لماذا اختار إخوان المغرب الصمت على رسالة نتنياهو إلى العاهل المغربي؟

في الوقت الذي رحبت فيه جلّ الأحزاب في المغرب، أغلبية ومعارضة، بقرار إسرائيل الاعتراف بالسيادة المغربية على أراضي الصحراء، وجّه عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ذراع الإخوان في المغرب) رسالة مقتضبة إلى كافة أعضاء الحزب ومسؤوليه، تفيد بعدم تقديم أيّ تصريح أو تعليق على رسالة "رئيس حكومة الكيان الصهيوني وموضوعها"، بحسب ما جاء في التوجيه. 

والرسالة تلقاها العاهل المغربي الملك محمد السادس من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يؤكد فيها قرار "دولة إسرائيل" الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء.

وجّه عبد الإله بنكيران رسالة مقتضبة إلى كافة أعضاء الحزب ومسؤوليه تفيد بعدم تقديم أيّ تصريح أو تعليق على رسالة الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء

هذا الاختيار بـ "الصمت" تجاه اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه، رغم أنّ جلّ الأحزاب المغربية علقت على هذا المستجد الذي يصبّ في مصلحة الوحدة الترابية، أثار تساؤلات نقلتها وسائل إعلام دولية حول تقديم إيديولوجية الحزب على مصالح الدولة، وما إذا كان يُعتبر مبرراً سياسياً، رغم أنّ رئيسه السابق سعد الدين العثماني قد وقّع على وثيقة عودة العلاقات بين إسرائيل والمغرب بتاريخ 22 كانون الأول (ديسمبر) عام 2020 في العاصمة الرباط؟

اللافت في الموضوع أنّ حسن حمورو، القيادي في الحزب الإسلامي، كتب تدوينة على (فيسبوك)، أوضح فيها أنّه ما إن أراد التعليق على رسالة "رئيس حكومة الكيان الصهيوني" حتى خرج بيان عبد الإله بن كيران بعدم التصريح والتعليق، وختم تدوينته بعلامة تعجب. وكرر حمورو هو أيضاً تعبير "رئيس حكومة الكيان الصهيوني".

ويجمع مراقبون على أنّ الخطاب السياسي الحالي لحزب العدالة والتنمية يكشف عن ضعف واضح في التعامل مع ما يمكن القول إنّه قضايا حاسمة في الاقتصاد السياسي للدولة المغربية. 

الابتزاز صفة يمتاز بها بنكيران عندما وظف بعض القضايا كالعلاقات مع إسرائيل التي أمعن في انتقادها بعد خروج حزبه من الحكومة

وعندما كان بنكيران وحزبه يديران أمور الحكومة ما بين عام 2012 وعام 2021، قام بإعادة النظر في صندوق المقاصة وزاد في الاقتطاعات وفي سن التقاعد ومراجعة طريقة احتسابه، وقد تسبب هذا في خسارة الحزب لانتخابات عام 2021.

وبالنظر إلى هذه المواقف، ترى صحيفة (العرب) اللندنية أنّ حزب العدالة والتنمية سيحتاج إلى الكثير من الوقت والمساحة داخل المشهد السياسي لإعادة بناء رأي إيجابي حول سياسة الحزب واختياراته، وأنّه يجب أن تكون إحدى أولويات الحزب القطع مع خطاب جله شعبوي، يوظف المفردات الدينية لأغراض سياسية، والذي لم يستطع بسببه تثبيت منتخبيه ضمن دوائرهم الانتخابية، محلياً في البلديات ووطنياً في البرلمان، بعد (10) أعوام.

كما لفتت الصحيفة إلى أنّ "الابتزاز صفة يمتاز بها بنكيران، عندما وظف بعض القضايا كالعلاقات مع إسرائيل التي أمعن في انتقادها بعد خروج حزبه من الحكومة، وهو الذي دافع وقتها عن الاتفاق الذي وقّع مع إسرائيل، مشدداً على أنّ حزبه جزء من بنية الحكم في الدولة، ولا يمكنه بالتالي رفض التوقيع".