كيسنجر يحذر من طوفان في علاقات الشرق الأوسط بالغرب... ما القصة؟

لم يكد الشرق الأوسط يلتقط أنفاسه بعد عشرية ربما تكون الأصعب في تاريخه أزاحت النقاب عن توجهات الدول الأوروبية تجاه دول الشرق الأوسط، حتى حذّر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي السابق وأحد أشهر الساسة الأمريكيين من أنّ علاقات الشرق الأوسط وآسيا مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ربما تشهد أحداثاً كبرى خلال الفترة المقبلة.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن كيسنجر تشديده، في تصريحات لصحيفة بريطانية، على ضرورة أن تأخذ الدول الغربية في اعتبارها  المصالح الروسية عند مناقشة تسوية سلمية للوضع في أوكرانيا من أجل تجنب زيادة النفوذ الصيني على موسكو.

حذّر كيسنجر من أنّ علاقات الشرق الأوسط وآسيا مع أوروبا والولايات المتحدة ربما تشهد أحداثاً كبرى خلال الفترة المقبلة

وقال كيسنجر: "السؤال الآن هو كيفية إنهاء هذه الحرب؟ بعد أن تنتهي، يجب إيجاد مكان لأوكرانيا، وكذلك لروسيا، إذا كنا لا نريد أن تصبح روسيا موقعاً أمامياً للصين في أوروبا".

وفي حديثه عن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قال كيسنجر إنّه كان من المهم الحفاظ على التحالف، الذي "يعكس التعاون الأوروبي والأمريكي بطريقة تكاد تكون فريدة من نوعها"، لكن "من المهم الاعتراف بأنّ أموراً كبرى ستحدث في العلاقات بين الشرق الأوسط وآسيا مع وأوروبا والولايات المتحدة".

كيسنجر: من المهم الاعتراف بأنّ أموراً كبرى ستحدث في العلاقات بين الشرق الأوسط وآسيا مع وأوروبا والولايات المتحدة

وأضاف: "لقد اجتمع الدول الأعضاء في الناتو بشأن قضية أوكرانيا، لأنّها ذكّرتهم بالتهديدات القديمة، لقد قاموا بعمل جيد للغاية، وأنا أؤيد ما فعلوه".

وحتى الآن، فرض الاتحاد الأوروبي على روسيا نحو (6) حزم من العقوبات الصارمة، استهدفت بالأساس الاقتصاد الروسي، بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية التي ما تزال ترسل الكثير من شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وتدلي بتصريحات عدائية من شأنها تأجيج الصراع الحالي أو على الأقل الحفاظ على الوضع مشتعلاً.

وألقت الحرب الروسية الأوكرانية بظلال قاتمة على إمدادات الغذاء، ولا سيّما الحبوب الاستراتيجية كالقمح والذرة، على الشرق الأوسط الذي يعاني بالفعل من أزمة غذاء، وهددت الأمن الغذائي لدول العالم أجمع، نظراً لأنّ روسيا وأوكرانيا تُعدّان سوياً أكبر مصدرين للقمح في العالم.