"ذا إيكونوميست": ميليشيات إيران تتوغل في العراق وتلوح بالتصعيد

"ذا إيكونوميست": ميليشيات إيران تتوغل في العراق وتلوح بالتصعيد


27/03/2021

تستمر طهران في هيمنتها على الساحة السياسية والأمنية في العراق، محبطة مخططات حكومة مصطفى الكاظمي التي تسعى لإيقاف هذا التوغل في ظل التنديد الشعبي والمطالبة باستعادة سيادة الدولة.

وناقشت صحيفة "ذا إيكونوميست" The Economis، من خلال مقابلة مع ضابط عراقي، كيف أصبح التدخل الإيراني في العراق أكثر شراسة في محاولة لاستعادة سيطرته على الساحتين السياسية والشعبية.

وبحسب الضابط العراقي، فإنّ إيران تسعى للاستيلاء على سيادة العراق، والصور التي تخلد ذكرى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية في شهر كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، والمعلقة في الشوارع العراقية، هي انعكاس لما وصل إليه التدخل الإيراني في العراق.

وذكّر التقرير أيضاً بسياسة ليّ الذراع التي تستخدمها إيران مع السياسيين الشيعة في العراق، لفرض نفوذها وتحويل صورة أمثال سليماني من محتلّين إلى أبطال.

صحيفة "ذا إيكونوميست": التدخل الإيراني في العراق أصبح أكثر شراسة في محاولة لاستعادة سيطرته على الساحتين السياسية والشعبية

لكنّ القمع العنيف الذي لجأت إليه الميليشيات المدعومة من إيران لفض الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ 2019 فضحت التدخل الإيراني في البلاد.

ومع تقلد رئيس الوزراء العراقي الكاظمي المشهد السياسي، الذي جاء نتيجة لتبدل الآراء حول إيران وفرض سياسة جديدة مع طهران، لم تعد القرارات السياسية محصورة في البيت الشيعي.

فقد بدأت حكومة الكاظمي باستعادة سيطرة الدولة العراقية على بعض المعابر الحدودية وإزالتها ووضعها في أيدي الأمن العراقي، وطلب الكاظمي من حلف الناتو إرسال 3500 جندي جديد، ما جعل إيران تشعر بأنّ توغلها في العراق بات مهدداً.

وقال تقرير "ذا إيكونومست": إنّ العراقيين باتوا أكثر ثقة بالحكومة، ويدعمون جهودها للحد من النفوذ الإيراني، لكنّ المعضلة هي أنّ الحكومة الحالية تضم وزراء من الفصائل الموالية لإيران الذين يحاولون زيادة عدد رجال الميليشيات الموالية لإيران.

وإذا أصبح الكاظمي أكثر عدوانية، فقد يستدعي ذلك رد فعل أقوى من إيران التي تزود بغداد وغيرها من المدن العراقية الكبرى بالكهرباء والغاز، وإذا قطعت الإمدادات خلال الصيف فلا شك أنّ الاضطرابات ستتبعها.

مسلحون من فصيل موالٍ لإيران يستعرضون قوتهم في تصعيد للتوتر القائم مع الكاظمي الذي يستعد لاستئناف الحوار مع واشنطن

بالمقابل، تواصل الميليشيات الإيرانية استعراض قوتها لردع الحكومة عن اتخاذ أي إجراءت تصعيدية بحقها، وقد أجرى أول من أمس عناصر مسلحون من فصيل موالٍ لإيران في شوارع العاصمة العراقية بغداد استعراضاً للقوة، في تصعيد للتوتر القائم مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي يستعد لاستئناف الحوار مع واشنطن، وفق ما أورده موقع "ميديل إيست أون لاين".

وجال المسلحون في بغداد رافعين صور الكاظمي ومسؤولين آخرين مرفقة بدمغة حذاء، وقد وضعوا ملابس عسكرية وأقنعة عليها شعار "ربع الله"، وهي حركة جديدة من بين أحدث الفصائل الموالية لإيران في العراق، وأكثرها نفوذاً.

وفي أول رد فعلي رسمي على استعراضات القوة وتعمد إهانة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اعتبر الأخير أنّ الهدف من استعراض "ربع الله" العسكري هو "إرباك الوضع وإبعاد العراق عن دوره الحقيقي".

وقال في كلمة خلال حفل تكريم عائلات "شهداء الصحافة": إنّ "هناك من يعتقد أنه بالسلاح يهدد الدولة"، مضيفاً: "كفى حروباً وسلاحاً، والله لن نخاف من أحد، بل نخاف من ضمائرنا فقط"، مشيراً إلى أنّ "النظام السياسي أنتج خيبات أمل".

ويرى خبراء أنّ حركة "ربع الله" مجرّد واجهة لكتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد الشعبي المنضوي في القوات الأمنية العراقية، لكنّ الاسم الوهمي يسمح لها بانتقاد السلطات مع تفادي الرد.

وظهرت حركة "ربع الله" في بادئ الأمر في تظاهرات ضد قناة "دجلة" انتهت بحرقها، وتلاها حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني إثر تصريحات أحد قادته ضد الحشد الشعبي، وبعد ذلك، رحبّت الحركة بعمليات تفجير وحرق متاجر كحول في بغداد.

ويأتي الاستعراض بعد إعلان مسؤول في الحكومة العراقية الثلاثاء أنّ بغداد دعت رسمياً واشنطن إلى "حوار استراتيجي" جديد، في ظلّ إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، كما كان الحال في عهد دونالد ترامب.

وتلا أحد عناصر "ربع الله" خلال الاستعراض بياناً للحركة، وصفه بأنه "رسالة تهديد للأمريكي وعملائه" في العراق.

وطالبت الحركة في بيانها بـ"خفض سعر الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي"، الذي خفض البنك المركزي قيمته في كانون الأول (ديسمبر) 2020 بنحو 25% مقابل الدولار.

وتُعدّ قضية سعر الصرف في مقابل الدولار قضية في غاية الأهمية في العراق الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية لا سيّما للجماعات الموالية لإيران، إذ إنّ طهران التي تخنقها العقوبات الأمريكية تعتبر العراق منذ فترة طويلة سوقاً توفر العملة الأجنبية.

ودعا البيان أيضاً مجلس النواب للتصويت على الموازنة بأسرع وقت ممكن، وما تزال المفاوضات بشأنها متعثرة بسبب حصة كردستان في الموازنة الاتحادية.

الصفحة الرئيسية