كيف تصدت فرنسا لطموح أردوغان في المتوسط؟

كيف تصدت فرنسا لطموح أردوغان في المتوسط؟


07/09/2020

لعبت فرنسا دوراً لافتاً في التصدي لتركيا في خضمّ صدامها مع اليونان حول التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وعلى الرغم من أنّ الاتحاد الأوروبي يقف في صف اليونان، غير أنّ باريس كانت الدولة صاحبة المبادرة في اتخاذ مواقف زادت حدّة الأزمة التركية.

وبحسب تقرير لموقع "العين"، فإنّ تركيا تواجه الخطوط الحمراء الفرنسية في المتوسط، مثلما واجهت الخطوط المصرية في ليبيا.

منذ التعدّي التركي بحراً، قطع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عهداً على الوقوف الكامل لفرنسا وراء قبرص واليونان في مواجهة انتهاكات نظام رجب طيب أردوغان

وبحسب التقرير، فإنّ التحرك الفرنسي ارتبط منذ تموز (يوليو) الماضي ببيان أصدرته البحرية التركية عن إجراء أعمال مسح سيزمي في منطقة بحرية بين قبرص وجزيرة كريت، في خطوة قالت اليونان إنها محاولة من جانب أنقرة للتعدي على رصيفها القاري.

ومنذ التعدي التركي بحراً، قطع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عهداً على الوقوف الكامل لفرنسا وراء قبرص واليونان في مواجهة انتهاكات نظام رجب طيب أردوغان لسيادتهما. والسبت بدأت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول مهمّة في شرق البحر المتوسط، منطلقة من ميناء طولون، في مسعى لردع الأطماع التركية بالمنطقة.

تحرك سياسي

أدرك ماكرون الخطر التركي مبكراً على حقوق الاتحاد الأوروبي، فأكد منذ اللحظات الأولى للأزمة أنه من غير المقبول أن يتعرّض المجال البحري لدول أعضاء بـ"اليورو" للانتهاك والتهديد.

وتثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل غاضبة من الاتحاد الأوروبي وقبرص واليونان، إضافة إلى مصر والولايات المتحدة. ومراراً، أعرب الاتحاد الأوروبي عن عدم رضاه إزاء الاستفزازات التركية غير القانونية والمتمثلة في التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص، بالإضافة إلى تدخلات أنقرة العسكرية في ليبيا.

تحذير عسكري

وعلى وقع التوتر الذي أوقدت أطماع تركيا نيرانه بالتنقيب عن الغاز، حذّرت فرنسا أنقرة من أنّ شرق البحر المتوسط "ليس ملعباً لطموحات وطنية".

التحذير الفرنسي حملته وزيرة الجيوش فلورانس بارلي، في تغريدة لها على تويتر، في وقت أجرت فيه أثينا وباريس وروما ونيقوسيا تدريبات عسكرية مشتركة في البحر المتوسط.

حينها، شاركت فرنسا في التدريبات العسكرية المشتركة في جنوب جزيرة كريت، بـ3 طائرات من طراز "رافال"، وفرقاطة، ومروحية.

وفي 13 آب (أغسطس) الماضي، نشرت فرنسا بشكل مؤقت مقاتلتي "رافال" وسفينتين حربيتين، للمشاركة في تدريب مشترك مع البحرية اليونانية في شرق المتوسط.

ومع بدء حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول مهمّة في شرق البحر المتوسط، اليوم، فإنّ صحيفة "لا ديبش" الفرنسية، أشارت إلى أنها واحدة من أكبر القطع ضمن الأسطول البحري الفرنسي؛ حيث ستحمل على متنها ما بين 18 إلى 24 مقاتلة رافال في مهمتها هذه.

وبالتزامن مع هذا الوجود العسكري، نشرت وسائل إعلام يونانية رغبة أثينا شراء 18 مقاتلة رافال فرنسية لتعزيز قوتها الجوية، في ظلّ التوتر في المنطقة مع تركيا، بشأن ترسيم الحدود المائية، لكنّ الحكومة لم تؤكد أيّ طراز من الطائرة أو العدد الذي تريده.

شروط للحوار

ما بين التحرّك السياسي والعسكري، وضعت فرنسا قبل نهاية الشهر الماضي شرط "وقف التصعيد" للبدء في حوار مع تركيا، وهو ما أطلق عليها الرئيس إيمانويل ماكرون بـ"خطوط حمراء" أمام أنقرة في شرق المتوسط.

وخلال لقاء لها مع إذاعة أوروبا 1، اعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أنّ التوترات حول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط مرتبطة بـ"سلوك تركيا الذي يُعدّ تصعيداً". بارلي قالت كذلك: إنّ "تركيا تعترض على وجود مناطق اقتصادية حصرية، وتشكك في سيادة دولتين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هما اليونان وقبرص، وربما تعرّض للخطر حقاً أساسياً هو حرّية الملاحة".

الصفحة الرئيسية