عودة سوريا إلى الحضن العربي تدمر مصادر تمويل حزب الله

عودة سوريا إلى الحضن العربي تدمر مصادر تمويل حزب الله

عودة سوريا إلى الحضن العربي تدمر مصادر تمويل حزب الله


16/05/2023

وجه الاتفاق العربي الذي تم بموجبه إعادة سوريا إلى مقعدها جامعة الدول العربية، ضربة موجعة لميليشيا حزب الله اللبناني نظراً للالتزامات التي ستقدمها سوريا في ملفي الأسلحة والمخدرات.

وتبنى وزراء الخارجية العرب أخيراً، قراراً تم بموجبه إعادة تفعيل مقعد سوريا المجمد في جامعة الدول العربية منذ 2011 على خلفية الأزمة الدامية.

ولم يذكر البيان الصادر عن الجامعة العربية أي تفاصيل، في وقت تحدثت فيه مصادر عن التزامات قدمتها دمشق من بينها وقف انتشار الميليشيات والسلاح والمخدرات.

وعشية القرار، أمرت دمشق ميليشيات تنتمي إلى إيران بإنزال أعلامها ورفع العلم السوري المعترف فيه دولياً، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام محلية عن مداهمات شنها الأمن السوري على أوكار للمخدرات.

وشكلت الغارة الجوية المجهولة التي أدت إلى تدمير معمل للمخدرات ومقتل تاجر مخدرات بارز مرتبط بحزب الله، الأسبوع الماضي، ضربة كبرى لتجارة المخدرات التي ترعاها الميليشيا.

ويقول الناشط الإعلامي في مدينة السويداء السوري أحمد العلي لـ"24"، إن مقتل تاجر المخدرات مرعي الرمثان، بعث بمخاوف كبيرة في نفوس العاملين مع الميليشيات في ترويج المواد المخدرة.

وقال إن "الغارة الجوية التي نسبت للأردن دفعت الكثير من العاملين في نقل المخدرات وصناعتها إلى مراجعة حساباتهم خوفاً من التصفية أو الاعتقال".
لكن الأردن لم ينف أو يؤكد وقوفه وراء مقتل الرمثان وقصف معمل المخدرات داخل الأراضي السورية.

ورغم توقعاته بعدم انتهاء الحرب على المخدرات قريباً، يقول المحلل السياسي الأردني عامر ملحم، إن التطورات الأخيرة قد تقضي على الجزء الأكبر من تجارة المخدرات.

ويرى ملحم أن الأخبار القادمة من دمشق تشير إلى جدية في التعامل مع ملف المخدرات من خلال التنسيق مع الأردن والدول العربية، الأمر الذي قد يسهم بالقضاء على الأنشطة التي ترعاها الميليشيات.

طريق المخدرات

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، استغل حزب الله اللبناني حالة الانفلات الأمني، لتأسيس وتوسيع شبكة المخدرات الخاصة به.

ووسع حزب الله خريطة تجارة المخدرات بعدما ضاعف إنتاجه ليجعل من لبنان، أحد أكبر منتجي حبوب الكبتاغون المخدرة، إضافة لإنشائه مصانع في سوريا.

وتحدثت تقارير في وقت سابق عن إدارة الميليشيا لمصانع في مناطق القصير القريبة من الحدود اللبنانية، ومواقع قريبة من العاصمة السورية دمشق.

في عام 2021، قال مركز التحليل والبحوث العملياتية البحثي، في تقرير عن سوريا، إنها أصبحت دولة مخدرات لنوعين رئيسين يثيران القلق هما الحشيش والكبتاغون.

وحمل التقرير الذي نشرته صحيفة غارديان البريطانية، الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها حزب الله مسؤولية تفشي المخدرات التي تستخدم كمصدر تمويل.

وتحدث التقرير عن الطريق التي أنشأها الحزب لتمرير المخدرات من لبنان إلى سوريا، قبل محاولة تهريبها نحو دول عربية أخرى عبر وسطاء متعاونين مع الميليشيات.

سهولة التصنيع

وتعد مخدرات الكبتاغون التي تنتجها معامل حزب الله، سهلة التصنيع نظراً لتوفر موادها الخام بكثرة في الأسواق.

وقال أستاذ كيمياء طلب عدم نشر اسمه، إن الكبتاغون يتم تصنيعه من نشا الذرة والكافيين وأحماض ومواد كيميائية متوفرة بسهولة بالأسواق.

ويشير إلى أن المصنع لا يحتاج إلا لعمال وخبير في الكيمياء لإنتاج كميات كبيرة من هذه المواد التي تؤدي إلى تلف خلايا الدماغ بعد فترة من استخدامها، وفق قوله.

ويفسر حديث أستاذ الكيمياء سبب انتشار مصانع الكبتاغون بكثرة في لبنان وسوريا.

ويعد نوح زعيتر اللبناني المطلوب بقضايا مخدرات وعنف، أحد أبرز مصنعي وتجار المخدرات في لبنان، ويعمل تحت غطاء يوفره ميليشيا حزب الله.

ولا يعد زعيتر الوحيد الذي يستخدمه حزب الله لإخفاء صلته بتجارة المخدرات، إذ يرتبط بعلاقات كثير مع أسماء تتاجر في المخدرات خصوصاً في منطقة البقاع، شرقي بيروت.

وأصدر لبنان حكماً بالسجن المؤبد بحق زعيتر إلا أن الأجهزة الأمنية لم تفلح باعتقاله بسبب فراره واستخدامه لمجندين في مقاومة قوى الأمن.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية