ككل ليلة عيد

ككل ليلة عيد

ككل ليلة عيد


09/04/2024

الحبيب الأسود

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تسترجع الذاكرة تلك الأغاني التي تعبر عن البهجة والفرح، وتخترق جدران الزمن لتؤكد جدارتها بالخلود، ومن بينها أغنية “يا ليلة العيد” لكوكب الشرق أم كلثوم، التي سرعان ما تتحول إلى نشيد رسمي لاستقبال المناسبة السعيدة.

ورغم مرر 87 عاما على ظهورها لأول مرة، إلا أنها لا تزال تحظى بمساحات مهمة من البث في مختلف الاذاعات العربية من عمان إلى موريتانيا، وفي الإذاعات الناطقة بالعربية في مختلف دول العالم من كندا إلى أستراليا، وهو ما يعني أن الفن الجميل قادر على كسر قواعد الزمان والمكان، وعلى أن يتحول هو بنفسه إلى قاعدة بخصوصيات الموهبة التي كانت وراء إنجازها.

تقول القصة، إن أم كثوم استمعت في أحد أيام 1937 إلى بائع جائل أمام الإذاعة وهو يلفت انتباه المارة إلى بضاعته، بعبارة “يا ليلة العيد أنستينا”، فاختطفت تلك العبارة وقررت أن تجعل منها مطلعا لأغنية جديدة، وعندما دخلت مبنى الإذاعة قابلت الملحن زكريا أحمد ومعه صديقه الشاعر بيرم التونسي الذي طلبت منه كتابة كلمات أغنية وفق ذلك المطلع. لكن وعكة طارئة فرضت عليها العودة إلى بيتها، فاتصلت بالشاعر أحمد رامي وكلفته بالمهمة ثم اتصلت بالملحن رياض السنباطي وأطلعته على النص، وتم بالفعل تسجيل الأغنية لتحقق رواجا كبيرا.

تم تقديم الأغنية في فيلم “دنانير” في العام 1939 حتى تشدو بها أمام الخليفة هارون الرشيد ورئيس وزرائه جعفر البرمكي الذي تحبه البطلة فيما بعد، ولكن تم حذف الأغنية من أحداث الفيلم بناء على إصرار أم كلثوم نفسها، لتصبح مرتبطة أكثر بليلة العيد.

وفي ليلة عيد الفطر مساء 29 رمضان في العام الهجري 1363، الموافق 17 سبتمبر من عام 1944، أدت أم كلثوم الأغنية في حفل للنادي الأهلي المصري، وأضافت مقطع “يا نيلنا، ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد”. وذلك نظرا لحضور الملك فاروق الحفل، والذي كان مناسبة ليعلن من خلالها عن منح كوكب الشرق لقب “صاحبة العصمة” الذي لم يكن يمنح إلا للملكات والأميرات.

ومنذ ذلك التاريخ، لا تزال تلك الأغنية تمثل أحد أهم خصوصيات العيد والاحتفال به في البلاد العربية مع الانطلاق في بثها لحظة التأكد من ظهور هلال شوال.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية