سجن جلبوع: حفروا الحديد بأظافرهم

سجن جلبوع: حفروا الحديد بأظافرهم


06/09/2021

هروب ستة من القادة الميدانيين الفلسطينيين من سجن "جلبوع" الأكثر تحصيناً في إسرائيل، كيُّ وعي لسياسة الغطرسة والاستعمار والاستعلاء والتطهير العرقي من جهة، وكيُّ وعي لسياسة المهزومين والمرتجفين والمستجدين لحقوق وحرية الشعب الفلسطيني.

ومهما تكن نتيجة هذا الفعل البطولي، فهو رسالة ستحفر عميقاً في وعي الأجيال الجديدة، وهزة قوية جديدة بقبضات الإرادة الفولاذية للخزان/ السجن؛ استحضاراً لرواية غسان كنفاني "رجال في الشمس" قبل نحو ستة عقود، حيث "أبو الخيزران" مهرّب الحالمين بوهم النجاة من قسوة وذل فقر اللجوء والنكبة ما زال يعيش بيننا؛ فحوار الموظف العابث الذي يصر على رواية حكايته مع الراقصة العراقية "كوكب" التي تحبه لدرجة العبادة بسبب فحولته تسبّبَ في تأخير عبور خزان المياه للحدود وموت الفلسطينيين الثلاثة اختناقاً، أبوقيس ومروان وأسعد، فيما أبو الخيزران يحلم بالثلاثين ديناراً كويتياً أجرة جريمته، ويقف محبطاً يستمع إلى قصة الرجل الفحل مع الراقصة، وهو العاجز والمشكوك في رجولته.

 الفدائيون الستة نجحوا اليوم في تحدي "أبوات الخيزرانات" الكثر بيننا، ومعهم حراس بوابات السجن. لم يكتفوا بطرق جدران خزان كنفاني فقط، بل حفروا الحديد بأظافرهم كي يقدموا الأمثولة والدرس الجديد في التحدي ورفض القهر والذل والاحتلال؛ طريقاً لعبور شعبهم الكبير نحو الحرية والكرامة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية