كيف أوقفت وكالة سويدية تمويل الإخوان المسلمين؟

كيف أوقفت وكالة سويدية تمويل الإخوان المسلمين؟

كيف أوقفت وكالة سويدية تمويل الإخوان المسلمين؟


22/02/2023

إيفين إسماعيل

في ديسمبر 2016، حُرمت منظمة “الشباب المسلم في السويد” التابعة للإخوان المسلمين، “ Sveriges Unga Muslimer, SUM”، من تلقي التمويل المعتاد من قبل “الوكالة السويدية للشباب والمجتمع المدني”، وهي وكالة حكومية سويدية كانت تموِّل أجزاء من أنشطة المنظمة. هذه هي الحالة الأولى في السويد التي تُحرم فيها منظمةٌ تابعة للإخوان المسلمين من التمويل بسبب ارتباطها بالجماعة، وعدم التزامها بالمبادئ الديمقراطية. سيتناول هذا التقرير الإجراءات القانونية التي قادت إلى قرار حجب التمويل عن هذه المنظمة التابعة للإخوان المسلمين، وتفاصيل عملية التقاضي في المحاكم السويدية.

منظمة الشباب المسلم في السويد منظمة شبابية تابعة للإخوان المسلمين تأسست عام 1991 وحلّت في عام 2020. كانت المنظمة تضم أربعين فرعًا في جميع أنحاء الدولة. وادّعت أن لديها قرابة 5,000 عضو، ونظمت الندوات والمعسكرات والمؤتمرات حول قضايا مثل الإسلاموفوبيا والهوية الإسلامية، وغالبًا ما كانت تمثل المسلمين في وسائل الإعلام. وذكرت أنها منظمة ديمقراطية تهدف إلى تعزيز ثقافة الديمقراطية بين الأطفال والشباب المسلمين. ومع ذلك، وكما سيوضح هذا التقرير، كان لديها أيضًا عناصر غير ديمقراطية ولم تتخذ إجراءاتٍ كافية لمعالجة هذه القضايا. وفي نهاية المطاف، حلّت المنظمة بعد خسارة آخر دعوى قضائية ضدها.

بما أن منظمة الشباب المسلم لا تعترف قط بأنها تتبنى أيديولوجية الإخوان المسلمين، فإن المشكلات التي تُثار حولها تُنسب إلى المسلمين والإسلام. وهذا يؤدي، من بين أمورٍ أخرى، إلى تصوير الإسلام على أنه معادٍ للسامية بطبيعته في السويد. وهذا يتسبب في إلحاق الضرر بالإسلام والمسلمين. كما أن الأمر الذي يفاقم هذا الضرر هو نقص الأبحاث حول الفرق بين الإسلام والإسلاموية، وأيديولوجية الإخوان المسلمين في السويد. إذ لم يضطلع بإجراء مثل هذه البحوث بالفعل سوى عدد قليل من الأكاديميين. وبدلًا من ذلك، كان لدى السويد باحثون يدعمون الإسلامويين، أو أولئك الذين يلتزمون الصمت، أو باحثون يزعمون أن الإسلاموية والإسلام متشابهان.

على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين تستغل اتهامات الإسلاموفوبيا وتختلقها وتسيء استخدامها، فإن هناك بالفعل، من الناحية الموضوعية، مشاعر معادية للمسلمين، وهذه المشاعر تغذِّي رواية الإخوان المسلمين من خلال تأكيد نظرتهم العالمية المبالغ فيها والتآمرية. وهذا يعني ضمنًا أن رواية “الحرب ضد الإسلام” مبنية جزئيًا من قبل النشطاء المناهضين للإسلام الذين نادرًا ما يأخذهم صانعو السياسات على محمل الجد. وبالتالي، فإن أولئك الذين يضخمون وجهات النظر الإسلاموية لم ينجحوا أيضًا في التواصل مع صانعي السياسات، في سعيهم لرفع الوعي حول مشكلة الحركات الإسلاموية.

وفي مواجهة النفوذ الإسلاموي في أوروبا، يمكن القول إن المبالغات المعادية للمسلمين، وتسيّد الرأي على المعرفة العلمية، قد أسهما في تأخير التصدي الناجع لهذ النفوذ. لذلك، تبيِّن لنا حالة وقف تمويل منظمة الشباب المسلم أهمية استخدام المعرفة العلمية في التصدي للجماعات الإسلاموية، والحاجة إلى إجراء مزيدٍ من البحوث عن الإسلاموية بغية التوصل إلى حلولٍ بناءّة للتحديات التي تواجهها أوروبا.

عن "عين على التطرف"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية