كتيبة نسائية تابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور .. ما مهامها؟

لا تستهدف الرجال فقط... كتيبة نسائية في دير الزور لإغواء أعداء إيران

كتيبة نسائية تابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور .. ما مهامها؟


04/10/2023

بينما تؤكد تقارير أمريكية متطابقة أنّ إيران "أكبر دولة داعمة للإرهاب"، تم تداول معلومات مسرّبة عن خطة تعدّها ميليشيا (الباقر) التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، لتأسيس كتيبة نسائية في مدينة الميادين، شرقي دير الزور، تحت مسمّى (كتيبة الزهراء).

هذه المعلومات ذكرت أنّ قائدة الكتيبة، التي كانت هويتها ما تزال مجهولة، استعانت بكوادر نسائية قيادية من منظمات حزب البعث في مدينة البوكمال، من أجل تحقيق هدفها. وأضافت أنّ تلك المنظمات قامت بفتح مقار لهذه الكتيبة، الأوّل في حي الجورة، والثاني في منطقة المعري بمدينة البوكمال، توكل إليها مهمّات استخباراتية.

خطة تعدّها ميليشيا (الباقر) التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، لتأسيس كتيبة نسائية شرقي دير الزور تحت مسمّى (كتيبة الزهراء).

ويقود ميليشيا (الباقر) نواف راغب البشير، وهو أحد شيوخ عشيرة البكارة في ديرالزور، الذي انشقّ عن المعارضة السورية، وانتقل إلى الحضن الإيراني بموجب صفقة حفظت له جزءاً كبيراً من نفوذه ومصالحه في المنطقة.

ويبدو أنّ الهدف من تأسيس الكتيبة النسائية ليس عسكرياً كما يوحي اسمها، بل يقتصر على القيام بأعمال التجسس، باستخدام أساليب إغواء خاصة تهدف إلى الايقاع بالشخصيات المناهضة للوجود الإيراني في ديرالزور، وفق ما نقله موقع (النهار العربي) عن  شبكة (بلدي نيوز) السورية المعارضة.

التقرير اكتفى بذكر اسم قائدة الكتيبة الأول، وهو (منار)، مضيفاً أنّ المرأة تحمل الجنسية العراقية، وهي خبيرة في فنون التجسس. ويقع مقر الكتيبة في فيلات البلدية بديرالزور، وواجهته عادية لا تثير الشكوك حول التشكيل السرّي الذي يعمل بداخله.

الهدف من تأسيس الكتيبة النسائية ليس عسكرياً كما يوحي اسمها، بل يقتصر على القيام بأعمال التجسس باستخدام أساليب إغواء خاصة.

ويبلغ تعداد الكتيبة حالياً حوالي (150) امرأة من أعمار وخلفيات مختلفة، وتغلب عليهن الجنسيات السورية واللبنانية والعراقية، ومن بين هذا العدد هناك (39) امرأة من محافظة ديرالزور، تمّ تجنيدهن للتجسس لصالح الإيرانيين.

ويعتمد تكتيك الاستقطاب والتجنيد في الكتيبة على جذب النساء بعروض عمل في المجال الإنساني، واستغلال رغبتهن في مساعدة الآخرين وكسب المال لأسرهن. وفي سياق هذا العمل "الإنساني"، يتمّ تكليفهن لاحقاً "بمهام أمنية" صغيرة ينلن مكافآت مالية عليها.

وبحسب التقرير، يتمّ تشجيعهن مع الوقت، بشكل أكبر على تحمّل المجازفات الأمنية والمخاطرة بالسمعة، وتحفيزهن بمكافأة مالية أكبر، بينما يتمّ استقطاب نساء أخريات بالمخدرات، إمّا باستغلال حالة إدمان موجودة مسبقاً لديهن، وإمّا عن طريق التوريط بالإدمان من قِبل صديقاتهن اللواتي يعملن في الكتيبة، وسرعان ما يتمّ الإيقاع بهن وتهديدهن بالفضيحة الاجتماعية، ليتمّ بعد ذلك ابتزازهن من قِبل قادة الحرس الثوري الإيراني، حيث يجدن أنفسهن محاصرات في فخ لا مفرّ منه سوى بمواصلة السير في الطريق ذاته.

وأفادت مصادر من داخل التشكيل النسائي أنّ الكتيبة لا تتلقّى أيّ أموال من الميليشيات الإيرانية، بل تشتري الحشيش المخدّر والكبتاغون الذي تنتجه تلك الميليشيات بأسعار مخفّضة، لتقوم بإعادة بيعه بأرباح كافية لاستمرار العمل. كما يقوم بعض رجال الأعمال بإيعاز من قيادة الحرس الثوري الإيراني بالتبرّع بمبالغ مالية لصالح الكتيبة.

هذه العمليات تُمكّن الكتيبة من دفع رواتب شهرية للنساء العاملات فيها، حيث تحصل النساء الأجنبيات غير السوريات على ما يقرب من (5) ملايين ليرة سورية شهرياً، في حين تتقاضى السوريات من خارج محافظة ديرالزور (2) مليون ليرة سورية، أمّا النساء المحليات من ديرالزور، اللواتي يمكن استغلالهن عبر التهديد بالفضيحة داخل مجتمعاتهن، فيحصلن على الأجر الأقل، وهو مبلغ (1.2) مليون ليرة سورية فقط شهرياً.

ويتركّز عمل الكتيبة على الإغواء والإيقاع بالضحايا للحصول على المعلومات والتعاون، حيث يقوم مكتب أمن الحرس الثوري الإيراني برئاسة "الحاج علي" بتحديد اسم الهدف ومعلومات عنه، فتختار قيادة الكتيبة الفتاة الأنسب للتعامل مع الهدف، وتشرع في تهيئة الظروف لإدخالها في حياته، وما أن تتمكن الفتاة من التواصل مع الشخص المعني، تبدأ عملية تطوير علاقة عاطفية وجنسية. وتبلغ هذه العملية ذروتها عند الحصول على المعلومات المطلوبة، مثل المستمسكات والفيديوهات وغيرها من المستندات التي يمكن استخدامها لابتزاز الهدف، وتنتهي بعض العمليات باعتقال الشخص، أو حتى اغتياله على يد الفتاة، وغالباً عن طريق التسميم، وفق ما أوضح التقرير السابق.

يعتمد تكتيك الاستقطاب والتجنيد في الكتيبة على جذب النساء بعروض عمل في المجال الإنساني، واستغلال رغبتهن في مساعدة الآخرين.

وذكر التقرير نماذج عن بعض العمليات التي قامت بها الكتيبة ضدّ نشطاء ومعارضين سوريين للوجود الإيراني في سوريا، حيث انتهى الأمر بمعظمهم إلى الاعتقال بعد ثبوت اتهامات ضدّهم، وتوفّر أدلة عن علاقاتهم مع معارضين في الخارج.

وتكاد كل هذه العمليات تتشابه من حيث الخطة المُستخدمة، حيث يجري زجّ إحدى العميلات في حياة الناشط المستهدَف، والتدرّج معه في العلاقة حتى يبوح أمام العميلة بمعلومات خاصة عن نشاطه، بما يمكن الكتيبة من استخدامه ضدّه لإدانته.

ففي العملية التي استهدفت الناشط (ي. ج) على سبيل المثال، وهو شاب مثقف ومهتم بتراث ديرالزور. بُعيد طلاقه من زوجته، أرسلوا إليه فتاة لبنانية تبلغ من العمر (24) عاماً، ادّعت أنّها صحفية متخرجة حديثاً وتُجري تحقيقاً عن تاريخ وتراث ديرالزور، وتطورت العلاقة إلى "حب" انتهى به في السجن، بعد أن كشف لها عن علاقاته مع معارضين في الخارج.

ولا تستهدف الكتيبة الرجال فقط، بل تجمع أيضاً معلومات عن المجتمع في كل أنحاء محافظة ديرالزور، حيث يتمّ أيضاً جمع الأدلة عن الناشطات المناهضات لإيران في مدينة ديرالزور، بعد التقرّب منهن وإقامة صداقات معهن.

يُذكر أنّ إحدى المنتسبات إلى الكتيبة، وتُدعى (منال) تمكنت من الإيقاع بـ (3) نساء، بعد أن سجّلت أدلة ضدّهن بشكل سرّي، ممّا أدّى إلى اعتقالهن وسجنهن. وتؤدي هذه الاعتقالات عادة إلى كشف المزيد من المناهضين للوجود الإيراني، وبالتالي إلى مزيد من الاعتقالات التي تستند في بعض الأحيان إلى أدلة بسيطة أو حتى مجرد الاشتباه.

الصفحة الرئيسية