فرنسا تحظر الحجاب في كرة القدم النسائية... لماذا؟

فرنسا تحظر الحجاب في كرة القدم النسائية... لماذا؟

فرنسا تحظر الحجاب في كرة القدم النسائية... لماذا؟


02/07/2023

صار الحجاب يثير الكثير من ردود الفعل الفرنسية في المؤسسات التربوية والمسابح وأخيراً في ملاعب كرة القدم النسائية، وقد أيّد مجلس الدولة الفرنسي الخميس حظراً على ارتداء الحجاب في مباريات كرة القدم النسائية.

يأتي ذلك ضمن مساعي فرنسا للحفاظ على هويتها العلمانية في إطار الجدل الواسع الذي يثار حول الرموز الدينية، لا سيّما أنّ السلطات الفرنسية باتت تبذل ما في وسعها مؤخراً  لمحاصرة ما يسمّيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانفصالية الإسلامية التي بدأت تسيطر على ظهور الجالية المسلمة في المساجد وغيرها. 

السلطات الفرنسية باتت تبذل ما في وسعها لمحاصرة ما يسمّيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانفصالية الإسلامية

هذا، واعتبر مجلس الدولة، وهو بمثابة المحكمة العليا، في قراره أنّ اللاعبات يقمن بخدمة عامة وبالتالي لا يخضعن لواجب "الحياد"، ولكن يمكن للاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن يسن القوانين التي يراها ضرورية لـ "حسن سير المباريات".

وأوضح مجلس الدولة في بيان صحفي أنّ "الاتحادات الرياضية، المسؤولة عن ضمان حسن سير الخدمات العامة المنوطة بإدارتها، يمكنها أن تفرض شرط الحياد على اللاعبات من ناحية الملابس أثناء المنافسات والأحداث الرياضية، من أجل ضمان حسن سير المباريات ومنع أيّ صدام أو مواجهة".

تطبق فرنسا قوانين تهدف إلى حماية نموذجها العلماني الصارم الذي قال الرئيس إيمانويل ماكرون إنّ الإسلاميين يشكلون خطراً عليه

وكانت جماعة "المحجبات" قد طعنت في شرعية المادة الأولى من لوائح الاتحاد الفرنسي للعبة التي تحظر منذ عام 2016 "ارتداء أيّ علامة أو ملابس تظهر بوضوح الانتماء السياسي أو الفلسفي أو الديني أو النقابي".

واستندت بشكل خاص إلى قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي سمحت للاعبات منذ 2014 بارتداء الحجاب خلال المشاركة في المسابقات الدولية.

وحصلت هذه الجماعة على دفع معنوي الإثنين، عندما خلص المستشار القانوني للدولة إلى أنّ القاعدة غير مبررة؛ وذلك باعتبار أنّه لا توجد "دعوة" ولا "استفزاز" بمجرد ارتداء الحجاب أو "ضرورة الحياد"، ممّا أدى إلى موجة من الإدانات السياسية.

وكانت الجماعة، التي أُنشئت في فرنسا عام 2020 والمكونة من لاعبات كرة القدم، قد تقدمت بطلب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 تطالب فيه بالسماح للاعبات المسلمات بارتداء الحجاب أثناء المباريات.

من جانبه، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان المتشدد في تطبيق القوانين والأنظمة الثلاثاء: "يحدوني أمل كبير في أن يحافظ (القضاة) على الحياد في الملاعب الرياضية".

كانت جماعة "المحجبات" قد طعنت في شرعية المادة الأولى من لوائح الاتحاد الفرنسي للعبة

وكتبت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن على موقعها في (تويتر): "لا للحجاب أثناء ممارسة الرياضة، وسنصدر قانوناً لضمان احترام ذلك".

لكنّ محامية جماعة "المحجبات" ماريون أوجييه قالت إنّها استاءت من هذا القرار الذي "يهز العلمانية وحرية التعبير"، و"يقوض (30) عاماً من الاجتهاد القضائي" بشأن هذه المسألة.

وتطبق فرنسا، التي فيها إحدى أكبر الأقليات المسلمة في أوروبا قوانين تهدف إلى حماية نموذجها العلماني الصارم، الذي قال الرئيس إيمانويل ماكرون: إنّ الإسلاميين يشكلون خطراً عليه.

يُذكر أنّه في 2014 أيدت المحكمة العليا الفرنسية حكماً يقضي بتسريح عاملة رعاية يومية مسلمة بعد ارتدائها الحجاب في روضة أطفال خاصة تطبق على موظفيها قواعد حيادية صارمة، ومنعت فرنسا، التي توجد فيها أكبر جالية مسلمة في أوروبا، ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية عام 2004.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية