سياسيون عرب لـ"حفريات": الشيخ خليفة زعيم ملهم ونموذج للقيادة والتحفيز

سياسيون عرب لـ"حفريات": الشيخ خليفة زعيم ملهم ونموذج للقيادة والتحفيز


14/05/2022

ارتبطت بالراحل الكبير وفقيد الأمة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العديد من المنجزات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي ساهمت في تطور الدولة ومؤسساتها، كما لعبت دوراً مؤثراً في دعم وتعزيز أنشطتها التنموية، وتقدمها الاقتصادي؛ وارتقاء دولة الإمارات ورفاه شعبها.

وقد نعت وزارة شؤون الرئاسة في حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الراحل الكبير قائلة: "ننعي إلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع قائد الوطن وراعي مسيرته الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً اليوم 13 مايو". وأعلنت الدولة الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام مدة 40 يوماً، اعتباراً من اليوم.

وأوضحت الوزارة تعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام.

وتحفل مسيرة الشيخ خليفة، المولود عام 1948، بالعديد من المحطات المهمة والمؤثرة، سواء على مستوى تقدم دولة الإمارات، أو القضايا والأحداث المرتبطة بالإقليم والعالم، وقد وصفه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، بـأنّه "قائد مرحلة التمكين".

الباز: قام الشيخ خليفة ببناء المدارس والمساجد والأحياء السكنية، والتي أطلقت فلسطين عليها اسمه؛ لأنّها بنيت بدعم سخي منه

 ودشّن الراحل دائرة الدفاع في أبوظبي، التي كانت بمثابة العضلة الأولى في جسد وهيكل القوات المسلحة لدولة الإمارات. تم تعيين الشيخ خليفة ولياً لعهد أبوظبي، عام 1969، بينما ترأس أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبوظبي، عام 1971، وفي عام 1974 أضحى نائباً لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي، كما تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، عام 1976، ثم في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004، تولى رئاسة دولة الإمارات.

وبعد تولّيه مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مطلع عام 1974، تابع أعمال وبرامج التنمية الشاملة والمسؤولة عن التطوير العمراني، وتحديث المجتمعات السكنية، وكذا تطوير البنية التحتية العامة، بداية من بناء المساكن وحتى أنظمة إمدادات المياه والطرق.

ومن بين القطاعات اللافتة التي ارتبطت بالشيخ خليفة، النفط والغاز؛ إذ اهتم بالصناعات التحويلية وتطوير المنشآت البتروكيماوية، الأمر الذي كان بمثابة العتبة الأولى في بناء تحوّل مستدام تجاه مصادر التنوع الاقتصادي، وقد تولّى قيادة المجلس الأعلى للبترول في نهايات عقد الثمانينيات.

وفي حديثه لـ "حفريات"، يشير عضو مجلس الباحثين الشباب لدى مركز الشباب العربي، أحمد الباز؛ إلى العلاقة الوطيدة بين رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبه، وستظل الإمارات "نموذجاً ملهماً للعمل ضمن إستراتيجية ومنهجية من خلال إستراتيجيات العمل السياسي، داخلياً وخارجياً، وفق نهج مستدام".

ويردف الباز: "العمل ضمن إستراتيجية بعيدة المدى ومستدامة، مرتبط تمام الارتباط بقواعد منهجية، وضمن إطار دستوري متفق عليه ومقيَّد بالتزام عالي المستوى، سيكون مفيداً أيضاً في عدم وجود أيّ ارتباك سياسي أو اقتصادي، وهذا ما سنراه في الإمارات، خلال الشهر المقبل، حزيران (يونيو)، وذلك لحين قيام المجلس الاتحادي باختيار رئيس جديد، على عكس دول أخرى تدخل في حالة جمود، وربما ارتباك اقتصادي وسياسي، مؤقّت، لحين تسمية رئيس جديد".

تحفل مسيرة الراحل الشيخ خليفة، المولود عام 1948، بالعديد من المحطات المهمة والمؤثرة، سواء على مستوى تقدم دولة الإمارات، أو القضايا والأحداث المرتبطة بالإقليم والعالم

ومن جانبه، قال السياسي الفلسطيني المستشار زيد الأيوبي؛ إنّ الشيخ خليفة قد عُرف بمواقفه العروبية، ودفاعه عن ثوابت الأمن القومي العربي، فضلاً عن إيمانه بقضايا المنطقة؛ إذ كان الشيخ خليفة حريصاً على تقديم الدعم التنموي والإغاثي لفلسطين وغيرها من البلدان التي تعرضت لأزمات مختلفة ونكبات.

ويتابع لـ "حفريات": "قام الشيخ خليفة ببناء المدارس والمساجد والأحياء السكنية، والتي أطلقت فلسطين عليها اسمه؛ لأنّها بنيت بدعم سخي منه.

وكان (الشيخ خليفة) من أكثر المتابعين للشأن الفلسطيني، وقد تعدّدت لقاءاته التاريخية المهمة بالقيادات الفلسطينية لجهة الاطّلاع على التطورات الأخيرة، مثلما كان يفعل الشيخ زايد آل نهيان".

وأضاف الأيوبي؛ أنّ "فلسطين تشارك شعب الإمارات مشاعر الفقد برحيل الشيخ خليفة، والذي تبنى ذات القيم السياسية العروبية من والده"، موضحاً أنّ "الشيخ خليفة ليس فقيد الإماراتيين فقط، بل إنّه فقيد العرب والمسلمين كلّهم؛ فهو رجل بارّ وأنموذج للقيادة السياسية التي كانت تدعم نهضة بلادها، وتؤيد حقوق الشعوب المظلومة والمضطهدة".

كان الشيخ خليفة يدعو، مراراً وتكراراً، إلى عدم التدخل في شؤون أيّة دولة، عربية أو غير عربية، حتى لا يؤدي ذلك للاضطرابات والنزاعات، حسبما يوضح الباحث العراقي في التاريخ الحديث والمعاصر، بارق عبد الله حماد الدليمي، موضحاً لـ "حفريات"؛ أنّه "في مطلع كانون الأول (ديسمبر) عام 2005، ألقى الشيخ خليفة خطاباً في الذكرى الرابعة والثلاثين لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة؛ إذ أوضح فيه الخطوط العريضة لسياسة بلاده الخارجية، وذلك على مستوى محيطه الخليجي والعربي والإسلامي وحتى العالمي.

السياسي الفلسطيني المستشار زيد الأيوبي لـ "حفريات": الشيخ خليفة، رحمه الله، عرف بمواقفه العروبية، ودفاعه عن ثوابت الأمن القومي العربي، فضلاً عن إيمانه بقضايا المنطقة

ووصف الشيخ خليفة السياسة الخارجية لدولة الإمارات بأنّها ترتكز على "قواعد ومبادئ وأسس واضحة وثابتة، أساسها المتين هو الاحترام المتبادل وحسن الجوار، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وإقامة العلاقات على أساس المصالح المتبادلة، وتنمية روح التعاون، وحلّ المشكلات والنزاعات بالطرق السلمية، والالتزام بالمواثيق العربية والإسلامية والدولية، والوقوف إلى جانب الحقّ والعدل، والمشاركة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين". يقول الدليمي.

كما قامت أنشطة الشيخ خليفة الخيرية الداعمة للفئات المظلومة والمهمّشة على تقديم "المساعدات الإنسانية والإغاثية لكلّ دولة تصيبها كوارث أو أوبئة أو مجاعة، وهذا ما أيدته منظمة الغذاء العالمية، التي رأت أنّ صندوق الشيخ خليفة للإغاثة الدولية فاق الكثير من المنظمات الدولية الإغاثية".

مواضيع ذات صلة:

قادة العالم ينعون الشيخ خليفة: وداعاً وريث الحكمة ورائد الحداثة والنهضة الإماراتية

محمد بن زايد ناعياً الشيخ خليفة: فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين

الإمارات تعلن الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام 40 يوماً على وفاة الشيخ خليفة بن زايد




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية