سعيد يوجه سهامه مجدداً صوب الإخوان... ماذا قال؟

موجهاً سهامه إلى الإخوان... سعيد يُحذر من التطاول على الدولة التونسية ورموزها

سعيد يوجه سهامه مجدداً صوب الإخوان... ماذا قال؟


29/12/2022

بلهجة شديدة، تصدّى الرئيس التونسي قيس سعيّد بحدة لمعارضيه ومنتقديه من دون أن يسميّهم، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي أمس الأربعاء، قائلاً: إنّ هناك أطرافاً تعمل على ضرب السلم الأهلي بتونس، وعليهم تحمل مسؤوليتهم الكاملة عن تلك الأفعال.

وأكد سعيّد أنّ: "ما حدث على مقعد بفتات من الأصوات لا يمكن أن يحدث اليوم في مصير دولة وشعب"، في إشارة إلى حركة النهضة الإخوانية التي حكمت البلد منذ 2011، حتى 25 تموز (يوليو) 2021، وفازت بأغلب المقاعد البرلمانية طيلة تلك الفترة.

سعيّد: هناك أطراف تعمل على ضرب السلم الأهلي بتونس، وعليهم تحمل مسؤوليتهم الكاملة عن تلك الأفعال

وتابع: "الذين اعتبروا احترام القانون والإجراءات ضعفاً، ليعلموا جيداً أنّ الدولة قوية بمؤسساتها، والشعب لم تعد تخفى عليه خافية"، محذّراً: "كفى تطاولاً على الدولة ورموزها... فأنتم لا تهمكم الأرواح... لا مجال للتسامح مع الذين يحاولون تطويع القانون لتمكين المجرمين من الإفلات من العقاب".

وقال الرئيس التونسي: "سيادتنا خط أحمر، لن نفرط في جزء منها مهما كانت الأحوال،  والذين يحاولون ضرب السيادة التونسية لا عهد لهم ولا ميثاق"، فيما قرر القضاء إحالة راشد الغنّوشي زعيم إخوان تونس على التحقيق في قضيّة الجهاز السرّي اليوم الخميس.

سعيّد: ما حدث على مقعد بفتات من الأصوات لا يمكن أن يحدث اليوم في مصير دولة وشعب

الرئيس التونسي قلّل أيضاً من أهمية المقاطعة الكبيرة للانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس مؤخراً، قائلاً: إنّ "مشاركة بـ (9% أو12%) أفضل من الـ (99%) التي كانوا يشاركون فيها، وكانت تتهاطل برقيات التهاني من الخارج، وتعلم تلك العواصم أنّ تلك الانتخابات مزورة"، في إشارة إلى نظام زين العابدين بن علي.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى برقيات التهاني من الشعب التونسي"، وتابع: "حصل هذه الأيام من قبل الغارقين حتى النخاع في الفساد والخيانة أنّهم يتولون ليلاً نهاراً ضرب مؤسسات الدولة، ويتطاولون على سلطة الدولة ورموزها، وهذا التطاول يرتقي إلى مرتبة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".

وواصل الرئيس التونسي: "هذه الأوضاع لا يمكن أن تستمر، ولن يبقى هؤلاء بدون جزاء في إطار القانون"، نافياً أيّ تراجع للحريات والحقوق في تونس منذ وصوله إلى السلطة، قائلاً: "هؤلاء الذين يتباكون على حرية التعبير ليست لديهم حرية تفكير، بل هم مرتزقة".

سعيّد: مشاركة بـ (9% أو 12%) أفضل من الـ (99%) التي كانوا يشاركون فيها، وكانت تتهاطل برقيات التهاني من الخارج

وفي سياق آخر، أكد سعيّد أنّ القارب الذي غرق بسواحل جرجيس (جنوب شرقي تونس) وعلى متنه (18) ضحية قد تم "إغراقهم" حسب تعبيره وتم دفن عدد من الضحايا وإعادة إخراج رفاتهم بهدف تأجيج الأوضاع في المنطقة، متهماً أطرافاً بتلقي أموال من الخارج تقدر بـ (100 و 400) ألف دينار تم تحويلها لهم من فرنسا.

الرئيس أكد أيضاً أنّ هبة بـ (40) ملياراً وهبتها شركة بين سنتيْ 2016/2017 لرئاسة الحكومة باسم إصلاح منظومة الإعلام، وتمتع بها عدد ممن يدّعون أنّهم من المحللين والخبراء في وسائل الإعلام، مشدّداً على أنّ هؤلاء ليسوا بخبراء ولا بمحليين، بل هم مرتزقة ارتموا في أحضان الخارج، ويتحدثون كل يوم، ويُقدمون التحاليل الكاذبة، ويفترون ولا يخجلون حين ينظرون إلى أنفسهم في المرآة.

وأضاف سعيّد: المتباكون على حرية التعبير ليس لديهم حرية التفكير، بل هم مرتزقة، لن أقول الأسماء، وسيعرفون أنفسهم… لن نترك وطننا ودولتنا لقمة بيد هؤلاء العابثين المجرمين.

وفي 25 تموز (يوليو) 2021 أنهى سعيّد عقداً من حكم الإخوان أعادوا فيه البلاد عقوداً إلى الوراء، مسنوداً بدعم شعبي لا محدود، من خلال تجميد عمل البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة وإعفاء رئيس الحكومة، مستخدماً في ذلك فقرات أعلى قانون في البلاد، لينتهي بإجراء انتخابات برلمانية مبكّرة، أخرجت حركة النهضة من المشهد التونسي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية