عداي الغريري: رجل دين بمواجهة مرجعيات دينية... ما السؤال الذي قاده إلى التحقيق؟

عداي الغريري... رجل دين بمواجهة مرجعيات دينية... ما السؤال الذي قاده إلى التحقيق؟

عداي الغريري: رجل دين بمواجهة مرجعيات دينية... ما السؤال الذي قاده إلى التحقيق؟


01/07/2023

أثار رجل دين سُنّي في العراق غضب المؤسسات الدينية الرسمية، بعدما تساءل عن عدم مشاركة مراجع الدين في موسم الحج، تساؤل عرّضه لهجوم واسع من أنصار التيارات الراديكالية التقليدية، وكذلك من الجهات الرسمية التي أحالته على التحقيق.

ويواجه الشيخ عداي الغريري عدة دعاوى قضائية بتهمة الإساءة للرموز الدينية خلال خطبته الأخيرة، وأعلن ديوان الوقف السنّي تشكيل لجنة تحقيق للنظر في أهلية الغريري من عدمه.

وأثارت خطبة الشيخ البغدادي ردود فعل متباينة بين العراقيين على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيّما أنّ الغريري أطلق تساؤلاته الأخيرة بالتزامن مع موسم الحج، وتصاعد الغضب الشعبي من التيار الدينية الداعمة للأحزاب السياسية الحاكمة بشقيها الشيعي والسنّي.

وكعادته ينزل إمام مسجد المختار في العاصمة بغداد إلى القاع في خطابه، وهو ما جعله عُرضة للانتقادات من مدونين وناشطين وكُتّاب، وصولاً إلى أقرانه من الخطباء، الذين نصحوه، أكثر من مرّة، بضرورة التخلي عن هذا الأسلوب الذي جعله في متناول منتديات الفكاهة، ومواقع التواصل الاجتماعي، على أنّه نوع من السخرية، والكوميديا، وقد تسبب له بالمتاعب، واعتُقل مرة، وقيل حينها إنّ ذلك بسبب خطبته. 

 الوقف السنّي يحقق

وعلى إثر ذلك، وجّه رئيس ديوان الوقف السنّي، بتشكيل لجنة تحقيقية بحق إمام وخطيب جامع المختار عداي الغريري، وبحسب وثيقة الديوان بتاريخ 19 حزيران  (يونيو) الجاري، فإنّ القرار جاء "لعدم التزامه بتوجيهات الديوان التي تنص على انتهاج خطاب وسطي ومعتدل ولمخالفته شروط الخطابة". 

كما تقرر أيضاً إحالة الغريري "إلى المجلس العلمي المركزي لإعادة إثبات أهليته وبيان مدى صلاحيته لأداء مهام الخطابة". 

يواجه الشيخ عداي الغريري عدة دعاوى قضائية بتهمة الإساءة للرموز الدينية خلال خطبته الأخيرة

من جهة أخرى، قدّم بعض أنصار المرجعيات التقليدية شكاوى ضد رجل الدين السنّي لدى المحاكم العراقية، متهمين إيّاه بـ "الإساءة للمعتقدات الدينية".

وبحسب المشتكين، فـ "إنّ المشكو منه يظهر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وخلال خطبته الدينية وهو يتعمد الإساءة إلى المعتقدات الدينية لطائفة كبيرة في المجتمع العراقي؛ ممّا يتسبب في إثارة النعرات الطائفية والكراهية بين أبناء الشعب الواحد".

الغريري: هل أصبح السؤال حراماً؟ 

وقد ردّ الشيخ عداي الغريري على الإجراءات التي اتُخذت بحقه من قبل ديوان الوقف السنّي العراقي، وقيام بعض المحسوبين على المرجعيات الدينية بتقديم شكاوى ضده لدى القضاء، وقال: "سألت سؤالاً استفهامياً، قلت لماذا لا يذهب المراجع إلى الحج فنتعلم منهم، مثل ما أدى المناسك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كيف كان يحج مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟ والداعي لهذا السؤال ما قرأت أنّه في الفقه الشيعي عند إخواننا الشيعة أنّ للحج تسهيلات أكثر من الفقه السنّي".

وأضاف: "أنا لا أقصد الإساءة لأحد، وهذه الحملة استهداف شخصي بحقي، فهل أصبح السؤال حراماً؟ ألم يتحاور ربّ العالمين مع إبليس، وإبراهيم عليه السلام تحاور مع ربّ العالمين، وقال ربّ أرني كيف تحيي الموتى، وموسى عليه السلام أيضاً سأل الله سبحانه وتعالى قال ربّي أرني أنظر إليك".

وتابع قوله :"هذه أمور بديهية، سؤال ما قصدت به اتهاماً، ولا قصدت به استنقاصاً، ولا قصدت به الإساءة لأحد، وأمّا ما يدار الآن بالساحة، فهو استهداف شخصي".

مؤثر على منصات التواصل

قلّما يتنافس رجال الدين المؤثرون والمشاهير على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، لكنّ الأسلوب الشعبي للخطاب الديني الذي يتبنّاه الشيخ عداي الغريري أكسبه العديد من المتابعين والمدافعين عنه، ويعتقد البعض أنّه يمثل لسان الشارع المحلي الناقم على الأوضاع الجارية في البلاد.

الغريري: أنا لا أقصد الإساءة لأحد، وهذه الحملة استهداف شخصي

ويتحدث الغريري عن النفط والغاز، والسياسة والاقتصاد، والتنوع الاجتماعي، وبرنامج الحماية الاجتماعية الذي تقدمه الحكومة للفئات المسحوقة، فضلاً عن نقد الظواهر السلبية.  

وبمزيج من المعلومات الدينية والاجتماعية، وواقع العراقيين، مصبوغة بالعصبية والغضب، يبني الغريري خطبته التي تنتشر كالنار في الهشيم بعد ساعات على نشرها من قبل فريقه الإعلامي.

وصنع الغريري، بمثل تلك المقطوعات، التي يصوّرها وينشرها على قناته في اليوتيوب، مادةً دسمة، لمتصفحي موقع (تيك توك) للمقاطع الصغيرة، فضلاً عن تحفيز سوق الانتقادات وإبداء الرأي في ما يجب على الخطيب أن يكون، وصولاً إلى مطالبات بإبعاده عن المنبر.  

ويُعلّق الخطيب السنّي على الانتقادات لأسلوبه في الخطابة: "أتحدث في بعض الأحيان باللغة العامية ليفهمها الشارع، ولكنّ خطبي مختلفة عن البعض، لأنّني أتناول الفساد الحاصل والحالات السلبية". 

ويؤكد: "أنا رجل دين مؤتمَن، وهذا جزء من مسؤولياتي، أن أنقل معاناة الفقراء، وأنقل ما يدور من فساد في هذا البلد، وفي النهاية فإنّ المقبولية أمر يحدده المجتمع ووسائل الإعلام". 

مواضيع ذات صلة:

"رفض" لمعادلة الحكم الطائفي... حركة عابرة للحزبية في العراق

العراق: أزمة الكهرباء تحرج حكومة السوداني... ما دور واشنطن وطهران؟

في سوريا والعراق... ماذا ينتظر الأكراد بعد فوز أردوغان



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية