علب فول وجذوع نخل... هكذا طورت ميليشيات الحوثي الألغام المتفجرة

تحدّث أسامة القصيبي مدير مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام عن أغرب العبوات الناسفة التي واجهت فريقه في اليمن، وهي تحويل علب الفول إلى متفجرات، وذلك عبر وضع قطع حديدية وبارود وحشوة منفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها.

القصيبي أكد أنّ فريقه اكتشف من خلال العمل الميداني أنّ ميليشيات الحوثي طورت ألغاماً محلية الصنع، واختلفت نوعية الألغام واختلف التطور والتكنولوجيا الداخلة فيها والتفكير على مدار أعوام الانقلاب الحوثي.

تحدث القصيبي عن أغرب العبوات الناسفة التي واجهت فريقه في اليمن، وهي تحويل علب الفول إلى متفجرات

وأكد القصيبي لصحيفة "الشرق الأوسط" أنّ من أكثر أنواع الألغام والعبوات الناسفة التي تعاملت معها فرق "مسام"، التي تم تطويرها وتمويهها من قبل الميليشيات الانقلابية، ما كان على شكل أحجار وخرسانات حديدية وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة.

وأضاف: "من الغرائب أنّ الميليشيات حوّلت علب الفول إلى متفجرات، حيث تضع قطعاً حديدية وكمية من البارود وحشوة متفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها، بالإضافة إلى تمويه العبوات الناسفة على شكل صخور مفخخة أو جذوع نخل متفجرة، ووضعها في مزارع المواطنين"، إلى جانب تعامل مشروع "مسام" مع عبوات ناسفة في إطارات السيارات.

أكثر أنواع الألغام التي تم تطويرها من قبل الميليشيات الانقلابية ما كان على شكل أحجار وخرسانات حديدية وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة

وتابع أسامة القصيبي قائلاً: "تمكّنا من نزع كميات هائلة من الألغام المموهة والخطيرة شديدة الانفجار... وتستهدف ميليشيات الحوثي من عملية زرع الألغام المموهة الأماكن البسيطة والقرى، حيث يلعب الأطفال في الشوارع ويذهب الفلاحون إلى الحقول، كما تستهدف المدارس وحتى مصادر المياه"، لافتاً إلى أنّ مشكلة الألغام في اليمن قديمة، "فهناك ألغام زُرعت في اليمن خلال الحروب الـ (6) الماضية، وكانت ألغاماً تقليدية، لكنّنا اليوم نواجه ألغاماً أرضية مضادة للدبابات والأفراد من نوعية جديدة".

ووفقاً لمدير عام مشروع "مسام"، فقد تمّت زراعة الألغام في (18) محافظة يمنية، ويعمل المشروع من خلال فرقه على تطهير (11) محافظة بالفعل؛ هي: صنعاء، والحديدة، وعدن، والبيضاء، والجوف، ولحج، ومأرب، وشبوة، وتعز، والضالع، وصعدة، مبيناً أنّ إجمالي المساحات من الأراضي المطهرة منذ بداية عمل المشروع حتى الآن بلغ (44.122.922) مليون متر مربع.

تستهدف ميليشيات الحوثي الأماكن البسيطة والقرى حيث يلعب الأطفال ويذهب الفلاحون إلى الحقول، كما تستهدف المدارس وحتى مصادر المياه

ومنذ انطلاق المشروع نزعت فرق العمل (386) ألف لغم وذخيرة غير متفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها الميليشيات الحوثية بعشوائية ومن دون خرائط في مختلف المحافظات اليمنية.

85 بالمئة من الألغام التي نزعتها فرق "مسام" هي "محلية الصنع، وتم تطويرها لتلحق أكبر ضرر ممكن تجاه المدنيين"، مشيراً إلى أنّ فرق "مسام" لا تقوم بنزع ألغام تقليدية كما هو متعارف عليه دولياً، بل تواجه ما سمّاها "حرباً" ضد الألغام الحوثية الموجودة في اليمن.