لا يمكن غضّ الطرف عن تمويل قطر للجماعات المارقة

لا يمكن غضّ الطرف عن تمويل قطر للجماعات المارقة


12/02/2022

ترجمة: محمد الدخاخني

تمتلك قطر، وهي دولة أصغر من أرمينيا من حيث الكتلة الأرضيّة وتعداد السّكان، وجوداً عالميّاً لا يتناسب مع حجمها. ومع وجود خطط لاستضافة كأس العالم، في صيف 2022، تظلّ قطر في طليعة اهتمام العالم، في حين أنّ هذه الأضواء تُسلّط الضّوء في بعض الأحيان على انتهاكات حقوق العمّال في عمليّات الاستعداد لكأس العالم، فإنّه لم يُلتفت إلى أكثر ما يلوح في الأفق من قلق بشأن قطر - دورها كراع للإرهاب.

اقرأ أيضاً: من هو الذراع الخفية للغنوشي ناجح الحاج لطيف؟ وما مهامه؟ وما علاقته بقطر؟

(وكشفت هيئة الدفاع في قضية اغتيال المعارضين اليساريين بتونس شكري بلعيد ومحمد البراهمي وجود معطيات "تثبت تورط رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في قضايا تتعلق بغسل الأموال"، فضلاً عن "تهمة التخابر مع جهات أجنبية والتجسس على السياسيين وعلى المسؤولين في الدولة".

وقال عضو الهيئة رضا الرداوي، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إنّ أحد الأذرع الحقيقية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يدعى ناجح اللطيف وهو المشرف على حساباته وأمواله.

وكشف أنّ هذا الشخص هو أحد الأذرع الخفية للغنوشي، كان قبل الثورة وكيل شركة تنشط في مجال النسيج بتونس العاصمة لكن تم فيما بعد طرده.

وأوضح أن الشخص المذكور كان يستعمل الحساب الالكتروني للشركة في إدارة جملة العلاقات المالية المشبوهة مع قيادات حركة النهضة، مشيرا إلى أنّ لديهم وثائق تثبت ذلك.

في حين أنّ نهائيّات كأس العالم الوشيكة ستثير إعجاب المتفرّجين الذين يرون قطر للمرّة الأولى، فإنّ مناقشة هادفة بشأن دور الدّولة في رعاية الإرهاب يجب أن تبرز في المقدّمة

وتحدث الرداوي عن حسابات قطرية تعود إلى الديوان الأميري وتورط الغنوشي وحزبه في إيداع أموال بهذه الحسابات.

وكشف أنّ الشخص المذكور يستعمل حسابين ماليين في قطر يتم تمويلهما غالباً من الديوان الأميري دون عمل منجز، مشيراً إلى أنّ المبالغ تتجاوز 15 مليون دولار و20 ألف دولار، حسب قوله- المحرّر).

اقرأ أيضاً: هل وصلت تركيا إلى مبتغاها في أفغانستان؟ وما علاقة قطر؟

يتّضح هذا الواقع عند تحليل علاقات قطر بجماعة الإخوان المسلمين. صُنّفت الإخوان كجماعة إرهابيّة، من قِبل الإمارات والبحرين ومصر وروسيا وسوريا والمملكة العربيّة السّعوديّة، من بين دول أخرى، وقد تلقّت هذه المنظّمة الإسلامويّة أكثر من مليار دولار من الحكومة القطريّة.

ومن بين المستفيدين الآخرين من التّمويل القطريّ: حركة أحرار الشّام، وهي جماعة سوريّة متشدّدة عازمة على إقامة دولة إسلاميّة في البلاد، وكتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعيّة ترعاها إيران تهدف إلى النهوض بأهداف الحرس الثّوريّ الإسلاميّ.

مئات الملايين من الدّولارات

 وعام 2017، دفعت قطر مئات الملايين من الدّولارات، بما في ذلك 25 مليون دولار لكتائب حزب الله و50 مليون دولار مشتبه بها لقائد الحرس الثّوريّ الإيرانيّ، للإفراج عن 25 قطريّاً احتُجزوا كرهائن خلال رحلة صيد في جنوب العراق.

وبينما تؤوي قطر حالياً 20 عضواً رفيعاً من حركة طالبان، فإنّها تستضيف أيضاً بعضاً من كبار مموّلي تنظيم القاعدة، ومن بينهم خليفة السّبيعيّ.

قام السّبيعيّ، وهو موظّف سابق في مصرف قطر المركزيّ، بتمويل خالد شيخ محمّد، العقل المدبّر لهجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وفقاً للمخابرات الأمريكيّة، وعام 2008، أدين السّبيعيّ غيابيّاً من قِبل المحكمة الجنائيّة العُليا في البحرين بتهمة تمويل وتجنيد إرهابيّين، وهي لفتة دفعت قطر في النّهاية إلى سجنه، وعلى الرّغم من إدراج هذا المصرفي على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدّوليّ، أطلق المسؤولون القطريون سراحه بعد ستّة أشهر فقط، ممّا سمح له باستئناف تمويله للإرهاب.

من بين المستفيدين من التّمويل القطريّ: حركة أحرار الشّام، وهي جماعة سوريّة متشدّدة عازمة على إقامة دولة إسلاميّة في البلاد، وكتائب حزب الله، وهي ميليشيا شيعيّة ترعاها إيران

بين عامَي 2011 و2012، أرسل السّبيعيّ مئات الآلاف من الدّولارات إلى قادة القاعدة، وفي عامَي 2013 و2014، بدأ أيضاً في جمع التّبرعات لحركة طالبان. على الرغم من وجود كلّ الأسباب للاشتباه في سلوك السّبيعيّ، غضّت الحكومة القطريّة الطّرف، ممّا سمح له بالاستمرار في الإفلات من العقاب لأعوام.

الحماية الاستباقيّة لمموّلي القاعدة

كما أتاحت قطر الحماية الاستباقيّة لمموّلي القاعدة الّذين تُفرَض عليهم عقوبات أمريكيّة، ومنحتهم بطاقات هويّة قطريّة، بالتّالي، ملاذاً آمناً. من بين هؤلاء أشرف محمّد يوسف عثمان عبد السّلام. فُرِضَت عقوبات على عبد السّلام، وهو أردنيّ، لإرساله مئات الآلاف من الدّولارات إلى فرعَي القاعدة في العراق وباكستان، وإلى جبهة النّصرة، التي هي الآن هيئة تحرير الشّام، في سوريا. وبالمثل، اعتقل الأردنيّ عبد الملك محمّد يوسف عثمان عبد السّلام، المعروف أيضاً باسم عُمر القطريّ، في لبنان أثناء توجّهه إلى قطر، وبحوزته آلاف الدّولارات المخصّصة للقاعدة.

ويُعتقد أيضاً أنّ القطريّ قد حوّل عشرات الآلاف من الدّولارات إلى زعيم فرع القاعدة في سوريا، وقام بجمع الأموال وتحويل عشرات الآلاف من اليوروهات لكبار مسؤولي القاعدة، من خلال منح بطاقات هويّة لبعض المموّلين الأساسيّين للقاعدة، تُدافع قطر عن البنية التّحتيّة للقاعدة من جذورها العميقة، بالتّالي، تؤكّد التزامها برعاية الإرهاب.

اقرأ أيضاً: إيران وقطر... ما أبرز المرتكزات والمحددات للعلاقة الثنائية؟

من خلال تمويلها للإرهاب وإيوائها للإرهابيّين وداعميهم الماليّين، تبنّت قطر دورها كراع للإرهاب. في حين أنّ نهائيّات كأس العالم الوشيكة ستثير إعجاب المتفرّجين الذين يرون قطر للمرّة الأولى، فإنّ مناقشة هادفة بشأن دور الدّولة في رعاية الإرهاب يجب أن تبرز في المقدّمة، إذا كانت كرة القدم موضوعاً جدّياً، فيجب أن تكون آفاق الأمن الدوليّ أكثر جدّية.

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

جوردان كوب، ذي ناشونال

https://www.thenationalnews.com/opinion/comment/the-world-cannot-keep-turning-a-blind-eye-to-qatar-s-funding-of-terrorism-1.900242



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية