عواصم أوروبية تدرس حظر "الذئاب الرمادية"

عواصم أوروبية تدرس حظر "الذئاب الرمادية"


07/11/2020

بعد قرار السلطات الفرنسية الرسمي الأسبوع الماضي بحظر منظمة "الذئاب الرمادية" التركية المتطرّفة على أراضيها، تدرس عواصم أوروبية أخرى حظر المنظمة اليمينية القومية التي تورّطت على مدى عقود في عمليات إرهابية استهدفت الأكراد والأرمن والعرب، داخل تركيا وخارجها.

وتمثل منظمة "الذئاب الرمادية" الجناح العسكري غير الرسمي لحزب "الحركة القومية" اليميني المتطرّف شريك وحليف حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يقوده الرئيس أردوغان. وقد أتاح تحالفهما منذ سنوات دخول عناصر المنظمة إلى مؤسسات الدولة.

 

المنظمة تورّطت بنحو 700 عملية اغتيال بين عامي 1974 و1980، إضافة إلى استهداف الأكراد والأرمن والعرب

 

وعُرِفت المنظمة التركية بهذا الاسم لأنّ عناصرها ومؤيديها يرفعون إصبع السبابة والخنصر، بينما تنضم باقي الأصابع إلى بعضها البعض لإظهار ما يشبه رأس ذئب، وهي شارة اعتاد الرئيس التركي على رفعها مراراً خلال خطاباته لأعضاء حزبه. وقد رفعها أيضاً عناصر من الجيش التركي على الأراضي السورية.

وكان عناصر "الذئاب الرمادية" قد خرجوا في احتجاجات معادية للأرمن في مدن فرنسية عدة. كما أنهم كتبوا اسم منظمتهم على نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمينية في مدينة ليون الفرنسية. وقبل ذلك بأشهر اعتدوا على احتجاجات كردية وأخرى أرمينية في فرنسا وألمانيا والنمسا.

وبحسب السلطات التركية، فإنّ هذه المنظمة تورّطت بنحو 700 عملية اغتيال بين عامي 1974 و1980، إضافة إلى استهداف الأكراد والأرمن والعرب العلويين في تركيا. كما أنّ عناصرها قد حاربوا في قبرص وسورية وأذربيجان والصين والشيشان وغيرها من الدول.

وتستهدف المنظمة الأكراد والأرمن، وقد دعت في منشورات منسوبة إليها إلى تطهير عرقي لهذين الشعبين. وبحسب دراسات أعدتها مراكز أمنية أوروبية، فإنّ في ألمانيا وحدها يوجد بشكل سرّي حوالي 20 ألفاً من عناصر منظمة "الذئاب الرمادية".

 

كمال جان: حكومة أنقرة تدعم أنشطة الذئاب الرمادية، وحظرها يأتي أيضاً للحد من النفوذ التركي على الأراضي الأوروبية

 

وفي السياق، أكد محلل سياسي تركي مختص بالشؤون الخارجية لبلاده، وهو أيضاً صحافي يراقب أنشطة الجماعات التركية المتطرّفة، "أنّ لدى هذه المنظمة الفاشية وضعاً قانونياً يختلف من بلد إلى آخر، ويتواجد عناصرها في أوروبا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي".

وقال الصحافي التركي كمال جان، الذي يعمل لدى صحيفة "دوفار" غير الحكومية، في تصريح نقلته العربية: إنّ "حظر منظمة الذئاب الرمادية داخل الأراضي الفرنسية، جاء نتيجة للتوترات المستمرة بين أنقرة وباريس، كما أنّ هناك دوافع أخرى لدى الأخيرة باتخاذ هذا القرار، وهو ظهور عناصر المنظمة في احتجاجات مضادة للأكراد والأرمن في فرنسا مؤخراً".

وأضاف: إنّ "حكومة أنقرة تدعم أنشطة الذئاب الرمادية، ولذلك حظرها يأتي أيضاً للحد من النفوذ التركي على الأراضي الفرنسية، ونتيجة ذلك سارعت وزارة الخارجية في أنقرة إلى التعليق سريعاً، وقد توعّدت باتخاذ الرد المناسب".

وتابع: إنه "من غير الواضح إلى الآن ما الذي ستفعله وزارة الخارجية التركية رداً على حظر باريس لمنظمة الذئاب الرمادية، ولكن بكل الحالات ستحاول إظهار القرار الفرنسي على أنه مزدوج فيما يتعلق بشروط إنشاء الجمعيات الأجنبية على أراضيها".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية