لا اتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية في اجتماع جدة... لماذا؟

لا اتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية في اجتماع جدة... لماذا؟

لا اتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية في اجتماع جدة... لماذا؟


16/04/2023

لم يتوصل الوزراء العرب المشاركون في الاجتماع التشاوري بمدينة جدة السعودية السبت إلى اتخاذ قرار بشأن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، لكنّهم اتفقوا على أهمية تأدية دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا.

وانعقد الاجتماع، الذي ضم كبار الدبلوماسيين من دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق في جدة، بعد زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للسعودية، لأول مرة منذ قطع المملكة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عام 2012.

وزراء: من غير المعقول أن تعود دمشق إلى الجامعة العربية من قبل أن يعود الملايين من اللاجئين السوريين إلى بلدهم لتبقى البلدان التي تستضيفهم هي التي تتحمل العبء

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية السبت في بيان أنّ الوزراء المجتمعين أكّدوا أنّ "الحلّ السياسي هو الحلّ الوحيد للأزمة السورية"، مشدّدين على "أهمّية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليّات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود".

وأضاف بيان الخارجية السعودية أنّه تمّ خلال اجتماع الوزراء أيضاً "التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصّل الى حلّ سياسي للأزمة السورية ينهي كافّة تداعياتها، ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويّتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقّق الخير لشعبها الشقيق".

وبحسب البيان، "اتّفق الوزراء على أهمّية حلّ الأزمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتّخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".

هناك توافق ضمني بأنّ عودة العلاقات بين العواصم العربية وبين دمشق يُعدّ أمراً سيادياً لكل منها، وهي مفيدة لأسباب إنسانية

واستضافت السعودية الجمعة هذا الاجتماع المخصّص للبحث في عودة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على إبعادها، وذلك في خضمّ تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

هذا، ونقلت صحيفة "العرب" نقلاً عن مصادر مطلعة أنّ الحوارات الجانبية التي أجراها بعض الوزراء قالت إنّه من غير المعقول أن تعود دمشق إلى الجامعة العربية من قبل أن يعود الملايين من اللاجئين السوريين إلى بلدهم لتبقى البلدان التي تستضيفهم هي التي تتحمل العبء.

وتضيف هذه المصادر أنّ هناك توافقاً ضمنياً كان هو الذي طغى على أجواء الاجتماع، ويرى أنّ عودة العلاقات بين العواصم العربية وبين دمشق يُعدّ أمراً سيادياً لكل منها، وهي مفيدة لأسباب إنسانية وسياسية، لأنّها تفتح أبواباً لدمشق لإعادة التكيف مع بيئة العلاقات العربية، وتوفر مداخل لتسوية سياسية للأزمة، إلا أنّ العودة إلى الجامعة لا يجب أن تبدو وكأنّ شيئاً لم يكن، بينما هناك الملايين من السوريين الذين لا يجدون سبيلاً لاستئناف حياتهم الطبيعية في بلدهم.

دمشق والرياض قالتا إنّهما تتجهان نحو إعادة فتح السفارتين واستئناف الرحلات الجوية لأول مرة منذ أكثر من عقد

من جانبها، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" أنّ قطر عارضت عودة دمشق إلى الجامعة، ولا يبدو أنّ الدوحة قد غيرت موقفها بعد الاجتماعات التي عقدت في جدة في وقت متأخر من الجمعة.

يُذكر أنّ دمشق والرياض قالتا الخميس: إنّهما تتجهان نحو إعادة فتح السفارتين واستئناف الرحلات الجوية، لأول مرة منذ أكثر من عقد.

وكانت دول عربية عدّة على رأسها السعودية قد أقفلت سفاراتها وسحبت سفراءها من سوريا، احتجاجاً على قمع النظام السوري في العام 2011 الانتفاضة الشعبية التي تطوّرت إلى نزاع دامٍ دعمت خلاله السعودية وغيرها من الدول العربية فصائل المعارضة السورية.

وعلّقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا لديها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.

لكن خلال العامين الماضيين تتالت مؤشّرات التقارب بين دمشق وعواصم عدّة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية