في أربعينية مهسا أميني... الإيرانيون يتحدون النظام.. هذا ما فعلوه

في الذكرى الـ (40) لوفاتها بعد (3) أيام على احتجازها من "شرطة الأخلاق"، بدأ إيرانيون يتجمعون منذ صباح اليوم الأربعاء في مقبرة في محافظة كردستان الإيرانية حيث دُفنت مهسا أميني، في تحدٍّ جديد للإجراءات الأمنية المشددة المفروضة لتكريمها مع انتهاء فترة الحداد.

وردد عشرات النساء والرجال الذين تجمعوا في مقبرة آيجي في سقز، البلدة التي تتحدر منها مهسا أميني في كردستان بغرب إيران: "امرأة، حياة، حرّية"، و"الموت للديكتاتور"، بحسب مقاطع فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي.

ردد عشرات النساء والرجال الذين تجمعوا في مقبرة آيجي في سقز، البلدة التي تتحدر منها مهسا أميني: "امرأة، حياة، حرّية"، و"الموت للديكتاتور"

والثلاثاء نشرت وكالة "إرنا" بياناً، قالت إنّ العائلة أصدرته، جاء فيه: "نظراً للظروف ومن أجل تجنّب أيّ مشكلة مؤسفة، لن نحيي ذكرى مرور (40) يوماً" على وفاة مهسا، ويؤكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أنّ أجهزة الأمن حذّرت عائلة أميني من إقامة مراسم في ذكرى وفاتها والطلب من الناس زيارة قبرها الأربعاء في محافظة كردستان، وإلا "عليهم أن يقلقوا على حياة ابنهم".

برغم ذلك دخل عشرات السكان إلى البلدة الأربعاء، عبر الحقول وعلى طول الطرقات بالسيارات وعلى دراجات نارية، بحسب الصور التي نشرتها منظمة هنكاو التي يوجد مقرها في النرويج.

أجهزة الأمن حذّرت عائلة أميني من إقامة مراسم في ذكرى وفاتها والطلب من الناس زيارة قبرها

وكان النشطاء قد أطلقوا دعوات لإضرابات ومظاهرات حاشدة اليوم الأربعاء، وطلب النشطاء من المحتجين تنظيم الاحتجاجات لتستمر طوال اليوم.

بالتزامن، بدأ عمال مصفاة نفط في طهران إضراباً عن العمل اليوم، حسبما أظهر مقطع فيديو نشره حساب (تصوير1500) الذي يحظى بمتابعة كبيرة على تويتر.

هذا، ونظّم طلاب في مدن مختلفة، مثل طهران وقم وغيرها، تجمعات احتجاجية عشية أمس الثلاثاء، بما في ذلك في جامعة "قم"، وبحضور المتحدث باسم حكومة إبراهيم رئيسي، تأتي هذه التطورات بينما تلزم إيران الطالبات في هذه الجامعة بارتداء العباءة،  ويتم الفصل بين الجنسين في المطعم والصفوف الدراسية.

وهتف طلاب في جامعة "جمران" في الأهواز في محافظة خوزستان (جنوب غرب): "قد يموت طالب، لكنّه لن يقبل الإذلال"، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

منظمة العفو الدولية: إنّ قمع المظاهرات في إيران أدى إلى مقتل (23) طفلاً على الأقل

وقد قاطع طلاب كلمة للناطق باسم الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي في جامعة خوجه نصير بطهران، بحسب تسجيلات مصورة نشرتها صحيفة "هم هيمان" الإصلاحية، وفي الفيديو  يُسمع الطلاب وهم يصرخون بوجه علي بهدوري جهرمي: "أيّها المتحدث، انصرف من هنا"، و"لا نريد نظاماً فاسداً، لا نريد قاتلاً".

وتوفيت الشابة أميني (22) عاماً، وهي إيرانية من أصل كردي، في 16 أيلول (سبتمبر)، بعد (3) أيام على توقيفها من شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر.

وتقول "منظمة العفو": إنّ قمع المظاهرات في إيران أدى إلى مقتل (23) طفلاً على الأقل، بينما قالت "إيران هيومن رايتس" الثلاثاء: إنّ (29) طفلاً على الأقل قُتلوا، وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات جماعية بحق المتظاهرين ومؤيدين لهم، من بينهم أكاديميون وصحفيون ونجوم موسيقى.