طالبان وإيران... ما أسباب التقارب؟

طالبان وإيران... ما أسباب التقارب؟


14/02/2021

أثار اجتماع حركة طالبان الشهر الماضي مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في طهران الكثير من علامات الاستفهام حول أهداف إيران من التوسع في أفغانستان عن طريق الحركات المتمرّدة.

وقال مدير التطوير التحليلي في مركز السياسة العالمية لوكالة VOA الأمريكية كامران بخاري: إنّ إيران لديها حافز كبير في تنمية العلاقات مع طالبان، مضيفاً: إنّ إيران تتطلع إلى زيادة نفوذها في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وفق ما أورد "مرصد مينا".

وتابع: "4 أعوام من إدارة الرئيس دونالد ترامب وضعتهم حقاً تحت ضغط كبير، إنهم يأتون إلى طاولة المفاوضات مع إدارة بايدن من موقف ضعف نسبي، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى كسب النفوذ". وأضاف: "إنه لزيادة نفوذها، تحاول إيران استغلال الوضع في أفغانستان، حيث تواجه الولايات المتحدة مشاكل وتبحث عن مخرج".

 

بخاري: إيران تسعى لتنمية العلاقات مع طالبان لأنها تتطلع إلى زيادة نفوذها في المفاوضات مع إدارة بايدن

من جهته، قال مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن أليكس فاتانكا: "إنّ النظام الإيراني يلتقي مع طالبان منذ عدة أعوام، لكنهم أصبحوا أكثر علنية". وتابع فاتانكا: "ما فعلوه هذه المرّة هو القيام بذلك علناً، اعترافاً بحقيقة أنّ طالبان معترف بها دولياً الآن بصفتها لاعباً".

وقال المسؤولون الإيرانيون: "هذه جماعة طالبان مختلفة تماماً عن التسعينيات"، وقال فاتانكا: "إنّ طهران لم تقنع الشعب الإيراني بعد بأنها تتعامل مع مجموعة أكثر تطوراً ممّا كانت عليه قبل 20 عاماً".

وخلال الحرب الأهلية في أفغانستان، في التسعينيات، كان النظام الشيعي في إيران عدواً قوياً لطالبان السنّية المتطرفة، خاصة بعد أن قتلت طالبان 9 دبلوماسيين إيرانيين في مزار شريف عام 1998. وقد رعت إيران القوات الأفغانية التي تقاتل ضدّ طالبان، ودعمت النظام السياسي الجديد بعد سقوط طالبان عام 2001.

وقال فاتانكا: إنّ الإيرانيين لا يريدون التخلف عن الركب، لأنّ قوى إقليمية ودولية أخرى تعمل على تطوير العلاقات مع طالبان. وأضاف: "لذا فإنّ الإيرانيين لا يريدون استبعادهم من هذه المحادثة".

أليكس فاتانكا: النظام الإيراني يلتقي مع طالبان منذ عدة أعوام، لكنهم أصبحوا أكثر علنية في الآونة الأخيرة

وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت حركة طالبان رحلاتها إلى دول المنطقة، بالإضافة إلى إيران، زارت وفودهم كلاً من باكستان وروسيا وتركمانستان، للحصول على دعم لتنفيذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان الموقع في شباط (فبراير) 2020.

وألقت الحكومة الأفغانية باللوم على طالبان في زيادة مستوى العنف في البلاد وتعثر المحادثات بين الأفغان. ولم يتمّ الإبلاغ عن أيّ تقدّم في الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان التي بدأت في 5 كانون الثاني (يناير) في الدوحة.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ طالبان "جزء من الواقع" في أفغانستان، وأبلغ وفد طالبان أنّ إيران مستعدة للتوسط في محادثات السلام المتوقفة.

وبعد لقائه وفد طالبان، أشاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تغريدة بتاريخ 27 كانون الثاني (يناير)، بقيادة طالبان لـ"تصميمهم" في معركتهم ضد الولايات المتحدة.

ورداً على تغريدة شمخاني، قال رئيس الأركان العامة الأفغاني محمد ياسين ضياء، في إشارة إلى تصاعد العنف في الأشهر الأخيرة: "إنّ جماعة طالبان تقاتل ضد شعب أفغانستان، وليس ضد الولايات المتحدة".

وينصّ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان على أنّ أمريكا ستسحب جميع قواتها من أفغانستان بحلول الأول من أيار (مايو) المقبل، فقط إذا استوفت طالبان شروط قطع العلاقات مع القاعدة، والتوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم السلطة مع الحكومة الأفغانية وتقليل العنف في أفغانستان.

وقالت الإدارة الأمريكية الجديدة: إنها تراجع الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان لمعرفة ما إذا كانت طالبان قد استوفت الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية، لكنّ طالبان قالت إنها تتوقع من الإدارة الجديدة أن تحترم التزامات ترامب الأفغانية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية