية الأسماء الفارسية، كما أرغموهم على حفظ القرآن رغم صعوبته بالنسبة لأناس لم يتكلموا العربية من قبل.

ميز كثير من ولاة المسلمين بين العربى والفارسى، ومنعوا كثيراً من الوظائف العامة عن أبناء البلاد المفتوحة، وبعض الولاة من العباسيين كانوا قد تعالوا بقرابتهم من النبى العربى على أهل فارس.

غل الفرس فى أنفسهم، فقد كانوا أكثر حضارة من بدو الجزيرة العربية وأكثر تقدماً قى العمارة وفى الفلك وفى الطب وفى الحساب والهندسة.

أدخل الفرس تراثهم الفكرى والشعبى فى الاعتقاد الإسلامى خلسة، وبالزمن حولوا أفكارهم التراثية إلى خليط من الأساطير التى التصقت بالدين الإسلامى وامتدت من فارس إلى الدول من شمال أذربيجان إلى الهند جنوباً.

لدى الفرس القدماء أن الإمبراطور لا يموت، إنما تمتد روحه بعد موت الجسد لتحل فى أكبر أبنائه.. وهكذا دواليك تنتقل من ابن لابن عبر الزمان.

هذا هو المقصود بالحلول.

وأول من قال بالحلول هو عبدالله بن سبأ.. ثم نشر فى أتباعه أن على بن أبى طالب فيه من روح النبى، صلى الله عليه وسلم، وأن تلك الروح تحل فى أبناء سيدنا على من بعده.

والذوبان فى الذات العليا للإله مفهوم فارسى أيضاً فى الأساس، أو يمكن أن يكون مفهوماً من حضارة الهند القديمة، عرفه أيضاً الصينيون.

أدخل الفرس أفكار الذوبان فى الذات الإلهية إلى مسلمى إيران.

يعنى نصف الفكرة صينية والباقى هندى. قال الصينيون القدماء إن الأرواح بما أنها ليست مادية، فإن أجسامنا بمادتها تحبسها فى الشحم واللحم. وتظل الأرواح حبيسة الأبدان طالما أن الإنسان يسعى وراء الحياة وملذاتها.

وتحرر الأرواح من ماديتها يأتى بالزهد؛ الزهد فى الحياة، والزهد فى المادة، والزهد فى كل ما لا يجعل الروح تخف وترتقى.

قالوا إنه كلما زهد الإنسان فى الدنيا، كلما خفت سطوة المادة على روحه.. وصولاً إلى تحرر الروح كاملة من الجسد والارتقاء إلى الاتصال بالروح الأكبر والأعظم.. روح الله فى شىء من الاتحاد.

ابن عربى والتبريزى قالا إنهما وصلا لتلك المرحلة. والحلاج قال إنه وصل لأبعد منها.. وأعلن قبل قتله أنه أصبح هو والله واحداً.. وكانت كارثة على الإسلام.

أما فى غيبة الإمام، فإن لكل زمان قائماً عليه.. يقوم بمهام الإمام الغائب وله السمع والطاعة.. ولا يناقش ولا يرد له كلام.

بعض الفرق المتطرفة كما لو أنهم استلبوا حقاً من حقوق النبوة لأئمتهم.

فى العصر النبوى كانت آيات الله هى من تسوس المسلمين. بعد وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم، كان الاجتهاد.

لكن الإسماعيلية النزارية اعتمدوا مبدأ السمع والطاعة لحسن الصباح لإيمانهم بأنه قائم الزمان لا يخطئ ولا يمكن أن يأمر بشر.. تماماً كما جاء «الإخوان المسلمون» من بعدهم واعتمدوا نفس المبدأ للمرشد العام.

كما أن الاثنتين، النزارية والإخوان، وباقى جماعات التطرف، قد تعمدوا رفع أئمتهم لمرتبة النبوة، مع أن حسن الصباح كان مجرماً.. وحسن البنا كان قاتلاً محترفاً!

عن "الوطن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية