لماذا تأخر "داعش" في إعلان مقتل زعيمه الرابع؟

لماذا تأخر "داعش" في إعلان مقتل زعيمه الرابع؟

لماذا تأخر "داعش" في إعلان مقتل زعيمه الرابع؟


10/08/2023

مصطفى رستم

في الثالث من أغسطس (آب) الجاري كشف تنظيم "داعش" عن مصرع قائده الرابع أبو الحسين الحسيني القرشي في الـ 29 من أبريل (نيسان) الماضي على خلفية اشتباكات مع "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بحسب ما جاء عبر مقطع مصور بثه المتحدث باسم التنظيم أبو حذيفة الأنصاري، كما حمل التسجيل نفسه نبأ تنصيب قائده الجديد أبو حفص الهاشمي القرشي على من تبقى من أفراد "داعش" المتناثرين في أرجاء البادية والصحارى.

"داعش"

ولم يدم الإعلان المتأخر لـ "داعش" طويلاً حتى سارعت هيئة تحرير الشام المستحوذة على أجزاء واسعة من إدلب في شمال غربي سوريا إلى نفي مسؤوليتها عن مقتل الزعيم الداعشي، وفق بيان صدر مساء الرابع من أغسطس الجاري، ووصف المتحدث باسم "الهيئة" ضياء العمر ما يرتكبه "داعش" بـ "الأفعال الشريرة"، كما نفى في الوقت ذاته وبصورة قاطعة ادعاء قتل القرشي.

ويعطي التأخر في إعلان مقتل زعيم القرشي مؤشرات على مدى التخبط والاضطراب الذي يسري بين أفراد التنظيم، فانقضاء تلك المدة الطويلة يشي بخلافات حول اختيار الأمير، إضافة إلى صعوبة عقد أي اجتماع موسع خشية القصف، حيث تطارده قوات "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية)، والتحالف الدولي من جهة، والقوات السورية النظامية والروسية من جهة أخرى.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد مواكبة عمليات التحالف الدولي في مناطق شمال شرقي سوريا منذ مطلع العام الحالي تسجيل 58 عملية، أسفرت عن مصرع 13 من المنتمين لخلايا "داعش"، إضافة إلى اعتقال 473 منهم.

وإذا ما علمنا أن غالبية المحافظات السورية تلتصق بالبادية فيمكن الوصول إلى الاعتقاد بتغيير سياسة التنظيم، بسبب ما يعانيه من نقص في قيادات الصف الأول، إذ إن أفراد مثل تلك الجماعات لا يعملون إلا بتوجيهات وتعليمات من قادتهم، فهم المحرك الوحيد والعقل المدبر وفي غيابهم يصابون بالشلل التام.

مخيمات الاعتقال

وأمام كل ذلك يمكن انتظار تحول في سياسة التنظيم المتشدد عبر استهداف مخيمات الاعتقال ومن أبرزها مخيم الهول الذي يضم 50 ألف شخص، إضافة إلى سجون الحسكة والرقة التي تضم عشرات الآلاف من قادة وعناصر التنظيم، إذ إن الهدف الأول بالنسبة إلى "داعش" هو تحريرهم كما حصل سابقاً في سجن الصناعة بمدينة الحسكة شرقاً عام 2022، ولن يحدث ذلك إلا بنشوب حرب وفوضى في المنطقة ينتظرها فلول التنظيم للانقضاض على المعتقلات أثناء حدوث أية عملية توغل تركية واشتباك مسلح مع قوات "قسد".

تغيير مستوى العمليات

وبالقرب من مرقد شيعي في السيدة زينب بريف العاصمة السورية دمشق، سفكت دماء مدنيين عبر تفجيرين منفصلين خلال شهر يوليو (تموز) الماضي.

وفي تطور خطر أعلن التنظيم ذاته تبنيه عمليتي تفخيخ بالتزامن مع احتفالات دينية، وقد دقت تلك الحوادث ناقوس الخطر وسط السوريين، وجاء ذلك الاختراق الأمني من قبل التنظيم ليشير إلى تغيير في خططه بعودته للتفجيرات داخل المدن بعد أن استمر منذ سقوطه في توجيه ضربات إلى الحافلات وناقلات الجند التابعة للجيش النظامي أو ضد قوات سوريا الديمقراطية.

ويمكن التقاط هذا التطور الملحوظ أيضاً مع تنامي استهداف خطوط الإمداد، ولا سيما الطاقة، وكانت آخر الحوادث مصرع سبعة جنود من الجيش النظامي بعد استهداف رتل ضمن صهاريج وقود ومشتقات نفطية، علاوة على التركيز على الطرق الاستراتيجية التي تربط أوصال البادية بوسط البلاد وشرقها، وذلك عبر فرض إتاوات لمرور الحافلات وغيرها من الضرائب على أصحاب قطعان الماشية لتمويل أعمال التنظيم إثر انخفاض مستوى التمويل الخارجي له ونضوبه أو صعوبة وصوله.

عن "اندبندنت عربية"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية