كيف تنظر الإمارات إلى التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن؟

كيف تنظر الإمارات إلى التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن؟


27/06/2019

تتوالى المؤشرات على حرص دولة الإمارات على خفض التوتر في منطقة الخليج، وتأكيد أنّ هذا التوتر يُحلّ بالطرق السلمية والحوار السياسي، وليس عبر إجراءات عسكرية. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الإمارات، أمس، أنّ هناك حاجة لأدلة واضحة ومقنعة لتحديد المسؤول عن هجمات استهدفت أربع ناقلات نفط قبالة سواحلها في أيار (مايو) 2019، مؤكدة أنّه "يتعين خفض حدة التوتر في المنطقة"، وإشراك دول المنطقة في أي اتفاق نووي محتمل جديد مع إيران.

وزير الخارجية الإماراتي: الإمارات مهتمة بمحادثات تجرى بشأن تشكيل تحالف عالمي لحماية ممرات شحن النفط في المنطقة

وحمّلت الولايات المتحدة والسعودية، إيران، علناً المسؤولية عن تلك الهجمات، وعن هجوم وقع في وقت لاحق على سفينتين بخليج عُمان، وتنفي طهران أي ضلوع في الهجمات، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
وقد قدمت الإمارات نتائج تحقيق بشأن الهجوم الأول إلى الأمم المتحدة. وتظهر النتائج أنّ "دولة ما تقف وراء العملية"، لكنها لا تذكر أي دولة بالاسم.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو أمس، إنّه يتعين لتحديد مسؤولية دولة بعينها أن تكون الأدلة "واضحة ودقيقة وعلمية ويقتنع بها المجتمع الدولي".
وأضاف، بحسب "رويترز"، أنّ الإمارات لا تريد "مزيداً من الاضطرابات... ومزيداً من القلق" في المنطقة.

اقرأ أيضاً: ماذا تريد إيران... ماذا يريد ترامب؟
وتصاعدت الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران بعد الهجمات على الناقلات، وإسقاط طهران طائرة مسيرة أمريكية الأسبوع الماضي.
أسقطت طهران طائرة مسيرة أمريكية الأسبوع الماضي

حماية ممرات شحن النفط
وإلى جانب تأكيد الإمارات أولوية الحلول السياسية لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة، وتحرّي الدقة والمهنية العالية في مسألة التحقيقات، وأن تكون قرائنها وأدلتها قاطعة ولا تحتمل الشكوك والتأويل، فإنّ الإمارات مهتمة، وفق وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، بـ "محادثات تجرى بشأن تشكيل تحالف عالمي لحماية ممرات شحن النفط في المنطقة".

اقرأ أيضاً: ماذا بعد قرار ترامب وقف ضربة عسكرية ضد إيران؟
جاءت تعليقات الوزير بعد تصريحات أدلى بها مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين الماضي عن وضع البحرية الأمريكية برنامج "ردع استباقي" سيقدم فيه تحالف من الدول مساهمات مادية ومالية.
وقال الشيخ عبد الله في المؤتمر الصحفي بموسكو إنّ "المشروع سيضم دولاً في المنطقة، ودولاً أخرى مصدرة ومستوردة للنفط". وأضاف: "يهمنا في الإمارات أن تشهد ممرات الطاقة الأمن والاستقرار والسلام"، مشيراً إلى أنّه بحث مع المسؤولين الروس توسيع التعاون الدولي لحماية السفن في الممرات المائية.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان

الإمارات تشدد على ضرورة ضم دول المنطقة للاتفاق النووي
ومع أنّ الدبلوماسية الإماراتية أعلنت غير مرة أنّ إيران استخدمت الاتفاقية النووية الموقعة في صيف 2015 من أجل التمدد إقليمياً، فإنّها تشدد في الوقت نفسه على ضرورة ضم وإشراك دول المنطقة في أي اتفاق نووي جديد محتمل مع إيران؛ ذلك أنّ غياب صوت الدول الخليجية والعربية عن اتفاق (5+1) نجم عنه قصور هذا الاتفاق في معالجة السياسات الإقليمية لإيران داخل الدول العربية وتجاه جيرانها في الخليج خصوصاً، ومعالجة موضوع البرنامج الصاروخي الإيراني، الأمر الذي أدى إلى فشله في النهاية، وانسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي.
وقد شدد عبد الله بن زايد، أمس، في موسكو مجدداً على ضرورة ضم دول المنطقة للاتفاق النووي مع إيران حتى يكون ناجحاً.

اقرأ أيضاً: ترامب.. ماذا بعد إلغائه الضربة العسكرية لإيران؟
ويشكل إعلان طهران عزمها على وقف الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي المبرم عام 2015، دليلاً جديداً على مدى هشاشة هذا الاتفاق الهادف إلى كبح برنامجها النووي، كما تقول صحيفة "العرب" اللندنية، التي أضافت أنّه على الرغم من أنّ الإعلان الإيراني لا يطلق رصاصة الرحمة على الاتفاق، إلا أنّ من شأنه أن يدق إسفيناً إضافياً في نعش "موته البطيء" الذي بدأ مع قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب منه الصيف الماضي.
وتسعى الإدارة الأمريكية من خلال الضغوط المسلطة إجبار إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات من جديد، والقبول بمحادثات مشروطة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، أول من أمس، إنّه يتوقع أنّ الضغوط التي تمارسها واشنطن على إيران ستدفعها إلى الجلوس إلى مائدة التفاوض.
وإيران اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، وفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، إما الرضوخ والدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة وإبرام اتفاق جديد أو فرض المزيد من العقوبات.
الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات في الشرق الأوسط

موسكو مهتمة بخفض التصعيد في الخليج العربي

من جانبه، أكد لافروف أنّ الخلاف بين واشنطن وطهران يمكن حلّه من خلال الحوار، مؤكداً أنّ الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات في الشرق الأوسط.

الشيخ عبد الله بن زايد: أمل الإمارات في أن يسود الحل السياسي باليمن ندعم كافة الأطراف اليمنية للوصول إليه

وشدد وزير الخارجية الروسي على اهتمام موسكو بخفض التصعيد في الخليج العربي، داعياً دول الخليج إلى تشجيع الحوار لتفادي العنف في المنطقة.
وعبر عبد الله بن زايد، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، عن دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، معرباً عن أمله في أن يكون العام (2019) هو عام انتهاء الحرب هناك. وقال: "أمل الإمارات في أن يسود الحل السياسي باليمن، ندعم ونشجع كافة الأطراف اليمنية للوصول إليه".
وفيما يتعلق بالملفين السوري والليبي، أكد الشيخ عبد الله بن زايد حرص الإمارات على دعم عملية السلام في سوريا، وكذلك جهود المبعوث الأممي لحل الأزمة في طرابلس.
وشدد على أنّ هناك اهتماماً كبيراً بتطوير علاقات الإمارات مع روسيا.
وذكر لافروف، خلال المؤتمر، أنّ روسيا تتواصل مع واشنطن بشأن الأزمة السورية، مؤكداً، وفق "الشرق الأوسط"، حرص بلاده على وحدة واستقلال سوريا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية