كيف نتعامل مع المتطرفين؟

كيف نتعامل مع المتطرفين؟

كيف نتعامل مع المتطرفين؟


09/08/2023

ذكي بن مدردش

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب "اندبندنت عربية".

الأشخاص المتطرفون هم أولئك الذين لديهم معتقدات قوية في كثير من الأحيان، وهم على استعداد للتصرف بناء على تلك المعتقدات بطريقة خارجة عن الاتجاه السائد، ويمكن العثور عليهم في جميع نواحي الحياة، كما يمكن أن تتراوح معتقداتهم بين السياسية والدينية إلى الشخصية والفلسفية.

المتطرفون غالباً ما يكونون متحمسين ومثاليين، وغالباً ما يكون دافعهم هو إحساس عميق بالهدف، فهم يعتقدون أنهم يقاتلون من أجل شيء مهم، وهم على استعداد لوضع حياتهم على المحك من أجل قضيتهم، وهم عادة غير متسامحين مع وجهات النظر الأخرى ويرون العالم من منظور أبيض وأسود، فهم يعتقدون أن هناك صواباً وخطأ وليسوا مستعدين للتنازل عن معتقداتهم.

التطرف قضية معقدة لها كثير من الأسباب المختلفة، والأكثر شيوعاً منها ما يلي:

 أولاً: الظلم أو عدم المساواة المتصورة، إذ إن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم عوملوا بشكل غير عادل أو أن حقوقهم قد انتهكت هم أكثر عرضة للانجذاب إلى الأيديولوجيات المتطرفة، ويمكن أن يكون هذا بسبب عوامل مثل التمييز أو الفقر أو نقص الفرص.

 ثانياً: الشعور بالانتماء أو الهوية، إذ غالباً ما توفر الجماعات المتطرفة شعوراً بالانتماء والهوية للأشخاص الذين يشعرون بالضياع أو العزلة، ويمكن أن يكون هذا جذاباً بخاصة للشباب الذين يكافحون للعثور على مكانهم في العالم.

 ثالثاً: الخوف أو القلق، فمن المرجح أن ينجذب الأشخاص الذين يخافون أو لديهم قلق حيال المستقبل إلى الأيديولوجيات المتطرفة التي تقدم تفسيراً بسيطاً لمشكلات العالم ووعداً بالأمن، ويمكن أن يكون هذا شائعاً بخاصة في أوقات الاضطرابات الاجتماعية أو السياسية.

 رابعاً: قلة التعليم أو مهارات التفكير النقدي، فالأشخاص الذين يفتقرون إلى التعليم أو مهارات النقد هم أكثر عرضة للتأثر بالدعاية المتطرفة، ويرجع هذا إلى أنهم قد لا يكونون قادرين على التمييز بين الحقيقة والخيال، أو رؤية العيوب في الحجج المتطرفة.

 خامساً: أن الأمراض العقلية قد تكون سبباً في التطرف، فمن المرجح أن ينجذب الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الصحة العقلية إلى الأيديولوجيات المتطرفة، لأنهم قد يكونون أكثر عرضة للتلاعب والاستغلال من قبل الجماعات المتطرفة.

ومن المهم ملاحظة أنه لن يصبح كل من يعاني هذه العوامل متطرفاً، ومع ذلك فهي تزيد خطر التطرف الذي يمكن أن تكون آثاره مدمرة، كما يمكن للجماعات المتطرفة أن تسبب العنف والدمار والخوف، مما يعمل على تقويض التماسك الاجتماعي، ومن المهم هنا فهم الأسباب الجذرية للتطرف من أجل منع حدوثه.

كيف نمنع التطرف؟

هناك عدد من الوسائل والطرق لمنع التطرف، وعلى رأسها تعزيز التعليم ومهارات التفكير النقدي، إذ سيساعد هذا الناس على أن يكونوا أكثر تمييزاً في شأن المعلومات التي يستهلكونها، وأن يكونوا قادرين على التفكير بشكل نقدي في شأن الدعاية المتطرفة، وكذلك فإن معالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية سيساعد في تقليل الشعور بالظلم الذي يمكن أن يؤدي إلى التطرف.

ومن المهم أيضاً بناء شبكات اجتماعية ومجتمعات قوية تؤدي إلى الشعور بالانتماء والهوية، مما يقلل جاذبية الجماعات المتطرفة، كما لا بد من الوقوف عند تحدي الأيديولوجيات المتطرفة، ويمكن القيام بذلك من خلال التثقيف وحملات التوعية العامة وبرامج مكافحة التطرف.

ويبقى القول إن التطرف قضية معقدة، لكن يجب أن نتصدى له من خلال فهم أسبابه الجذرية واتخاذ خطوات لمنعه، مما يمكننا من أن نجعل العالم مكاناً أكثر أماناً.

كيف نتعامل مع المتطرفين؟

ومن النصائح للتعامل مع الأشخاص المتطرفين ما يلي:

 الاستماع إليهم، فمن المهم أن نفهم وجهة نظرهم حتى لو كنا لا نوافق عليها.

 احترامهم، فحتى لو كنا لا نتفق معهم فمن المهم معاملتهم باحترام.

 تجنب الجدال معهم، فمجادلة الأشخاص المتطرفين غالباً ما تكون غير مجدية، ومن غير المحتمل أن يغيروا رأيهم، ومن المحتمل أن تجعلهم يغضبون فقط.

 محاولة إيجاد أرضية مشتركة من خلال النظر فيما إذا كان هناك أي شيء يمكن الاتفاق عليه، فهذا يمكن أن يساعد في بناء الثقة والألفة.

 تشجيعهم على التفكير النقدي من خلال طرح أسئلة تتحدى معتقداتهم.

 مساعدتهم على رؤية العالم بطريقة مختلفة، وأن نظهر لهم أن هناك طرقاً أخرى للتفكير والعيش.

وبشكل عام قد يكون التعامل مع الأشخاص المتطرفين أمراً صعباً، لكن من المهم أن نتذكر أنهم لا يزالون بشراً وعلينا أن نجد السبل المثلى للتعامل معهم وإدارة العلاقة بما يقود إلى نتائج إيجابية بدلاً من تحولهم إلى قوى سلبية ومدمرة.

عن "اندبندنت عربية"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية