كيف ردّ الجزائريون على مزاعم الإسلامي علي بن حاج؟

كيف ردّ الجزائريون على مزاعم الإنقاذي بن حاج؟

كيف ردّ الجزائريون على مزاعم الإسلامي علي بن حاج؟


27/06/2023

أطلق الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة بالجزائر، علي بن حاج، مزاعم جديدة ادّعى فيها أنّ "الجزائريين ليسوا أحراراً"، وهو ما نفاه مواطنوه بشكل قاطع، تماماً كرفضهم طعن بن حاج في شرعية الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون المُنتخب قبل أربع سنوات في سادس اقتراع رئاسي تعددي شهدته البلاد.  

بعد أكثر من 31 سنة عن فتنة دموية أتت على الأخضر واليابس غداة الذي حصل في شتاء 1992 بالجزائر، عاد آخر فلول الإنقاذ المحظور لـ "ممارسة الإثارة"، حيث قال لقناة "المغاربية" المعارضة: "نحن ممنوعون من ممارسة حقوقنا في بلادنا التي يزعم الرئيس المعين من طرف قادة الجيش أنّ الجزائريين أحرار ولكن في الحقيقة نحن لسنا أحرارً".

وأتت تصريحات بن حاج متزامنة مع خطاب قوي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أكّد فيه: "الجزائريون وُلدوا أحراراً وسيبقون أحراراً في قراراتهم وتصرفاتهم"، لكن بن حاج (66 عاماً) ارتضى معاكسة التيار، حيث شدّد في تصريحاته على أنّ "الشعب الجزائري ليس حراً بل مستعبداً" (...)، مدعّياً أنّ "الجزائريين ممنوعين من ممارسة حقوقهم".

وظلّ بن حاج يجترّ شكاواه منذ الإفراج عنه مطلع تموز (يوليو) 2003، إثر 12 سنة أمضاها في سجن البليدة العسكري بعد إدانته في "قضية مساس بأمن الدولة" غداة مهاجمته الجيش، وشنّه مع الراحل عباسي مدني عصياناً مدنياً في حزيران (يونيو) 1990، للمطالبة آنذاك بإلغاء قانون الانتخابات.

كلام خطير

ردّ ناشطو شبكات التواصل بحزم على التصريحات "المثيرة" لبن حاج، واعتبروها "عارية من الصحة" في بلد يوفّر هامشاً معتبراً من الحريات لمواطنيه.

في هذا الصدد، أسقط إبراهيم حركات الصدقية عن تصريحات بن حاج: "كل الشعب الجزائري حرٌ إلا من أراد غير ذلك، ويحاول أن يملي على الشعب أفكاره المسمومة ويفرض نفسه عليه، مستطرداً: "أنا وعائلتي حر في بلادي أما أنت يا شيخ النفاق لست حراً لأنك عميل لأجندة خارجية، تكلم عن نفسك فقط، لست محامي الشعب الجزائري".

الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون

وجزم عمار بوروبة رفقة إسراء ديدة وأكرم داغم: "الشعب الجزائري حرٌ، نحن أحرار، أنت وأمثالك الله يهديكم"، وافتخر الطيب بركة: "نحن أحرار في بلادنا"، بالتزامن، صنّف سعيد كمال، كلام بن حاج في خانة "الكلام الخطير"، وقدّر فيصل ديهية أنّ ما تفوّه به بن حاج يندرج ضمن "الإرهاب".

واستهجن إدريس بن حمود توصيف بن حاج لمواطنيه بأنّهم "فاقدي الحريات"، بالتشديد "أنا حرٌ"، وتابع حكيم طالبي مخاطباً بن حاج: "نحن بخير، وأحرار، وأنت ما دخلك في الشعب؟"، السؤال ذاته صاغه مجيد بلحوصة: "من أنت كي تتكلم عن الشعب يا بن حاج؟، الشعب الجزائري حرٌ والحمد لله".

وعلّق أمين تيطاوني بشأن تشكيك بن حاج في "شرعية" الرئيس الجزائري الحالي، بالتأكيد: "الرئيس تبون رئيس منتخب، وهو نتاج إرادة شعبية في انتخابات ديمقراطية زكّاها الداخل والخارج عام 2019"، في حين تساءل عبد العزيز قندوز: "يا بن حاج كلامك متناقض، أنت تزعم بأنّه رئيس مُعيّن من الجيش، وتريده أن ينتقد سيّد الكرملين؟" على المنوال ذاته، رافع لخضر العيفة: "رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون منتخب من طرف الشعب، وأنا واحد من الشعب الجزائري الذي انتخب تبون".

وفي مقابل ترديد كل من محمد عاشوري وسهيل بن رحال: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، أبرز الهادي مولاي: "الجزائريون أحرار، تحيا الرئيس ويحيا الجيش وتحيا الصاعقة"، بينما استفهم محمد أبو يوسف: "يا بن حاج من فوّضك لتتكلم باسم الشعب الجزائري؟"، وهو المعنى ذاته الذي كرّسه صادق بوكراع: "لا تتكلم باسم الشعب الجزائري أيها المهرّج".

انتفاء الصلاحية

طالب أمين عيسى، بن حاج: "لا تتكلم باسمي، أنا جزائري حرٌ وأفتخر"، وغرّد مختار بن رابح: "حفظ الله رئيسنا ومدّه الله بالصحة والعافية، وعليك من الله ما تستحق يا خارجي"، في وقت عقّب حسان حسين: "انتهى رصيدك يا بن حاج"، وصاح أحمد بلكو: "طار حمامكم"، في إحالة على تلاشي مفعول جبهة الإنقاذ المحظورة ورموزها.

وفي إشارة متجددة لرفض الجزائريين مناورات فلول الإنقاذ بعد الذي كابدته البلاد قبل ثلاثة عقود، وجّه عبد الرحمن زكراوي: "عثت فيها فساداً في التسعينات، والآن تريد إعادة الكرّة، هذا لن يسمح به الجزائريون الأحرار"، وتقاطع معه محمد أمين شيخ: "هذا الإنسان الفتّان كان سبب العشرية السوداء، وفي رقبته دماء كثيرة".

وكتبت آية بتول: "العشرية السوداء أفكرّك بها"، واعتمد محمد فرج المنظور نفسه: "هذا الشخص ما يزال يتحدث بعدما تسبّب في مقتل مئات الآلاف من الجزائريين في عشرية الدمّ والدموع".

وكان الهادي توايتية صارماً: "صاحب الفتنة لا يمكنه الحديث باسم الشعب الجزائري"، ونصح اعمر ديفلي، بن حاج بـ "ممارسة التشويش بعيداً"، ملاحظاً أنّ الرمز الإنقاذي أصيب بـ "الخرف" وصار يرى "كل الأمور سيئة عدا العشرية السوداء فهي مليحة في عينيه".

من جانبه، رأى أحمد بامجيد: "أنت المستعبد بمواقفك يا بن حاج، اتق الله وكن قدوة حسنة لبلادك وشعب بلادك"، في وقت طرح حمزة لورداني: "لست أفهم ماذا يريد هذا الشخص وعن أي الحقوق يفتش؟"، في المقابل، اعتبر مختار بن ذهيبة "بن حاج والشيطان وجهان لعملة واحدة"، وتابع: "الشعب متيقظٌ فطن، استدر واذهب بعيداً".

لا للمساس ببلد الحرية والشهداء

لاحظ محمد تلي أنّ علي بن حاج "يعيش في الجزائر ويتحدث بكل حرية، ودون أن يتعرض له أحد، ثمّ يتمطق باللاحرية!"، كما لفت أيمن عليوي مستغرباً وضع الرجل: "لو أنّك لست حراً، كيف تحكي هكذا بحرية عن الجزائر وأنت في الجزائر؟"، وسجّل مختار بن تومي: "يا بن حاج أنت تتكلم من الجزائر، إذن فأنت حرٌ".

من جهته، دعا نذير حمداني الرقم الثاني في الإنقاذ إلى "احترام أولاد الشهداء، خصوصاً وأنّه ابن شهيد"، ونوّه أنيس غريب إلى تلاحم الشعب والجيش، قائلاً: "تحيا الجزائر جيشاً وشعباً"، وأهاب إبراهيم لهواري ببن حاج: "عليك أن تحترم نفسك وتترك الجزائر للجزائريين".

واتهمّ سفيان عبد الله مرسلي، بن حاج بـ "معاداة الشعب الجزائري"، وركّز إبراهيم قطراني على أنّ "بن حاج لا يمثّل الجزائريين"، مضيفاً: "هُم كمشة يمدحون علي بن حاج"، وأعرب حاتم تبيب عن قناعته بأنّ "بن حاج خارجي ولو كان الرئيس هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لخرج عليه".

وغرّد يحي زرميش: "نحن في بلدنا الجزائر أحرار يا بن حاج، أنت لست وصياً على الجزائريين، أنت كنت سبباً في قتل آلاف الجزائريين وإرجاع الجزائر مئة عام إلى الوراء"، وأضاف توفيق بومعزة في تصميم: "نحن في بلدنا أحرار ونسير وراء رئيسنا حفظه الله وسدّد خطاه".

وأبدى عبد الحفيظ عياشي اندهاشه: "يتكلم بن حاج عن الشعب الجزائري كأنه يعرف الشعب... لعلّه تناسى أنّ البلاد كادت تدخل في فوضى لا نهاية لها لولا عناية الله... طبعاً هذا لا يهمه إلاّ التفاخر والهيمنة الفكرية والتسلط العقائدي، كأنّه ينفّذ برنامجاً أعدّ".

وانتهى سليم محمدي إلى أنّ "بن حاج ما زال لم ولن يتحرر من عقدة التسعينيات، كان يحلم بالكرسي، لكن الكرسي انكسر ولم يبق له سوى سرير في مستشفى الأمراض العقلية".

مواد ذات صلة:

ناشطون: أكبر واجهة إخوانية في الجزائر ليست على ما يرام

وثيقة مسرّبة تشدد: صرح الإخوان في الجزائر ينهار

أهم ذراع إخواني في الجزائر يستشير "الديناصورات"... فما القصة؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية