كيف يرد العالم على خطوات إيران التصعيدية؟

كيف يرد العالم على خطوات إيران التصعيدية؟

كيف يرد العالم على خطوات إيران التصعيدية؟


18/09/2023

طارق العليان

وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية سحب إيران اعتمادات عدد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالخطوة التصعيدية غير المسبوقة، محذرة من أنها ستضر بشدة بالقدرة على الإشراف على البرنامج النووي.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأنه "من دون تعاون فعال" ستجد الوكالة صعوبة في تقديم ضمانات للعالم بأن البرنامج النووي الإيراني يتم تنفيذه لأغراض سلمية فقط، كما تزعم طهران، مضيفاً: "أدعو الحكومة الإيرانية إلى إعادة النظر في قرارها والعودة إلى مسار التعاون مع الوكالة".

وجاء ذلك بعد أن صرح مسؤول دبلوماسي يعمل في فيينا، حيث يقع مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران قررت سحب التفويض الذي منحته لجميع المفتشين الفرنسيين والألمان في فريق الوكالة بإيران. 

 خطاب نتانياهو

بعد حوالي ساعتين من نشر إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانه الخاص بمناسبة رأس السنة العبرية، وقال إن "إسرائيل لا تتفاجأ من تصرفات إيران، التي تثبت أنها منتهكة لجميع التزاماتها تجاه المجتمع الدولي وتعتزم تسليح نفسها بالأسلحة النووية"، مشدداً على أن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لحماية نفسها من هذا التهديد.

وأتت الخطوة الإيرانية غداة إعلان فرنسا وألمانيا وبريطانيا تمديد حظر الأسلحة الباليستية والصواريخ الذي فرضه مجلس الأمن على إيران، وهو الحظر الذي من المفترض أن ينتهي خلال شهر، في 18 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تم تحديد هذا التاريخ في الاتفاق النووي عام 2015، والذي انتهكته إيران بشكل صارخ منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018. 

موقف مختلف لروسيا والصين

وتجدر الإشارة إلى أن الصين وروسيا لم تعلنا عن استمرار الحظر.. ولفتت الصحيفة إلى المخاوف بشأن تعزيز التعاون بين موسكو وطهران، مؤكدة أن هذا التحالف يثير قلقاً كبيراً في إسرائيل والغرب.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن البروفسور راز زيميت الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي، أن التحرك الإيراني لا يأتي فقط في أعقاب التمديد الأوروبي لحظر الأسلحة، ولكن أيضاً بعد قرار قاس نسبياً من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي على الرغم من أنه لم يدن إيران، إلا أنه أكد على استمرار عدم التعاون من جانبها.

وضع متفجر

وأضاف زيميت أن "هذا يوضح أنه على الرغم من التفاهمات مع الولايات المتحدة، إلا أن الوضع لا يزال متفجراً، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تتم تسويتها بعد"، متناولاً في حديثه صفقة الأسرى التي تمت صياغتها بين طهران وواشنطن والتي تم التوصل إليها مؤخراً، حيث إنه من المفترض تنفيذها في الأيام المقبلة، والتي تنص على الإفراج عن 5 سجناء أمريكيين في إيران، مقابل تحرير 6 مليارات من أرباح إيران النفطية والتي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية. 

 الحد من التوترات

وإلى جانب صفقة السجناء مع الولايات المتحدة، وردت في الأسابيع الأخيرة أيضاً تقارير عن محادثات سرية تهدف إلى الحد من التوترات فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وقد تؤدي الخطوة الحالية التي تتخذها طهران إلى الإضرار بهذه الجهود بشكل كبير.

تذكير بالوضع الهش

وقال داني سيترينوفيتش، الباحث المشارك في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: "تلقينا اليوم تذكيراً آخر بهشاشة الوضع فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني"، ووفقاً له: "سيتعين على الغرب الرد بطريقة ما، الرد الضعيف للغاية سيكون بمثابة رسالة إلى طهران مفادها أنها تستطيع أن تفعل ما تريد، ومن ناحية أخرى، فإن الرد القوي يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الهجمات الإيرانية".

وشدد على أنه من دون حل طويل الأمد للمسألة النووية في إيران، فإن التصعيد سيكون مجرد مسألة وقت.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية