كيف سيكون تأثير زيارة أردوغان إلى مصر على الإخوان المسلمين؟

كيف سيكون تأثير زيارة أردوغان إلى مصر على الإخوان المسلمين؟

كيف سيكون تأثير زيارة أردوغان إلى مصر على الإخوان المسلمين؟


17/02/2024

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر يوم الأربعاء الماضي طرحت الكثير من التكهنات حول مستقبل تنظيم الإخوان المسلمين في تركيا، واتخاذ المزيد من الإجراءات التضيقية ضدهم من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

خبراء مصريون وأتراك قالوا إنّ توطيد العلاقات بين القاهرة وأنقرة يُعدّ "أقسى الضربات التي تعرّض لها الإخوان منذ عزلهم بعد ثورة شعبية أطاحت بالتنظيم من حكم مصر في 2013"، ونكبة جديدة تلاحقهم، وصفعة ستكون آثارها كبيرة جداً على استقرار الجماعة. 

وقد عدّ الخبراء والمحللون في تعليقات لـ (الشرق الأوسط) الزيارة، التي وصفت بـ "التاريخية" من جانب وسائل إعلام في تركيا، أنّها ترسخ حقبة جديدة في العلاقات، لكونها تأتي بعد (11) عاماً ممّا يشبه "الانقطاع" في العلاقات، بسبب الموقف التركي من سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر.

وحول تداعيات تلك الزيارة على علاقة بلاده بتنظيم الإخوان، شدد المحلل السياسي التركي ومدير أكاديمية الفكر بإسطنبول، باكير أتاجان، على أنّ "علاقة النظام التركي بالإخوان أصبحت من الماضي، ولن تعود في الحاضر أو في المستقبل".

وأكد أتاجان  في حديثه لـ (العين الإخبارية) أنّ "مسألة الإخوان انتهت منذ فترة طويلة، لأنّ ما كانت تطلبه مصر من تركيا في هذا الملف استجابت له الأخيرة بشكل كبير".

 توطيد العلاقات بين القاهرة وأنقرة يُعدّ أقسى الضربات التي تعرّض لها الإخوان منذ عزلهم بعد ثورة عام 2013

وأوضح أنّه في مباحثات الرئيسين أردوغان والسيسي لم يكن هناك حديث عن الإخوان، بل الحديث حول كل ما يوطد العلاقات بين البلدين، ويعزز العلاقات الاقتصادية والعسكرية والتجارية".

من جانبه، علّق أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، النائب محمد راضي، حول تأثير زيارة أردوغان إلى مصر على مستقبل الإخوان قائلاً في تصريح لـ (الفجر): "غالبية عناصر الإخوان لا توجد حالياً في تركيا، وكذلك المنصات الإعلامية الخاصة بهم لم تعد تبث من داخل الدولة في الفترة الحالية" .

وأشار إلى أنّ تركيا اتخذت بعض الخطوات المسبقة ضد جماعة الإخوان التي تُحرض ضد مصر، فقد طردت أنقرة عناصر الإخوان التي كانت تُقيم في تركيا، وأغلب المجنسين من الجماعة سُحبت الجنسية منهم، مشيراً إلى أنّ هذا دليل على أنّ تركيا قامت بتغليب مصلحة الدولة على مصلحة الجماعة.

من جهته، قال الإعلامي خالد أبو بكر: إنّ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر تمثّل نكبة على جماعة الإخوان.

وأضاف خلال برنامجه عبر قناة (on) أمس: إنّ الجماعة فقدت حائط صدٍّ كبيراً، بعدما كان أردوغان مقتنعاً في البداية بسياسات الإخوان، إلا أنّه أصبح حليفاً لمصر في الوقت الحالي.

وذكر أنّه لا توجد أيّ دولة في العالم لديها مشكلة مع مصر، موضحاً أنّه كانت هناك مشكلة في السابق مع قطر وانتهت، ومشكلة مع تركيا وانتهت، كما أنّ هناك توجُّهاً لتنمية العلاقات مع إيران.

وفي الإطار ذاته وصف تحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم (42) حزباً سياسياً، زيارة الرئيس التركي أردوغان لمصر بعد (11) عاماً، بأنّها تاريخية، وطعنة في قلب جماعة الإخوان المسلمين.

 

باكير أتاجان: علاقة النظام التركي بالإخوان أصبحت من الماضي، ولن تعود في الحاضر أو في المستقبل.

 

وأكد أمين عام تحالف الأحزاب المصرية ووكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب النائب تيسير مطر في تصريح صحفي، نقله موقع (مصراوي)، أنّ مصر في عهد الرئيس السيسي تفتح ذراعيها لجميع الدول في إطار التزامها بالثوابت المصرية الأصيلة، مشيراً إلى أنّ زيارة أردوغان لمصر تعكس مدى نجاح سياستها، وتجسّد في الوقت نفسه اعترافاً من الرئيس التركي بثورة 30 حزيران (يونيو)، وأنّها ثورة شعب.

وفي سياق متصل، قال المتحدث الإعلامي باسم تحالف الأحزاب المصرية محمود نفادي: إنّ هذه الزيارة تمثل طعنة في قلب جماعة الإخوان التي كانت سبباً في إفساد العلاقات المصرية التركية على مدار الأعوام الماضية.

وأشار نفادي إلى أنّ جماعة الإخوان خسرت رهانها بأنّ العلاقات لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه قبل 30 حزيران (يونيو) 2013.

ووصف الكاتب الصحفي والخبير السياسي المصري الدكتور هشام النجار زيارة أردوغان لمصر بأنّها "صفعة قوية للإخوان"، مؤكداً أنّه سيكون لها تداعيات كبيرة على الجماعة.

وأضاف: إنّ الزيارة تدحض بشكل عملي كل جهود التنظيم التخريبية، التي سادت خلال العقد الماضي، فقد كانوا يدفعون باتجاه دقّ الأسافين بين مصر وتركيا، وإفساد العلاقات بينهما".

النجار: زيارة أردوغان لمصر "صفعة قوية للإخوان"، وسيكون لها تداعيات كبيرة على الجماعة

وأوضح النجار أنّ زيارة أردوغان تجعل الإخوان في موقع الفاشل والعاجز عن قراءة الأحداث والوقائع كما تنبغي قراءتها".

وحول مصير قادة الإخوان في تركيا، في ضوء التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، قال النجار: إنّ "مصير التنظيم مرهون بتصرفاتهم وطريقة تعاطيهم مع المتغيرات، فإن تعاملوا بعقلانية، وداروا مع الاستدارة التركية، فإنّ أنقرة ستغضّ الطرف عن وجودهم داخل تركيا وفقاً لشروطها".

بدوره، أكد الكاتب والباحث في حركات الإسلام السياسي عمرو عبد المنعم لـ (العين الإخبارية) أنّ "الدولة التركية تعمل على الحدّ من نشاط جماعة الإخوان  على أراضيها منذ ما يقرب من عام، بعد عودة العلاقات تدريجياً بين البلدين، وهناك أيضاً اتفاقية قضائية ما بين القاهرة وأنقرة تحاول مصر وتركيا تفعيلها منذ عامين".

ورأى عبد المنعم أنّه، إزاء التقارب بين البلدين، "بدأت قيادات الإخوان الهاربة من أحكام قضائية تصل بعضها إلى الإعدام في قضايا عنف وإرهاب، تستشعر الخطر، فلجأ بعضها إلى بعض دول القوقاز وآسيا الوسطى، والبعض الآخر لجأ إلى البوسنة ودول أجنبية مثل لندن وباريس".

وحول دور منصات الإخوان الإعلامية، قال عبد المنعم: إنّ "منصات التنظيم دأبت، وما تزال، على محاولة تقويض مصالح مصر السياسية والاقتصادية، وترويج الشائعات بشأن الأزمة الاقتصادية الحالية".

بدوره، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة، في تصريح أدلى به لـ (مونت كارلو الدولية): إنّ زيارة أردوغان إلى مصر ذات معنى ودلائل سياسية، قد تكون نهاية لحقبة وبداية لحقبة جديدة؛ نهاية حقبة العداء والانتقال إلى التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وأكد أنّ الزيارة تؤسس لفكرة جديدة، وهي أنّ كل ما بنيت عليه سياسة المنطقة في الفترات الماضية من تحالفات قد تغيرت، وأصبح الآن البحث عن المصالح.

 

خالد أبو بكر: زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر تمثّل نكبة على جماعة الإخوان.

 

يُذكر أنّه قبل أكثر من عام اتخذت السلطات التركية إجراءات عملية ضيقت بموجبها الخناق على تنظيم الإخوان وعناصره الموجودين على أراضيها، في إطار تطبيع العلاقات مع مصر.

وكانت السلطات التركية قد شنت حملة مداهمات على عناصر الإخوان المقيمين على أراضيها، واحتجزت فريقاً منهم، ممّن لا يحملون أيّ هوية أو إقامة أو جنسية، وطالبت فريقاً ثانياً منهم بمغادرة أراضيها.

يُشار إلى أنّ الكثير من المنضمين للجماعة والموالين لها المقيمين في تركيا، يواجهون أزمة تتمثل في عدم حمل أوراق ثبوتية، خاصة بعد انتهاء صلاحية جوازات سفرهم المصرية، وعدم حصولهم على أوراق ثبوتية وهوية في تركيا.

وقد أدت هذه المشكلة إلى وجود حالات كثيرة لا تستطيع إثبات قيد المواليد الجدد أو إثبات الزواج، ولا تستطيع الانتقال إلى بلدان أخرى للإقامة فيها كملاذات آمنة أو استئجار سكن أو التعامل مع البنوك والجهات الحكومية.

يُذكر أنّ زيارة أردوغان للعاصمة المصرية القاهرة هي الأولى له كرئيس للجمهورية، منذ زار مصر كرئيس للوزراء في أيلول (سبتمبر) عام 2012.

ومرت خلال العقد الماضي العلاقات بين القاهرة وأنقرة بمنعطفات حادة، تزامنت مع تقلبات حقبة الربيع العربي، بلغت حدّ سحب السفراء، وتوقف أشكال التواصل الدبلوماسي الثنائي كافة، وقطيعة بين قادة البلدين، قبل أن تتحسن العلاقات تدريجياً مؤخراً، حتى التطبيع.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية