لأول مرة منذ حرب اليمن.. السعودية تسمح بأداء قيادات حوثية بارزة مناسك الحج

في أحدث إشارة إلى إحراز تقدم في المحادثات السياسية لإنهاء الصراع الدامي في اليمن، غادر وفد يضم قيادات بارزة في جماعة الحوثي اليمنية مطار صنعاء الدولي أمس الإثنين متوجهاً إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 2015.

ويضم الوفد الحوثي مجموعة من وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة التابعة للجماعة، وعلى رأسهم رئيس لجنة التفاوض العسكرية التابعة لحكومة الحوثيين اللواء يحيى الرزامي، إلى جانب نائب وزير الإرشاد في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً فؤاد ناجي.

تدفع المملكة العربية السعودية نحو بناء الثقة مع الجماعة الموالية لإيران؛ بهدف منح فرص لتحقيق السلام، رغم أنّ المتمردين ما يزالون يمارسون الانتهاكات

كما يضم وفد الحجاج الحوثي عدداً من الشخصيات القبلية والاجتماعية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء (سبأ نت) التابعة لسيطرة جماعة الحوثي في صنعاء.

ورافق الوفد الحوثي المجموعة الثانية، البالغ عددها (180) شخصاً من حجاج اليمن، الذين توجهوا من مطار صنعاء الإثنين إلى مدينة جدة السعودية.

وتدفع المملكة العربية السعودية نحو بناء الثقة مع الجماعة الموالية لإيران؛ بهدف منح فرص لتحقيق السلام، رغم أنّ المتمردين ما يزالون يمارسون انتهاكات وتجاوزات في أكثر من ملف.

تتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعُمانية إلى صنعاء

وقد وصلت مساء السبت أول رحلة جوية منذ 2016، من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، على متنها (270) راكباً من الحجاج اليمنيين القادمين لأداء فريضة الحج.

من جانبه، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد، في تغريدة عبر حساب مكتبه على (تويتر)، عن أمله في أن "تشجع هذه الخطوة الإيجابية وأجواء السلام في موسم الحج الأطراف على اتخاذ المزيد من الخطوات لتخفيف ورفع القيود المفروضة على حرية الحركة للمدنيين داخل وخارج اليمن، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".

وقالت السعودية في وقت سابق الأحد: إنّ استقبالها رحلات جوية من مطار صنعاء الدولي يهدف إلى رفع المعاناة عن الشعب اليمني.

الحرب الدائرة في اليمن أودت حتى أواخر 2021 بحياة (377) ألف شخص، وألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ (126) مليار دولار

وأكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر "استقبال مطار الملك عبد العزيز الدولي طلائع الحجاج اليمنيين القادمين جواً من مطار صنعاء الدولي"، وتابع أنّ هذه "الخطوة تأتي امتداداً لدعم الشعب اليمني الشقيق ورفع المعاناة عنه وتحقيق آماله وتطلعاته في السلام والتنمية والازدهار".

وتتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعُمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.

هذا، وشهد اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية حالة من التفاؤل الكبير باقتراب الحرب من نهايتها، وحملت تصريحات جميع الأطراف تلك الرؤية إلى الشارع اليمني والمنطقة.

يُذكر أنّ الحرب الدائرة في اليمن أودت حتى أواخر 2021 بحياة (377) ألف شخص، وألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدّر بـ (126) مليار دولار؛ في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.