كورونا في إيران: مؤشرات على فشل برنامج التطعيم... ما قصة اللقاحات المزيفة؟

كورونا في إيران: مؤشرات على فشل برنامج التطعيم... ما قصة اللقاحات المزيفة؟


19/08/2021

حذّر مركز الإحصاء والمعلومات في وزارة الصحة الإيرانية من زيادة إصابات ووفيات الأشخاص الذين تم تطعيمهم، ممّا يعتبر مؤشراً على الفشل الكامل لبرنامج التطعيم في البلاد.

ووفقاً لوثيقة نشرتها وكالة "إيران إنترناشيونال"، فإنّ عدد الوفيات بين الذين تم تطعيمهم، وخاصة المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، أعلى عشرات المرات من المعيار العالمي.

وقال مركز المعلومات بوزارة الصحة: "عدم انتظام التباعد بين الجرعتين الأولى والثانية، وتجاهل نوع اللقاح المستخدم لدى الناس، هما السبب في زيادة الوفيات".

وأضاف المركز وفقاً للوثيقة: "حتى الآن أصيب أكثر من 91 ألف شخص ممّن تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بفيروس كوفيد -19 بعد أسبوعين وتم نقلهم إلى المستشفيات، ومتوسط عمر هؤلاء الناس ما بين 60 و90 عاماً"، وتوفي حوالي 8500 من الذين نقلوا إلى المستشفى.

وذكر المركز: أنّ أولئك الذين ماتوا بعد تلقي الجرعة الأولى لإصابتهم بمرض كورونا كانوا في الغالب في السبعينيات والثمانينيات من العمر، ومن بين أولئك الذين تلقوا جرعتين من اللقاح، ويقال إنهم تلقوا التطعيم بالكامل، أصيب حوالي 23000 شخص بفيروس كورونا.

وحتى وقت إعداد تقرير مركز الإحصاء وتكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الصحة، تلقى حوالي 2.7 مليون شخص جرعتين من اللقاح، وبلغت نسبة الإصابة بالأعراض بينهم 6000 لكل مليون، وهو عدد أعلى بكثير من إحصاءات البلدان الأخرى.

 

وثيقة رسمية: عدد الوفيات بين الذين تم تطعيمهم، وخاصة المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، أعلى عشرات المرات من المعيار العالمي

 

وتوفي ما يقرب من 2500 شخص بسبب فيروس كورونا بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، بمتوسط أعمار من 70 إلى 80 عاماً.

والنقطة المهمة في هذا التقرير هي أنّ الأشخاص الذين كان تاريخ دخولهم المستشفى بعد أسبوعين على الأقل من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح قد ماتوا، في حين أنه، وفقاً لدراسات عالمية، فإنّ خطر تفاقم المرض وموت الأشخاص بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح منخفض جداً.

 والقضية الأخرى هي أنه من بين 2500 شخص ماتوا، كان هناك 542 شخصاً لديهم نتيجة اختبار سلبية، ويحذّر المركز وزارة الصحة من أنه بسبب اختبارات كورونا غير الدقيقة ووفاة أشخاص خارج المستشفى، فإنّ عدد الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا وتوفوا بعد تلقي جرعتين من اللقاح أعلى من هذا الرقم.

وخلص التقرير إلى أنه في دول أخرى يبلغ عدد المصابين بكورونا والموت بعد جرعتين من اللقاح 10 في المليون، مقابل 753 لكل مليون في إيران.

ونصح مركز الإحصاء وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الصحة الوزير بتقييم فعالية العلامات التجارية وأنواع اللقاحات، لأنّ الفترة المحددة بين الجرعتين تختلف لكل علامة تجارية.

هذا، وأطلقت مجموعة من النشطاء أمس حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعی للمطالبة بالإفراج عن 5 محامين واثنين من النشطاء المدنيين، تم توقيفهم لمحاولتهم رفع شكوى ضد كبار مسؤولي النظام الإيراني، منهم المرشد الأعلى علي خامنئي، بتهمة القتل العمد لآلاف المرضى.

 

مركز المعلومات بوزارة الصحة: عدم انتظام التباعد بين الجرعتين الأولى والثانية، وتجاهل نوع اللقاح المستخدم، هما السبب في زيادة الوفيات

 

وبدأت الحملة دعماً لـ "المحامين والنشطاء المدنيين المطالبين بتحقيق العدالة"، واحتجاجاً على الذين "تسببت إدارتهم الكارثية في قتل عشرات الآلاف من الناس في إيران".

وكان المرشد الإيراني قد حظر صراحة استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية الصنع إلى إيران في 7 فبراير (شباط) 2021، وعملياً حرم الشعب الإيراني من فرصة تلقيح عام وشامل.

 ومنذ أن أصدر خامنئي أمراً يحظر استيراد لقاحات كورونا الأمريكية والبريطانية إلى إيران، توفي ما يقرب من 40 ألف شخص - وفقاً للأرقام الرسمية - بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، وارتفع عدد حالات الوفيات من حوالي 50 يومياً إلى أكثر من 600 يومياً.

وعن فضيحة اللقاحات المزيفة، أعلنت الشرطة الإيرانية أول من أمس أنّ "عصابة" في مدينة كرج مركز محافظة البرز (شمال غربي إيران)، باعت لقاحات "مزيفة" لما لا يقل عن 3 آلاف شخص في طهران.

وقال نائب رئيس قسم العمليات بالشرطة الإيرانية سعيد راستي، وفق ما أوردت وكالة إرنا الرسمية: إنّ العصابة التي تضم 4 أشخاص باعت لقاحات مزيفة للعملاء مقابل "مبالغ كبيرة".

وأضاف أنّ هؤلاء الأفراد الذين اعتقلوا في محافظة البرز ملؤوا "زجاجات اللقاح المستخدمة في أحد مستشفيات كرج"، وباعوها للناس باعتبارها لقاح كورونا، من دون الإفصاح عن المواد التي تم ضخها في الزجاجات الفارغة.

وأضاف راستي: "كل زجاجة تم بيعها بقيمة 13 مليون تومان (نحو 30.8 دولاراً أمريكياً) للعملاء، وكل زجاجة من هذا اللقاح المزيف تم استخدامها لحقن 10 أشخاص".

 وبحسب هذا المسؤول في الشرطة الإيرانية، فقد استخدم هذه الجرعات المزيفة ما بين 2500 إلى 3000 شخص في طهران حتى الآن، و"دفع بعض متلقي اللقاح المزيف مبالغ تتراوح بين 7 ملايين (16.59 دولاراً أمريكياً) إلى 20 مليون تومان (47.39 دولاراً أمريكياً) لتلقي جرعة واحدة منه".

 

نشطاء يطلقون حملة للمطالبة بالإفراج عن محامين ونشطاء لمحاولتهم رفع شكوى ضد كبار مسؤولي النظام الإيراني بتهمة القتل العمد لآلاف المرضى

 

ووفقاً لإحصائية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية حتى ظهر يوم الإثنین الماضي، أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 366400 شخص في جميع أنحاء إيران حتى الآن.

وجاءت حصيلة وفيات فيروس كورونا في مختلف المحافظات منذ بداية تفشي كورونا على النحو التالي: في طهران 86196 شخصاً، وفي أصفهان 24530 شخصاً، وفي خراسان رضوي 23635 شخصاً، وفي خوزستان 22906 أشخاص، وفي مازندران 14230 شخصاً، وفي لرستان 13300 شخص، وفي أذربيجان الغربية 13068 شخصاً، وفي فارس 12832 شخصاً، وفي كيلان 12135 شخصاً، وفي سيستان وبلوشستان 10835 شخصاً، وفي ألبرز 10748 شخصاً، وفي قم 10560 شخصاً، وفي كرمان 9288 شخصاً، وفي كلستان 8735 شخصاً، وفي مركزي 7218 شخصاً، وفي كرمانشاه 6633 شخصاً، وفي يزد 6398 شخصاً، وفي هرمزكان 6330 شخصاً، وفي كردستان 5907 أشخاص، وفي خراسان الشمالية 4944 شخصاً، وفي أردبيل 4460 شخصاً، وفي إيلام 3688 شخصاً، وفي جهارمحال وبختياري 2925 شخصاً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية