داعش يعيد ترتيب صفوفه.. هذا ما جاء في تقرير أممي

داعش يعيد ترتيب صفوفه.. هذا ما جاء في تقرير أممي


30/01/2020

قال تقرير مقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ إنّ تنظيم داعش الإرهابي بدأ بإعادة ترتيب صفوفه في العراق وسوريا، تحت قيادة زعيم جديد، يقال إنّه كان وراء الجرائم المرعبة لداعش بحقّ الأيزيديين.

ويشير التقرير الموسَّع، الذي أعدّه فريق أممي مختص بمتابعة فلول الإرهاب في العالم، إلى أنّ داعش، وبعد خسارته مناطق كثيرة، بدأ بجمع شتاته في سوريا والعراق مجدداً، وأولى اهتماماته تكمن في شنّ هجمات على معارضيه، والتخطيط لتهريب مقاتلي تنظيمه المعتقيلن، وكذلك استغلال نقاط الضعف الأمنية لكلا البلدين، وكذلك إغراء الشباب للانضمام لصفوفه والنهوض مجدداً، وفق ما نقله موقع "سي إن إن".

داعش يستغل نقاط الضعف الأمنية في العراق وسوريا ويغري الشباب للانضمام لصفوفه والنهوض مجدداً

وبحسب التقرير؛ فإنّ داعش استفاد من الجيوب العميقة التي أسسها في أماكن تواجده لأعوام، واليوم، مع تخفيض النفقات العامة على التنظيم، الذي لم يعد يدير منطقة كبيرة، فإنّه ما زال يملك احتياطياً بقيمة 100 مليون دولار، وهو ما يساعده في ترتيب أموره والبدء بجمع قواه وشتاته.

وأوضح التقرير؛ أنّ "التنظيم سارع، في الفترة بين تموز (يوليو) وحتى أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، إلى إعادة تشكيل نفسه في سوريا، وكما فعل في العراق، عام 2017، بعد سيطرة القوات الأمنية على مناطق وجوده، فقد زاد من وتيرة الهجمات الإرهابية في تلك المناطق التي خرجت عن سيطرته."

وكشف التقرير أنّ "الحدود بين العراق وسوريا ما تزال غير مؤمنة بشكل كاف، ما يسمح لبعض العناصر بالانتقال بين البلدين، وهو ما يفسر التطورات الأخيرة شرق الفرات، والتي شهدت زيادة نشاط داعش في محافظتي دير الزور والحسكة".

ولم يقدّم التنظيم أية معلومات عند إعلانه تنصيب من يعرف باسم "أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي"، زعيماً جديداً له.

و"الهاشمي القرشي"؛ هو في الواقع أحد مؤسسي التنظيم ومن كبار منظريه العقائديين، ينحدر من الأقلية التركمانية في العراق، ما يجعله واحداً من القادة غير العرب القلائل في التنظيم.

واللافت أنّ الرواية الجديدة عن زعيم التنظيم تخالف نوعاً ما ما قالته أمريكا سابقاً عند مقتل البغدادي، فواشنطن، التي أكّدت سابقاً أنّ داعش انكسر بعد انتهاء زعيمه، عادت وأوضحت بحسب النتائج التي توصلت إليها الأمم المتحدة، منسوبة لتقييم كبار المسؤولين الأمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب؛ أنّ "هناك ما بين 14000 إلى 18000 من مقاتلي داعش ينشطون بين سوريا والعراق حالياً، خاصّة في محافظتي ديالى وكركوك، وإلى الجنوب من الفرات في المناطق التي يجب أن يكون النظام السوري مسؤولاً عنها، إلا أنّه ليس كذلك".

داعش يملك احتياطياً يبلغ 100 مليون دولار وهو ما يساعده في ترتيب أموره والبدء بجمع قواه وشتاته

وعرض برنامج "المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، في آب (أغسطس) من العام الماضي، مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل القبض على الزعيم الجديد لداعش، وحينها وصفه البرنامج بأنّه "خليفة محتمل للبغدادي"، واستمر هذا العرض حتى بعد مقتل البغدادي، وبهذا غدا أكثر الرجال المطلوبين في العالم.

وبحسب موقع "المكافآت من أجل العدالة"؛ فإنّ المولى الذي يعرف أيضاً باسم حجي عبد الله، كان باحثاً دينياً في المنظمة السابقة لداعش وهي منظمة القاعدة في العراق، وترفّع في الصفوف ليتولى دور قيادي كبير في داعش.

أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي

إلى ذلك، أضاف الموقع أنّه بصفته "واحداً من أكبر الأيديولوجيين في داعش، ساعد حجي عبد الله في قيادة وتبرير اختطاف وذبح وتهريب الأقلية الدينية الأيزيدية، شمال غرب العراق"، ويعتقد أنّه يشرف على بعض العمليات الإرهابية العالمية للتنظيم، منها ما وصفتها الأمم المتحدة بأنّها "إبادة جماعية".

إلى ذلك، حذّر التقرير من أنّ مسألة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ما تزال حادة، خصوصاً مع استمرار الدول الأعضاء في تقدير أنّ أعداداً كبيرة من المنتمين لداعش ما يزالون على قيد الحياة، وهو ما يفاقم الخطر العالمي للتنظيم.

 

الصفحة الرئيسية